إيلاف+

الوزارات في غزة تغرق في الفوضى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مهدي لبواشرة من غزة: تسود الفوضى الوزارات الفلسطينية شبه المهجورة في غزة. صحيح ان وزراء جددا تم تعيينهم في رام الله بالضفة الغربية، لكن حركة حماس لا تزال تسيطر على الادارات في قطاع غزة.
في مكتبه الذي تحمل نوافذه اثار المواجهات الاخيرة بين الفلسطينيين، يهز المدير العام لوزارة التربية نعمان علي الشريف برأسه معلقا "نشعر باننا ضائعون تماما. ماذا سيحصل الان؟ ثمة فراغ في السلطة".
يبدو الوضع في هذه الوزارة محيرا. فالوزيرة الجديدة لميس العلمي التي عينها رئيس حكومة الطوارىء سلام فياض مقرها في رام الله، لكن الوزارة في غزة لا يزال يديرها مساعد وزير عينته الحكومة التي اقالها الرئيس محمود عباس.
ويقول الشريف "اعتقد ان الجانبين قررا تسيير اعمال الوزارة بليونة لمصلحة التلاميذ وخصوصا الطلاب الذي يخضعون حاليا لامتحان شهادة البكالوريا".
ويوضح ان الاتصالات مستمرة بين غزة والضفة الغربية بواسطة الهاتف والفاكس، مضيفا "حتى اننا اجرينا اتصالا بواسطة الدائرة التلفزيونية المغلقة".
لكنه لا يستبعد بروز "معوقات" في المستقبل.
يؤكد الشريف ان موظفي وزارة التربية يتحلون بالمسؤولية ويتوجهون الى عملهم كل صباح. لكن الاجواء تبدلت جذريا منذ احكام حماس سيطرتها على قطاع غزة بعد اسبوع من المواجهات مع مقاتلي حركة فتح بزعامة عباس، ما اسفر عن سقوط نحو 115 قتيلا.
ويعلق "ثمة شعور بان الناس يمتنعون عن الكلام. نفضل التركيز على عملنا وترك السياسة للسياسيين رغم انها تشكل جزءا اساسيا من حياتنا".
الاجواء هي نفسها في وزارة الصحة. ويبادرنا مساعد الوزير الدكتور حسن عبد الرحيم خلف "تريدون معرفة الوضع؟ نحن متعبون ومتوترون وغارقون في الحزن. نشعر باننا ضائعون".
يخضع خلف نظريا للوزير الجديد فتحي ابو مغلي الموجود بدوره في الضفة الغربية. لكنه يتجنب الاجابة حين نسأله عن مصدر التعليمات ويقول "نفضل تفادي النزاعات الوزارية".
ويضيف "صحيح، ثمة نزاع سياسي وحكومتان، ولكن رغم ذلك اعتقد اننا ننجح على الصعيد الاداري في تفادي النزاعات السياسية".
الموظفون عددهم قليل في العديد من الوزارات، فيما تبدو وزارات اخرى فارغة كليا على غرار وزارة الخارجية التي استهدفت بقصف اسرائيلي ثم دفعت ضريبة المواجهات بين الفلسطينيين.
خلف طاولة وسخة، يتولى احدهم استقبال الزوار. ويعلق بانفعال من دون ان يعير الحاضرين اهتماما "لا احد هنا، بعض الموظفين يأتون صباحا ثم يغادرون".
وزارة المالية ليست بعيدة من هنا. في مكاتبها، يتجاذب موظفون لامبالون اطراف الحديث مستظلين لافتة "لا اله الا الله محمد رسول الله".
ويؤكد المدير العام للوزارة الذي عينته حماس قبل ثلاثة اشهر ان "كل شيء على ما يرام". ويضيف محمد علي بلحيته الطويلة "عاد الموظفون منذ اسبوع، ويمكنم ان تتأكدوا بانفسكم: تم ارساء الامن في غزة".
ويتابع "اذا اراد سلام فياض (الذي يتولى ايضا حقيبة المالية) الحضور الى هنا فاهلا وسهلا به".

لقراءة تحقيقات اخرى في ايلاف


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف