إيلاف+

ابو العدس من بائع للبندورة على عربة الى مليونير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ابو العدس من بائع للبندورة على عربة الى تاجر للفاكهة من اصحاب الملايين

سهير جرادات من العقبة: تدرّج جمال زيتون الملقب ب" ابو العدس" من بائع للبندورة على عربته الخشبية التي طاف بها شوارع مدينة العقبة وسار على رمالها الحارّة "حافي القدمين" الى ان اصبح حاليا من كبار مستوردي الفواكه في المملكة بثروة تقدر بالملايين حسب قوله لوكالة الانباء الاردنية.
أبو عدس ووصف "ابو العدس " 48 عاما " بدايات حياته العملية بقوله.. انه ولظروف والدي المعيشية الصعبة اضطررت لترك المدرسة وانا في الصف الثاني الاعدادي لمساعدته في محل لبيع الخضار الذي كان يمتلكه في سوق الخضار الشعبي في مدينة العقبة.


وبين ان مسيرة حياته التجارية بدات دون راسمال الى ان تجاوزت ثروته حاليا الخمسة ملايين دينار.
واشار الى ان هذه المسيرة كانت شاقة اذ كنت ابيع البندورة منذ طلوع الشمس منتعلا "الصندل البلاستيك " وكنت امشي على الرمال الحارة مكملا مشواري حافي القدمين وكنت لا احس بما يدخل في قدميّ من "ابر ومسامير" لشدة خشونتهما وقساوتهما.. وكنت اركض بين شجرة نخيل واخرى لاستظل بها قليلا قبل ان استجمع قواي واكمل مشواري وانادي " بندورة.. بندورة للبيع ".


واكمل.. كانت بداية حياتي التجارية مبنية على جهدي الشخصي وصدقي مع التجار وكنت ادفع ثمن البضاعة بعد البيع واحتفظ بالربح واصفا مشوار حياته بقوله "كأنه كان بالامس.. وراحة البال التي اعيش بها لم تختلف منذ ان كنت بائعا للبندورة الى ان اصبحت من اصحاب الملايين وطعم لذة الربح لم يختلف.. ولا اخجل او اتكبرعلى ماضيّ فانا فخور بما انجزته ".


ويعزو سبب نجاحه الى رضى الله ثم رضى الوالدين وتفوقه في مادة الرياضة والرياضيات وقال.. لقد ساعدني ذلك على نجاحي في حياتي العملية التي بداتها بتوفير مبلغ 13 دينارا لشراء دراجة هوائية لها صندوق لاحمل فيه البندورة التي تصل الى 70 كيلوغراما وتوزيعها على المطاعم ومحلات البقالة مشيرا الى انه ولثقل الحمل وخفة وزني كنت "اقبن " وأقع عدة مرات.


ويكمل.. بعدها توسعت بعملي واشتريت عربة وبعدها "بكب " لاذهب الى منطقة الاغوار لشراء البندورة والشمام الى ان توسعت اكثر فاشتريت سيارات وبعدها شاحنات وفي عام 1982 امتلكت اول مكتب في سوق الخضار الشعبي في مدينة العقبة وبدأت اصدر للسعودية الى ان انكسرت تجارتي في عام 1990 بعدها عدت للعمل في مكتبي واستجمعت قواي مرة اخرى وحصلت في عام 1994 على رخصة لم تكن معروفة من قبل وهي تزويد البواخر والفنادق والمؤسسات الكبرى بالخضار والفواكه.


وبعد ان حمد الله قال.. الان امتلك شركة نقليات للشحن البري وثلاث ثلاجات تخزين كبيرة لتصدير واستيراد الفواكه وامتلك ثلاجات لحفظ الخضار والفواكه بمساحة اربعة الاف متر مربع حيث انني المستورد الاول من جنوب افريقيا ومستورد للموز وامتلك خمسة عشر محلا تجاريا موزعة على جميع مناطق العقبة الى جانب عقارات وعمارات ومكاتب عديدة منتشرة في العقبة وعمان.


.."صباح الخير يا كريم.. صباح الخير يا خيّر ".. بهذه الكلمات يلقي عليه معارفه واصدقاؤه التحية لما يعرف عنه من حب للخير ويده المدودة لمساعدة المحتاجين.. تلفونه لا يتوقف عن الرنين لطلب المساعدة المالية والعلاجات والطلبيات وما ان يتصل به احد تجار العقبة الذين كان يعمل لديهم حتى تسمع صوته يرتفع برد التحية عليهم " حاضر معلمي..امرني معلمي ".


وعن قصة لقب "ابو العدس" بين انه اطلق على والده الذي قدم الى العقبة من عمان مرورا بمدينة معان عام 1945 فتوقف عند دكان "ماضي ياسين" وتناول وجبة غذاء مكونة من شوربة العدس واكلها والده لاول مرة في حياته فاحبها واصبح يتردد على الدكان لتناولها الى ان اطلق عليه لقب "ابو العدس" واصبح لقب العائلة فيما بعد ولذلك اطلقت على شركتي اسم "عدسكو للتموين".


وحول اسلوب حياته قال..اعمل من التاسعة صباحا وحتى منتصف الليل واكتفي ببضع ساعات للنوم والراحة واحب حياة البساطة واعشق البندورة ورائحتها فهي اساس نجاحي واعتز بمكتبي الحديدي الذي من شدة اعتزازي به قمت باصلاحه عندما داهمه "بكب " والحق به اضرارا واتفاءل بمكتب شركتي القديم واطلق عليه "جورة الخير " ولن اتركه وانتقل الى احد مكاتبي الفارهة المنتشرة في العقبة وعمان.
وعن حبه لمدينة العقبة قال انا من مواليد العقبة واعشقها "وانا كالسمك لا اعيش دون ماء..اذا بطلع من العقبة بموت".


ويتمنى "ابو العدس "نائب رئيس غرفة تجارة العقبة / المستشار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والاب لخمسة ابناء ان يتفوق ابناؤه بالدراسة مشيرا الى ان اكثر ما يخيفه ويرعبه " الفشل وزوجته ".

لقراءة تحقيقات اخرى في ايلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف