إيلاف+

الفتى العاشق... ظاهرة تنتشر في أوروبا الغربية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يوقع فريسته القاصر بالغرام للإتجار بجسدها
الفتى العاشق...ظاهرة تنتشر في أوروبا الغربية

نزار جاف من بون: تنتشر ظاهرة الفتى العاشق أو (Lover boy) شيئًا فشيئاً في بلدان أوروبا الغربية بشكل خاص. وتختلف طريقة عشق هذا الفتى عن الطرق التقليدية والمألوفة بين العشاق الكلاسيكيين. وتبرز أوجه الاختلاف في الاتجاه الذي تذهب إليه علاقة الحب هذه بين "فتى عاشق" وفتاة قاصر لتنتهي بما يشبه الاتجار بمشاعر المراهقات لقاء مبالغ من المال. فبعد مضي فترة طويلة نسبيًا على علاقة الحب "الملتهبة" التي تجمع "الفتى العاشق" بفتاته المراهقة، يبيع "لحمها الطري" للأشخاص الباحثين عن اللذة، لتجد الفتاة نفسها في نهاية المطاف مرتبطة بـ"حبيب قوّاد".

"إيلاف" تسلط الضوء على هذه الظاهرة، من الناحية الاجتماعية، ومن خلال البحث عن بعض الخيوط مع الإقرار بأن مهمة إيجاد "الفتى العاشق" وفتاته أمر كاد أن يكون محالاً، لولا السعي الدؤوب لأكثر من شهر من دون توفير فرصة أو وسيلة للحصول على مقابلة. وجاءت النتيجة في الالتقاء بفتاة واحدة و"فتاها العاشق" الذي رفض إجراء المقابلة بشكل قاطع وأنكر انه lover boy على الرغم من توفر الأدلة القاطعة لدى "إيلاف" حول موقفها.

دراسة لباحثة بخصوص هذه الظاهرة
ولمعرفة بعض الأسباب الاجتماعية التي تكمن وراء هذه الظاهرة، إلتقت "إيلاف" المشاورة التربوية "بريفان حمهzwnj; سعيد" وهي كردية مقيمة في هولندا وتعد دراسة حول الموضوع، وطرحت عليها بعض الأسئلة حول مصطلح "Lover boy" أو "الفتى العاشق" ولماذا أطلق على هذه الظاهرة؟
تقول يريفان حمهzwnj; سعيد: "قبل الخوض في معنى ودلالة مصطلح "Lover boy"، لا بد من البحث في کلمة "Prostiute" أو "العاهرة"، إذ يعتقد بعضهم أن عمل العاهرة هو القيام بالعملية الجنسية مقابل مبلغ من المال، فيما يقول بعضهم الآخر إن مقايضة الجنس قد تکون مقابل مسائل أخرى نظير إيلاء الاهتمام أو عمل ما أو حتى ملابس أو ما شابه، لکن العملية الجنسية بصيغتها الطبيعية هي قيام شخصين بها من دون مقابل ذلك أن الجنس في معناه العام يعني الحب.
وتعني کلمة "Prostiute" العملية الجنسية الخالية من الحب.
تضيف يريفان: "منذ التسعينات، نشهد إشارات إلى أن فتيات قاصرات تنتمين الى الفئة العمرية بين 12 و17 سنة - تعملن في مجال البغاء. ويوجد في هولندا أكثر من ثلاثين ألف امرأة تمارسن البغاء ومن بين أولئك النسوة حوالى 2000 قاصرة، أصغرهن لا يتجاوز عمرها الثلاثة عشر عامًا، فيما يكاد أصغر شاب عاشق ان يبلغ الـ14 عامًا.
وتوضح، "القانون الهولندي يحظر على الفتاة التي لم تبلغ سن الـ18 ممارسة البغاء، إلا أن هذه الشريحة التي أشرنا إليها تمارس البغاء تحت ضغط "الفتى العاشق".


الفرق بينالفتى العاشق والقوّاد
وتشرح بريفان حمه سعيد ان الفتى العاشق والقوّاد مصطلحان قريبان من حيث المعنى مع اختلاف بسيط في التفاصيل، إذ يسعى الفتى العاشق إلى اجتذاب الفتاة لتقع في غرامه ثم يدخلها عالم البغاء، الأمر الذي لا يعتمده القواد مع فتياته.
توضح، "وبناء على ما ذكرنا، يسعى الفتى العاشق الى التغرير بالفتاة المراهقة من خلال الإيحاء لها بأنه مغرم بها إلى حد الوله، ويوقعها بحبه من خلال المقتنيات باهظة الثمن التي يقدمها لها، والدعوات الى أماكن راقية، إضافة الى طريقة التعامل البالغة الرقة التي يخصها بها إلى ان تصدق الفتاة بأنها عثرت على فتى الأحلام. وبعد ان تقع في حبه، يجرها الى ممارسة البغاء.
تضيف بريفان: "أكثرية من نطلق عليهم وصف "الفتى العاشق" متمرسون في الأساليب التي توقع الفتيات في حبهم، من دون اللجوء إلى ممارسة الضغوط أو العنف ضدهن.
وهناك قسم آخر ممن يلجؤون إلى التعنيف والضغط النفسي بعد جعل الفتاة تعتمد اعتمادًا كاملاً عليهم، وإقناعها بأنها لا تجد عمل أي شيء من دونهم".

