إيلاف+

اللاجئون العراقيون في أوروبا: هاربون من الجحيم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مصريون و أفغان و إيرانيون و سوريون و أتراك صاروا عراقيين!
اللاجئون العراقيون في اوروبا: هاربون من الجحيم

نزار جاف من بون: لم يکتف العراقيون بلفت الانظار إليهم في داخلهم الذي تمزقه مئات"المباضع" ذات الاتجاهات و الأحجام المتباينة، وإنما لفتوا الانظار إليهم في المهجر أيضا حتى صارت قضيتهم تأتي بعد قضية اللاجئين الفلسطينيين من حيث أهميتها وتعقيداتها و ملابساتها و مستجداتها، فقد أعلنت وکالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أکثر من أربعة ملايين عراقي تشردوا داخل و خارج البلاد بسبب العنف وحذرت من أن العدد قد يزداد في المستقبل، أما في ما يخص عدد العراقيين الذين فروا الى خارج البلاد فقد أکدت تلك الوکالة أن الرقم قد وصل الى 2.2 مليون لاجئ.

والعراقيون الذين يفرون زرافات من بلدهم هربا من جحيم حرب داخلية مختلفة الابعاد و المقاصد و الاتجاهات و يسعون إلى بدء حياتهم من جديد في"أرض الله الواسعة"، ماتزال مشاکلهم و همومهم و معاناتهم في دمشق و عمان و القاهرة يتردد صداها هنا و هناك، أما في ما يخص الوضعيات نفسها في بلدان اوروبا فحدث ولکن "ليس" بلا حرج إذ يبدو أن الاجنبي أرحم بحال العراقي من أخيه في الدم و العقيدة، ولاسيما ان التقارير الخبرية الاخيرة التي تناقلتها وکالات الانباء عن حال اللاجئات العراقيات في بلد ملأ الدنيا صخبا بشعاراته العروبية و بدفاعه"المستميت"عن (عروبـة) العراق حيث تفيد تلك التقارير الى ان العديدات منهن قد وجدن أنفسهن مضطرات لبيع أجسادهن کي يقمن بإعالة عائلاتهن في ذلك البلد الثوري جدا! ومع ذلك فهناك مسائل أخرى تلفت النظر أکثر في هذه القضية الانسانية التي باتت تتعقد يوما بعد آخر وبعضها تکاد تصل الى حد"المضحك المبکي"خصوصا حين تجد أناسا سلخوا أنفسهم من أوطانهم و تشبثوا بعراقية مزيفة من أجل نيل الاقامة في احدى البلدان الاوروبية.
ماکو راحة حتى بالقبر!

کاظم سباهي مزعل، شاب عراقي في العقد الثالث من عمره و من أهالي محافظة ميسان(مدينة العمارة)، إلتقيته في أحد مقاهي الانترنت في مدينة"کولونيا"، وعندما سألته عن همومه کلاجئ، إبتسم والتهکم يغالب إبتسامته قائلا:"ولماذا لاتسألني عن همومي منذ أول يوم رأيت فيه النور؟ فقد توفت والدتي بعد ساعات من ولادتي، وتوفي والدي و أنا في السابعة من عمري، وبقيت أنتقل من يد فلان الى يد فلتان حتى کبرت و کبرت معي الهموم فلم أتوفق بالحصول على شهادة مدرسية معتبرة کما لم أتوفق بالحصول على عمل مناسب و بقيت کالکرة التي ترکلها قدم لتصبح أمام أقدام أخرى وهاأنذا أمام القدم الالمانية لأجرب رکلاتها هي الاخرى أيضا" ولما سألته هل إنه يعاني هنا أيضا أجاب"طبعا أعاني، إذ يجب أن أجد عملا"أبيض"إذا رغبت في البقاء مستقبلا بهذا البلد وکما تعملون هناك بطالة مستشرية في هذا البلد رغم أن المعاناة هنا هي أخف بکثير من تلك التي کانت تعصف بنا في العراق".
لکن"منذر هادي"الشاب الذي تجاوز الخامسة و العشرين من عمره و من مدينة بغداد ويقيم حاليا في السويد، فقد أبدى تفاؤله في ما يخص مستقبله و أکد من أنه سوف يحقق من"أحلامه"ماعجز عن تحقيقها وهو في العراق وقال:"ومهما صعدت أو نزلت فأنا عراقي و لن أنسى وطني وسوف أحاول أن أفيده بأي طريقة، وکما تعلمون الذين يتوفقون هنا هم من الذين بإمکانهم أن يخدموا وطنهم بشکل أفضل".

