إيلاف+

العراقيون في عمان بحث عن عمل وخوف من الترحيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

العراقيون في عمان.. بين البحث عن تصريح عمل والخوف من الترحيل

مي عبد السلام من عمان:افترش شاب عراقي أحد أرصفة وسط البلد في عمان ليبيع الكتب، وهي ذات مهنته التي يعتاش منها في العراق قبل رحيله.. لكن حديثه عن مدى استيعاب السوق الاردنية للعمالة الوافدة من العراق له شجون.( ز . السوداني) احد الشباب العراقيين الذين يعملون بشكل غير قانوني في الاردن منذ عامين، تحدث عن رفض وزارة العمل الاردنية لطلبات العراقيين بالعمل بدون ان تبدي أي أسباب لذلك ، عمان حتى لو كان العمل الذي يرومه العراقي بسيطا ولا يؤثر على سوق العمل للأردنيين . لكن ذلك كما يقول السوداني لا يمنع العراقيين من العمل بشكل مؤقت في أي مهنة تدر عليهم ما يديمون به حياتهم هناك " أنا مضطر للعمل لكي اعيش ، على الرغم من خوفي من شرطة الوافدين التي قد تأتي في اي ساعة لتلقي بي من جديد الى العراق الذي تركته هرباً من أحداث العنف."
ضابط في الجيش العراقي المنحل رفض الكشف عن اسمه قال بعد تردد قصير " جئت الى هنا باحثا عن فرصة للعيش اكثر من بحثي عن فرصة للعمل، انا مسيحي كنت اسكن منطقة الدورة وهربت بعائلتي من التهديدات المتكررة بالقتل ، لكنني الان اعاني من ضياع الوقت في البحث عن عمل، يسد جزء من مصاريف السكن والعيش في عمان."
وحين سئل كيف تعيش الان؟ اجاب بشيء من الحسرة " اعتمد على ما يرسله ابنائي وبعض الاقارب من استراليا، لكنني بصراحة اخاف ان يلقى القبض علي لتجاوزي فترة الاقامة هنا ، فقد حصلت عند دخولي على فترة سماح لمدة ثلاثة اشهر وعندما اردت تجديدها لثلاثة اشهر اخرى رفضوا طلبي، وبعد ان تم تأجيل البت في طلبي لعدة اسابيع قال لي احد الموظفين في الداخلية الاردنية ... نحن آسفون."
ام نور.. شابة عراقية هربت من العراق بعد مقتل زوجها عقب تأديته صلاة الجمعة في احدى مناطق بغداد، تحدثت عن مشكلتها مع العمل في الاردن قائلة " معى شهادة في المحاسبة، وقدمت طلبا للعمل في احدى الشركات الخاصة ، الا ان طلبي رفض وقيل لي ان السبب هو الشرط القانوني الذي لايسمح بعمل من شأنه ان يزاحم الشباب الاردني الراغب في العمل ، والعمل المحاسبي هو احد الانواع المشمولة بالرفض ، مما دفعني الى العمل كبائعة في متجر، لعل هذا يساعدني على نيل تصريح بالعمل استطيع ان امدد به اقامتي هنا "
واستدركت " انتظر ايضا ان يتم البت في قبول طلب قدمته الى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فربما حصلت على فرصة اللجوء الى بلد آخر... لا املك خيارا غير الانتظار والاعتماد على الله والاحتساب من قتلة زوجي الذين تسببوا في يتم ابنتي التي تركها والدها وعمرها ثمانية اشهر فقط ، وهي الآن ابنة الثلاثة اعوام."
(ن . س ) طبيب مختبرات قال انه تخرج من جامعة بغداد بتقدير امتياز ، لكنه هرب من العراق بعد تلقيه وعائلته انذاراً بالتهجير من منطقة سكناه في المنصور ، وحين قرر الهجرة الى الاردن لم يكن يتصور انه سيقضي ايامه حبيس داره، يضيف "كنت اتوقع ان تكون فرص العمل مفتوحة امامي نظرا لطبيعة اختصاصي ، لكنني طرقت باب العمل فوجدته موصدا، الان انتهت فترة اقامتي المحددة بثلاثة اشهر، لا اعرف ان كنت سأتمكن من ايجاد فرصة عمل مناسبة تتيح لي تمديد الاقامة والعيش هنا ام لا " واستطرد قائلا "جميع العراقيين هنا يبدون اسفهم من الحال الذي وصلوا اليه."
( ث . ج ) يتحدث عن عمله في الاردن كخياط بالقول" نحن نعمل هنا في الخفاء ونحاول ايجاد قوت عوائلنا التي هربنا بها من العراق وجئنا بحثا عن الأمان المفقود ، صحيح اعمل بدون تصريح لكن هذا حال اغلب العراقيين هنا"
ويضيف" صاحب العمل فلسطيني ومتعاطف معي لانه قضى فترة في العراق، لكنه يخشى من القاء القبض علي في محله، لكن لا يوجد امامنا الا هذا ، فلا احد يمد يد العون من الحكومة العراقية او يجد حلاً لازمة العراق فنعود اليه ".
واردف " لولا الاوضاع السيئة في العراق لما خرج احد منه، واتمنى ان يتحسن الوضع فنعود الى بلدنا ، لكنها حتى الآن تبدو امنية صعبة المنال."
والامر لا يتوقف على الشباب الذين لا يملكون تصاريح العمل فقط ، فلدى ( أ . ع ) محله الخاص و تصريح عمله ، وعائلته من العائلات الموسرة لكنه يقول انه غير مستقر، على الرغم من ان حاله وحال اسرته افضل من حال الكثير من العوائل العراقية التي هاجرت من العراق هرباً من العنف المستشري في البلاد.
وعن اسباب عدم استقراره قال " نعم عندي كل شيء ، لكني اشعر اني تائه ، كل العراقيين هنا يشعرون بذلك يشتاقون الى العراق والى ايامه ، اصدقاؤنا هاجروا الى الاردن وسوريا او في داخل العراق، ويبقى السؤال يلح على تفكير الجميع ( وماذا بعد ؟) نعم عندي تصريح عمل واستقرار لكن ماذا عن العراق والى متى نبقى هنا ؟ وهل نحن سعداء ؟."
يذكر ان خبراء في الاقتصاد تحدثوا نهاية عام 2006 عن تأثير رؤوس الاموال العراقية التي دخلت الى السوق الاردنية وساهمت في دفع معدل النمو الاقتصادي في النصف الاول من عام 2006 بنسبة تقارب 8% وهي تعادل ضعفي نسبة النمو قبل الحرب. فيما كانت صحيفة "جوردان تايمز" قد نشرت في آذار مارس 2005 تقريرا عن ان وصول 50 الف اسرة عراقية الى الاردن ادى الى ضخ ملياري دولار في الاقتصاد الاردني ، وهو ما ساهم في تسريع دورة الاقتصاد بشكل واضح، مؤكدة انه " رغم وجود عراقيين واسعي الثراء ممن وظفوا استثمارات كبيرة في الاقتصاد الاردني ، فإن معظم العراقيين يعيشون على الهامش ويشقون لتأمين عيشهم من غير تراخيص عمل ومن غير مدخرات."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف