تفجير المراقد حرب بدأت في محافظة الانبار مبكرا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الانبار: لم تكن التفجيرات التي طالت مرقد الإمامين العسكرين العام الماضي وحزيران يونيو الحالي إلا إعلانا متأخرا عن حرب كانت تجري في الخفاء ضد المراقد ودور العبادة في العراق ، حرب شنتها مجاميع مسلحة أو ميليشيات مختلفة الولاء.
ففي مدينة هيت (180 كم غرب بغداد) فجر مسلحون عام 2005 مرقد وقبة الشيخ (عبد الله بن المبارك) بمنطقة الجري ومرقد (علي بن نور الدين) عند الطرف الغربي للمدينة القديمة الواقع مقابل مبنى البلدية، كما فجروا مرقد الشيخ (احمد الصوفي) في منطقة بصاير، ومرقد الشيخ ( علي الهيتي) في حي البكر عند الضفة الاخرى لنهر الفرات، ومرقد (السيد عبد المحمود) في منطقة (السكلة)، ومرقد آخر مقابل مستوصف هيت وسط المدينة.
جميع التفجيرات التي نالت من المراقد تمت في أوقات زمنية متقاربة قد لايفصل بين إحداها والاخرى سوى بضعة أسابيع، وربما أقل، وسط ذهول المواطنين المغلف بالخوف من رد فعل المسلحين ضدهم آنذاك ، فيما غاب دروهم الان عقب سيطرة الشرطة العراقية على الاوضاع في هيت واعتقال عدد منهم وفرار أخرين خارج المدينة التي اعتاد مواطنوها الاعتزاز بتواجد هذه المراقد لاثرها التأريخي ودورها الديني.
وليس بعيدا عن مدينة هيت، فجر مسلحون مرقد الصوفي (أبو اليزيد البسطامي) في منطقة البسطامية (حوالي 20 كم غرب هيت) وكذلك مقام الشيخ عبد القادر الكيلاني القريب ، حيث يتناقل مواطنون في هيت عن الاثر "أن الكيلاني مر من المنطقة في ترحاله وأقام فيها لمدة وجيزة قبل أن يغادرها الى الجهة التي كان يقصدها".
في منطقة حديثة، وعلى مسافة 256 غرب بغداد، فجر مسلحون قبل قرابة عامين مرقد (الشيخ حديد) تبعه وبشكل سريع تفجير المنارة الاثرية لمدينة (عنه) وهي التي كانت قد نقلت عن طريق إحدى الشركات الاجنبية التي بنت مدينة (عنه الجديدة) في منطقة تسمى (الريحانه) لكنها حملت اسم مدينة (عنه) القديم ، وتم نقل المنارة المذكورة بتقطيعها وترقيمها بأجزاء معلومة بطريقة تقنية حديثة من الكان القديم الى المنطقة الجديدة ولكنها تناثرت بالتفجير ولم يعد لها أثرا.
وفي منطقة جزيرة (آلوس) فجر مسلحون في المدة ذاتها مرقد (الشيخ عبد الواحد الطيار)، وهو من نسل آل بيت من السلالة الحسنية.
أما في مدينة الرمادي فقد شهدت تفجير العديد من المراقد الدينية أهمها مرقد (الشيخ مسعود) والواقع في المنطقة المحصورة بين مدينتي الرمادي والخالدية من قبل مسلحين وبشكل كامل في وقت كان المرقد يجمع العراقيين سنة وشيعة ومن مختلف ارجاء البلاد.
كانت تفجيرات المراقد في الانبار تتم بعيدا عن العين الاعلامية لانشغالها ومدن المحافظة بشكل تام بعمليات عسكرية كان عددها يتجاوز عشرين عملية في اليوم الواحد تقع بين القوات الامريكية ومسلحين في أرجاء عدة ومعارك قد تستمر في أيام في مدن الانبار ، الامر الذي غطى بشكل كبير على ما كان يتم لهذه المراقد.
قد تكون تفجيرات سامراء أبرزت وبشكل كبير الحرب التي تستهدف المراقد التي تشكل واجهة مهمة للسياحة الدينية علاوة على اهميتها الروحية لدى المسلمين بكافة طوائفهم وأطيافهم، ولكنها في الوقت نفسه أظهرت مدى سيطرة المسلحين على هذه المدن في تلك الفترة ، سيطرة غابت الان عن الواجهة في أغلب مدن الانبار وربما بشكل مؤقت أو قد يطول اعتمادا على قوة قبضة الدولة في المنطقة.
أصوات العراق