وتكمل بريفان "أما المال الذي يقبضه الفتى العاشق" فتحصل الفتاة أحيانًا على جزء يسير منه، فيما لا تحصل معظمهن على شيء".

وعندما سألت إيلاف عن الطريقة التي يمكن تمييز "فتى عاشق" عن غيره، قالت بريفان إنهم "يمتلکون نوعًا من الجاذبية والکاريزما مع أنفة وکبرياء مقترنة بالإعتداد والثقة بالنفس، ويهتمون بمظهرهم الخارجي بأفضل صورة، کما انهم من خلال السيارات الفاخرة والمظاهر الأخرى التي توحي بأنهم أغنياء يجذبون الضحايا الى شباکهم". تضيف: "انهم يقوموندون أن يوفروا فرصة للايقاع بالفتيات القاصرات لكنهم يلجأون إلى التغيير في مظهرم الخارجي بين فترة وأخرى بهدف عدم التعرف إليهم".

عوامل مؤثرة
ولما سألناها عن العوامل التي تدفع الفتيات إلى احضان "الفتى العاشق" أوضحت بريفان أن الأسباب كثيرة، ومنها مرحلة المراهقة التي تنبهر خلالها الفتاة بالكلام المعسول والمظهر البرّاق وكلمات الإطراء،
ومن العوامل أيضًا - تضيف بريفان - نقص الحنان في منزل الأهل أو عدم الشعور بأمان، أو التعرض للضرب أو لسفاح القربة (أي الاعتداء عليها جنسيًا من أحد أفراد العائلة)، أو الإهمال. كل هذه العوامل تجعل من الفتاة كائنًا متعطشًا للإعتراف بوجودها، وبالتالي تصبح الفتاة فريسة مثالية لتلك العلاقة الکاذبة التي يقدمها لها الفتى العاشق.
ويمكن إيجاد نقاط مشتركة بين الفتيات القاصرات اللواتي يعانين من وضع عائلي صعب وهي:
انهن قاصرات، تنعدم لديهن الثقة بالنفس، وتنتمي بعضهن الى عائلات مفككة لا نموذج مثالي فيها، أو تعرضن لسفاح القربة.

استدراج بإحتراف
أما عن مراحل إستدراج الفتاة لممارسة البغاء، تقول السيدة حمهzwnj; سعيد: "يستدرج الفتى العاشق فريسته من خلال ايهامها بأنه مولع بها، ويصرف عليها إلى ان تبلغ سن الرشد، وبعد ذلك يبدأ بالضغط عليها لتمارس البغاء، من خلال التذرع بحجج مختلفة کأن يقول لها إنه يعاني من ضائقة مادية قد تقوده الى السجن ويحتاج إلى مساعدتها، وهنا تبدأ رحلة الفتاة مع البغاء.

مواصفات الفريسة
وعن الأماکن التي يصطاد منها هؤلاء الشبان ضحاياهم، تشرح بريفان "المدارس، المراقص، مقاهي الانترنيت"
وتستطرد بالقول "ويبحث الفتى العاشق عن فتيات لهن خلفية مثقلة بالمشاكل والأزمات العائلية وله خبرة في اختيار تلك الفتيات اللواتي تفتقرن إلى الثقة بالنفس وتعانين من الشعور بالضياع. وللايقاع بهن، يلتف الفتى العاشق حولهن بسيارته الفاخرة ومظهره الجذاب وعباراته المعسولة، إلى أن يبلغ المرحلة الثالثة التي يقيم فيها علاقة عاطفية مع الفتاة ، وبعدها يتطور الامر الى ممارسة الجنس معها ويتم فض بکارة الفتاة.
بعد ذلك، يسعى الفتى العاشق الى اقناع فتاته بترك عائلتها لينقلها بعد ذلك الى ممارسة البغاء. قد تبدأ بممارسة الجنس مع "صديقه الحميم" بعد تخدير الفتاة. وبعدها تجد الفتاة نفسها في دائرة مغلقة، وتنزلق بعد ذلك الى هاوية البغاء حيث تجد نفسها أمام وضع لا تستطيع الفکاك منه بسهولة".

جنسية الشبان العاشقين وأصولها وموقف القانون منهم
أما عن جنسية الفتى العاشق، تفيد بريفان بأن ما نسبته 83% منهم يحملون الجنسية الهولندية، و89% منهم من أصول غير هولندية، فيما يشكل المغاربة ما نسبته 37% من هؤلاء".

أما عن الموقف القانوني منهم ، تقول "إن کل من يقوم بالاتجار بالانسان يقع تحت طائلة القانون وتتراوح عقوبته بين 6 و8 سنوات لتصل أحيانًا الى 10 سنوات وفقًا لنوع الجرم وصيغته ".