سوري و مصري و ترکي..نحن عراقيون!!

"ز.ب"، لاجئ من أصل سوري يقطن في امستردام منذ أکثر من عشر سنين، إدعى أمام السلطات الهولندية المختصة إنه عراقي، وقد اعتقل مرات عديدة بتهمة السرقة و الاتجار بالمواد المخدرة، ولحد الان لم يحصل على اي إجابة بصدد قبوله کلاجئ ولاسيما ان ملفه مليء بارتکاب المخالفات، وعندما حاولنا اللقاء به رفض الادلاء بأي معلومات.

أما"م" المصري الجنسية المقيم أيضا في امستردام، إدعى أيضا إنه"کردي"من مدينة السليمانية ويبدو إنه کان أکثر موفقية من زميله السوري في قبول طلبه، وکان هذا المصري قد عمل لفترة من الزمن في مدينة السليمانية و بناء على ذلك إدعى انه کردي رغم أنه لا يعلم من اللغة الکردية غير کلمتين فقط، وهو بدوره أيضا قد تم إعتقاله لأکثر من مرة بتهمة السرقة، وهو أيضا لم يکن مستعدا للإدلاء بأي حديث صحافي معنا.

أما"ز.ف"الترکي المتواجد في هولندا منذ عام 1993و، الذي إدعى إنه عراقي من مدينة دهوك، فقد توفق في طلبه وحتىzwnj; إنه نجح في الحصول على الجنسية الهولندية، وهو متوفق في عمله أيضا وقد تزوج من أميرکية وإنفصل عنها حاليا بعد أن ولد منها طفلا واحدا.

أفغاني و إيراني.. عراقيان أيضا!!

"س.م"الافغاني من مدينة کابول و الذي رضي بالتحدث إلينا شريطة عدم الاشارة الى اسمه الصريح و لا الى البلد الاوروبي الذي يقيم فيه. هذا الافغاني الذي تجاوز الثلاثين عاما، يتقن اللهجة العراقية الدارجة بشکل لافت للنظر ولولا صعوبة تلفظه لبعض الاحرف مثل"الضاد و الصاد و الذال و العين"لما کان المرء يشك بعراقيته. ولما سألناه لماذا إختار أن يکون عراقيا قال:"في تلك الايام کان العراقي ينال اللجوء بسرعة في البلدان الاوروبية إضافة الى انني کنت أجيد اللغة العربية(اللهجة البغدادية)" ولما سألناه عن سبب تعلمه اللهجة العراقية قال:"في الحقيقة لم أخطط في البداية لتعلم اللغة العربية کي أقوم بإستغلالها فيما بعد لنيل اللجوء في أحد البلدان لکن الفکرة راودتني بعدما جوبه طلبي کأفغاني في احد البلدان الاوروبية بالرفض وبعد أن قدمت الى هذا البلد تخوفت من أن أواجه إحتمالات الرفض مجددا ولاسيما أن الافغان يتم إرجاعهم لبلدهم ولذلك فقد تقدمت بطلب اللجوء في هذه الدولة بصفتي عراقيا وقد نجحت في مسعاي" وعندما سألناه هل زار العراق يوما أجاب:"طبعا وقد أقمت سنين طويلة هناك و لي معلومات واسعة أستفيد منها ساعة الحاجة".

"ف.د"الايراني من مدينة نهاوند الذي تجاوز العقد الرابع من عمره، تحدث لإيلاف بعد أن إشترط شروط الافغاني السارد الذکر نفسها ، وهذا الاخ لا يجيد اللغة العربية ولذلك فقد إدعى بأنه"کردي"من العراق بعد أن حصل على معلومات وافية بشأن المدينة التي إنتسب إليها لکنه لحد الان لم يحظ بالجنسية إذ يبدو أنه يواجه عقبات أمامه وعندما سألناه ماذا لو طلبوا منك أن تأتيهم بمستند عراقي تثبت به عراقيتك أجاب:"سوف تکون کارثة بالنسبة لي وعلى الرغم من إنني قد هيأت نفسي لذلك الاحتمال و أتصور نفسي سوف أجتازه، لکنني مع ذلك لا أدري لماذا أشعر بنوع من الخوف!"


لقراءة تحقيقات اخرى في ايلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف