وزراء وسياسيون مغاربة يلجأون إلى المنجمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يتابعون بشغف أقوال الفلكيين والدجالين للإطمئنان إلى مقاعدهم
وزراء وسياسيون مغاربة يلجأون إلى المنجمين
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: لم يعد اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين والمنجمين لقراءة المستقبل حكرا على المواطنين العاديين فقط، بل امتدت هذه الظاهرة، مع اقتراب موعد الانتخابات في المغرب، إلى المسؤولين الحزبيين والوزراء الذين تزايد إقبالهم على أولئك المحلقين بين النجوم والأبراج للإطمئنان إلى مقاعدهم البرلمانية، خصوصا بعد أن قلص التقطيع الانتخابي الجديد عدد المقاعد المتبارى عليها في استحقاقات 7 أيلول (سبتمبر) المقبل.
وبدأت ذروة البحث عن الأوهام، قبل أيام، إذ أخذت أسهم بورصة بعض المنجمين في الارتفاع بعد أن كشفت أحزاب عن لائحة مرشحيها في جميع الدوائر على الصعيد الوطني، وهي اللائحة التي زجت بأسماء قوية في دوائر تنافسية مميتة، لن يخرج منها من دخلها سليما حتى لو ظفر بالمقعد، الذي طالما حلم به، بسبب حمله لطرود ملغومة.
فعلى مدى هذه الأيام، يتابع السياسيون والوزراء، بشغف غير عادي أقوال المنجمين وتقديراتهم، حسب ما أكده فلكيون مغاربة استطلعت "إيلاف" أراءهم، مشيرين إلى أنهم "يسألون في كل شيء يتعلق بالانتخابات، وحتى أنجع الوسائل التي يجب أن يعتمدوها في حملتهم".وقال الفلكيون، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، إن "إقبال المسؤولين على المنجمين والمشعوذين في تزايد تدريجي"، مبرزين أنه سيبلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة من شهر آب (أغسطس) المقبل.
وتتعامل هذه الفئة، حسب الفلكيين، مع المنجمين والدجالين باعتبارهم علماء سياسة واجتماع، إذ يسعون إلى أن يرسموا لهم ملامح ما يخبئه لهم المستقبل، مؤكدين أن سياسيين لجأوا إليهم طلبا للمساعدة في اختيار الدائرة "الأكثر أمنا" للترشح فيها بهدف الظفر بالمقعد البرلماني.
وأوضحوا أن وزراء قصدوهم، في الفترة الأخيرة، بحثا عن توقعات وتنبؤات تعيد الروح إليهم وتبث الأمل في نفوسهم بعد أن شارفت ولايتهم على الانتهاء، مضيفين أن "أغلبهم يسألون حول إمكانية أن يدق الاستوزار أبوابهم من جديد"، بعد أن تناهى إلى علمهم أن صناع القرار غاضبون من سياساتهم، دون أن يكشفوا تفاصيل أخرى حول الموضوع.
من جهته، قال أحد النشطاء السياسيين إن زعيم الحزب، الذي ينتمي إليه، يواظب كل أسبوع على التوجه إلى الصخيرات، حيث يوجد الدجال المكي الترابي، الذي يدعي علاج جميع الأمراض المزمنة بلمسة من يديه، وذلك من أجل "التبرك". وكان المكي، الذي يسمي نفسه "الشريف"، ادعى، في أكثر من مناسبة، أن قياديين بارزين في المؤسسة العسكرية والأحزاب السياسية يترددون عليه طلبا لبركته.وركز "الشريف" في أحاديثه على أسماء معينة تمثل قياديين في حزب التجمع الوطني للأحرار والإستقلال والعدالة والتنمية، الذي رشحه استطلاع أميركي للفوز بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة.وذكر أن أبرز قادة الحزب العدالة والتنمية الأصولي توجهوا إلى الصخيرات طلبا لخدماته، كما أنه ادعى أن كل رئيس دولة أو شخصية مشهورة تحل في المغرب، تأتي لزيارته أولا.
ولم يسلم هؤلاء القياديون من تعليقات الصحافة والمواطنين الذين تساءلوا عن سبب تركهم لهذا الرجل يتاجر بأسمائهم ويشهر بها من أجل كسب المزيد من الشعبية في صفوف البسطاء، ليستدركوا بعد ذلك قائلين "لو لم يكن كلامه صحيحا لما أتى على ذكر أسماء لضباط كبار في الجيش للترويج لسمعته".
وتعتبر الشعوذة والدجل في نظر الغالبية العظمى عملا شاذا عن الدين وعن التراث العربي، في حين كشف الدكتور محمد عبد العظيم في مركز البحوث الجنائية في القاهرة، في دراسة له حول السحر والشعوذة، أن 250 ألف دجال يمارسون أنشطتهم في عموم الدول العربية، وأن العرب ينفقون زهاء خمسة مليارات دولار سنويا في هذا المجال، وأن نصف نساء العرب يعتقدن بفعل الخرافات والخزعبلات ويترددن على المشعوذين سرا وعلانية.وتؤكد الإحصائيات أنه يوجد في العالم العربي عراف أو مشعوذ لكل ألف نسمة في عالمنا العربي. وفي دراسة أخرى أعدتها الدكتورة سامية الساعاتي عن السحر والشعوذة، أكدت أن 55 في المئة من المترددات على السحرة هن من المتعلمات ومن المثقفات، و24 في المئة ممن يجدن القراءة.