صحوة متأخرة لکن مفيدة
وتروي الهولندية من جذور مغربية "ن.ك" ذات الاربعة وعشرين عامًا لـ "إيلاف" كيف تورطت مع "فتى عاشق" . وتقول "لقد تعلقت به وأحببته و ظننته شيئًا نادرًا في زمن لا تجد فيه الصدق والنقاء، هکذا تعلقت بذلك "الوغد" حتى ظننت إنه قد ملك کل کياني وجوارحي، کان رقيقًا و حساسًا وشفافًا في بداية الأمر، أحيانًا ومن فرط رقتهولطافته کنت أشعر وکأنني أحلم، هذه الحالة إستمرت لمدة أکثر من سنة، لم يکن هناك شيئًا في العالم برمته يهمني سواه، لکنني فجأة وجدت "فتى أحلامي" يطلب مني" أعمالاً غريبة" نظير أن أنام مع "صديقه العزيز" أو "رجل يعتز به" لکنه کان في الوقت نفسه يحرص تمامًا على بقاء "مشاعره" حيالي، حتى أنني أتذکر جيدًا أنه کان يقبلني ويحضنني بقوة بعد کل "مضاجعة" مع "أي عابر سبيل" وکأنه کان يمنحني ميدالية بطولة على ذلك".
وحين سألتها "إيلاف" عن أول خلاف بينها وبين "فتاها العاشق" قالت :"کان ذلك بعد أن أجهدني على مضاجعة أکثر من خمسة أشخاص خلال مدة لا تتجاوز البضع ساعات، فقد تملکني بعدها إحساس برخصي وحقارة نفسي فثرت في وجهه".
أما عن رد فعله على هذه الانتفاضة، فتقول: "أجهش بالبكاء وارتمى على قدمي وهو يقول (لا اصدق ان حبيبتي الوحيدة تثور في وجهي)!!

أضافت أنه منذ ذلك اليوم بدأت المشاکل تتوالى بينهما إلى ان وصل الامر الى حد "لم يکن بالنسبة إلي سهل السيطرة عليه ووجدت نفسي ذات يوم أفکر في الانفصال عنه نهائيًا وإخراجه من حياتي، وتم الامر بعد أن بکى لبضع دقائق ولم تکن دموعه تهمني کما کان الامر في البداية"

وعن سبب عدم تقديم شکوى ضده قالت: "ليس الامر بتلك السهولة التي تتصورها، فهذا يعني أنني اعترف بكوني مجرد عاهرة لفترة زمنية محددة وأنت تعلم ماذا يعني ذلك في أوساطنا الاجتماعية".

جنسيات مختلفة
خلال بحثنا وتقصينا عن أولئك الفتيان العاشقين، علمنا أن هناك العديد من النماذج المختلفة الأعراق والجنسيات، لکن مع ملاحظة أن "المغاربة" يطغون على الجميع ويکاد يکون لهم قصب السبق في هذا المضمار، صحيح أن هناك "النجفي" الذي کنى نفسه بلقب "غربي"، کما هناك "المسيحي الموصلي" وکلاهما من العراق، وهناك أيضًا "ن.ب" و"ه.م" من لبنان و "ب.و" من مصر، إضافة الى"هولنديين" بدأوا بإحتراف هذه المهنة، لکن جميع هؤلاء لا يشکلون رقمًا مهمًا وصعبًا بالمقارنة مع الرقم الأكبر والأكثر نشاطًا للمغاربة.
وقطعًا لم نجد واحدًا من کل هؤلاء جاهزًا للإدلاء بأي حديث صحافي بشأن حرفة "عشقهم"، مثلما لم يکن من السهل أبدًا الوصول الى "المعشوقات" اللواتي ينتجن بيوضًا "يوروية" لعشاقهن. لکن الذي علمناه من مصادرنا الخاصة أن هناك مجموعة تحترف "إستيراد" حبيبات من رومانيا وروسيا وبولندا وبلدان أخرى بعد قصص حب ملتهبة يقومون ببيع لحمهن على رصيف النخاسة لطالبي اللذة من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية.

وأبلغنا "آ.س" من مدينة أمستردام بأن النقطة المهمة والملفتة للنظر في هذه الظاهرة هي أنها "تعتمد على فتيات مراهقات وصغيرات السن نسبيًا"، وإستطرد قائلاً: "وقد تکون المسألة عادية الى حد ما بالنسبة إلى الأوروبيات، على الرغم من أن تقدمهن بشکوى قضائية وهن في تلك المرحلة من العمر تدفع المتورطين بها خلف القضبان، فإن القضية تختلف کثيرًا لو قارنناها مع نظيراتهن الشرقيات من البلدان المسلمة خصوصًا، حيث تسود فيها العادات وألتقاليد الاجتماعية الصارمة جدًا، لا سيما ما تعلق منها بمسائل الشرف والمرأة.

والنقطة المهمة الأخرى في القضية هي أنها تعتمد على مبدأ "الخديعة" و"الايقاع" بفتيات قاصرات والى حد ما ساذجات بحجة "الحب" و"الوله" الکاذبين جملة وتفصيلاً".

لقراءة تحقيقات أخرى في إيلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف