صيف الشرق الأوسط الطويل والساخن يرهق واشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: ألقت الأحداث الساخنة التي يشهدها الشرق الأوسط، خاصة قطاع غزة ولبنان بظلالها على العاصمة واشنطن يوم الثلاثاء الخامس من شهر يونيه الجاري، حين عقد مركز سابان لسياسة الشرق
في الذكري الأربعين لحرب 67
استهل باسكوال أعمال الندوة بالمقارنة بين واقع الشرق الأوسط قبل أربعين عاما عندما اشتعل صيف المنطقة بالحرب التي شنتها إسرائيل على مصر وسوريا والأراضي الفلسطينية. وذكر أن أجواء هذه الفترة تعود من جديد الآن في ظل وجود ناصر جديد في إيران ( أحمدي نجاد )، كما أن سوريا طبقا لباسكوال تستعد للحرب تحسبا لأي هجوم إسرائيلي ، وقطاع غزة تعمه الفوضى، والحكومة اللبنانية الضعيفة محاصرة ما بين الجماعات المسلحة المتأثرة بتنظيم القاعدة وبين ترسانة ونفوذ حزب الله في الجنوب. وأضاف نائب مدير معهد بروكنغز أن أجواء عدم الثقة والحسابات الخاطئة تعود مرة أخرى على سطح الشرق الأوسط،, ولكي نفهم كيف نتعامل مع هذا الواقع على حد قول باسكوال، يعقد بروكنغز هذه الندوة.
القاعدة عنصر جديد في المعادلة
تحدث بروس ريدل الباحث بمركز سابان إلى الندوة ، قائلا إن صيف العام الماضي وصيف هذا العام يتشابهان كثيرا مع صيف عام 67، لكن الجديد في معادلة السنوات الأخيرة خاصة في منطقة الشام هو دخول تنظيم القاعدة على الخط كعنصر جديد في معادلة الشرق الأوسط المعقدة. وأوضح ريدل أن هناك نشاطا ملحوظا للقاعدة في شمال لبنان وقطاع غزة سواء كان هذا النشاط يقوم به عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة أم عناصر متأثرة ومؤمنة بفكر القاعدة دون الانتماء في صفوفها فعليا. وأضاف ريدل أن القاعدة أصبحت اليوم شيئين: تنظيم تقليدي مقره أفغانستان وباكستان ويقوده الرموز المعروفون للتنظيم ، وتنظيمات فرعية بالوكالة. وقال ريدل إن العناصر المحسوبة على تنظيم أو فكر القاعدة في لبنان وغزة لا تزال في مرحلة التكوين الابتدائية ، وليس من الواضح معرفة إمكانية تطوير هذه المجموعات ، كما أنهم لا يندرجون تحت الكيانات الكبيرة مثل حزب الله وحماس وفتح. كما لفت الباحث إلى أن احتمال وجود روابط بين هذه العناصر وتنظيم القاعدة في العراق، حيث أن التأثر والدعم من قاعدة العراق لهذه العناصر في بلاد الشام يعتبر على الأقل أسهل جغرافيا.
وركز ريدل في معظم فقرات كلمته على العلاقات التنظيمية والفكرية بين تنظيم القاعدة والجماعات والفصائل الإسلامية في منطقة الشام مثل فتح الإسلام وحماس.
ابحث عن الدور السوري
بعد أن استعرض هشام ملحم في كلمته النتائج التي خلفتها حرب 67 في المنطقة من هزيمة الأنظمة القومية وصعود الإسلاميين على اختلاف تياراتهم، ركز على التورط السوري فيما تيشهد لبنان من قتال سواء كان بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، خاصة أن هذا القسم من لبنان كان تحت السيطرة السورية المحكمة لمدة ثلاثين سنة. واتهم ملحم المخابرات السورية التي تعرف طرابلس ومنطقة المخيمات جيد بدور ما فيما يحدث قائلا إن عناصر فتح الإسلام لم تهبط من السماء ، فهم بالضرورة تسللوا عبر الحدود السورية.
وتحدث ملحم عن الإسلاميين في لبنان قائلا إن البعض يفكر في حزب الله كلما تحدثنا عن الإسلاميين في لبنان، وقال إن الحزب هو حزب سياسي له جناح عسكري بزعامة كاريزمة وعلاقات استراتيجية مع سوريا وإيران ، ولكن هناك إسلاميين أخريين لم ينتبه إليهم الكثير ينتشرون في شمال لبنان في مناطق العشائر السنية وجودوا لهم أذانا صاغية في المخيمات وغيرها ضد الغرب وفساد الحكومة اللبنانية. واستطرد ملحم بعد ذلك في الحديث عن تاريخ وواقع المخيمات الفلسطينية في لبنان ليعود إلى نقطة البداية وهي أن السوريين من خلال الأحداث الأخيرة يسعون لإضعاف الحكومة اللبنانية بعد فشل كل المحاولات التي بذلوها لمنع قرار إنشاء المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال الحريري.
كل الاحتمالات واردة
بدأ روبرت مالي كلمته بسرد كافة أنواع احتمالات الصراع والحرب في منطقة الشرق الأوسط في هذه الصيف ، سواء بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة أو بين حزب الله وإسرائيل ، أو بين سوريا وإسرائيل أو احتمال وقوع حرب أهلية بين اللبنانيين أو بين الفلسطينيين، فضلا عن صراعات وحروب أقل ورودا بين تركيا والأكراد في شمال العراق أو بين إيران وإسرائيل. ونبه مالي إلى أهمية استعداد الولايات المتحدة للتعامل مع كل احتمال وارد بعيدا عن إساءة الحسابات وتجنيبا لتورطها في مواجهة جديدة في المنطقة خلال الصيف.
وركز روبرت مالي بعد ذلك في كلمته على واقع النظام السوري وكيف يشعر بأنه محاصر ومعرض لتهديدات كثيرة خاصة بعد قرار إنشاء المحكمة الدولية ، ولذلك فهو ينقل معاركه إلى لبنان والأراضي الفلسطينية. وانتقل مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية بعد ذلك إلى الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية بين فتح وحماس قائلا أنه صراع سلطة بين منظمة تشعر بأحقيتها التاريخية في قيادة الفلسطينيين وهي فتح ، وبين منظمة أخرى حققت نجاحا في الانتخابات التشريعية ، ولذلك تشعر أن من حقها السيطرة كاملة على الأراضي الفلسطينية.
ضعف حكومات المنطقة
ركز مارتين انديك في كلمته على الشأن الإسرائيلي ، مستهلا حديثه بالقول إن الواقع الذي نشاهده في الشرق الأوسط آ، والذي يدفع باتجاه الحرب ويتماشى مع أجندة الأطراف السيئة، ناتج عن الضعف الأساسي في قيادات وحكومات الدول المنخرطة في صراع الشرق الأوسط. وأضاف انديك أن هذا الضعف لا ينطبق على الحكومات العربية من جيران إسرائيل وحدها ولكن ينطبق على إسرائيل أيضا. واستطرد انديك في الحديث عن ضعف القيادة الإسرائيلية، قائلا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت يكافح من أجل بقائه ومستقبله السياسي، بينما استقال رئيس أركان القوات الإسرائيلية نظرا لأداء الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الأخيرة.
وحول احتمال وقوع حرب بين إسرائيل وسوريا هذه الصيف، ذكر أنديك أن مهما كانت هذه التقارير دقيقة أو لا تزيد عن كونها دعاية خطابية من النظام السوري، فإن السؤال هو ، كيف يتعامل أولمرت مع هذا الاحتمال. وأضاف انديك أن السوريين لا ينوون الحرب ، قائلا إن أحدث رسالة من النظام لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في زيارتها الأخيرة لسوريا هي ما ورد على لسان بشار الأسد بأن سوريا ليس لديها أي نية لحرب إسرائيل. وأضاف مدير مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط أن هذه الرسالة تفتح الباب أمام بدء محادثات سلام بين سوريا وإسرائيل.
وفيما يتعلق بسياسة الجانب الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، استبعد انديك قيام حكومة اولمرت قيام الجيش الإسرائيلي بأي عما عسكري ضخم في القطاع ، نظرا لخبرة العام الأعوام السابقة والخسائر التي يمكن أن يمنى بها الجيش في حرب الشوارع، بالإضافة إلى ضعف الجبهة الشمالية في مواجهة حزب الله وسوريا.