المغرب يستخدم تراثه الصوفي لتقوية علاقاته المغاربية والافريقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
زكية عبدالنبي من فاس (المغرب): تعهد شيوخ وعلماء دين من أكثر من اربعين دولة ينتسبون الى الطريقة التيجانية في التصوف يوم السبت بالعمل على نشر طريقتهم التي تحظى بدعم الدولة العلوية (السلالة الحاكمة في المغرب) في افريقيا خاصة في الساحل والعمق الافريقي في ما اعتبره محللون صراعا خفيا بين المغرب والجزائر لبسط نفوذيهما الديني في هذه المناطق.
وأشار البيان الى "الاقرار برعاية الدولة العلوية لمشايخ الطريقة التيجانية ومساعدتهم على نشر التربية الروحية وترسيخ قيم الاسلام المثلى وبخاصة في الساحل وفي العمق الافريقي."
وضم اللقاء أكثر من 1400 مشارك يمثلون أكثر من اربعين دولة من افريقيا واوروبا واسيا والولايات المتحدة.
وأثارت الصحافة المغربية بالموازاة مع هذا الجمع "خلافا مغربيا جزائريا حول الطريقة التيجانية" بل أن هناك من ذهب الى حد "اعتبار ان الامر يتعلق بحرب دينية بين المغرب والجزائر".
وكتبت يومية الصباح في عدد يوم الجمعة ان الجزائر "تبحث عن موقع داخل الحقل الديني المغربي ومنافسة امارة المؤمنين في امتداداتها الدينية داخل عدد من الزوايا في الدول المجاورة".
وكانت الجزائر قد احتضنت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ملتقى دولي للطريقة التيجانية.
وولد احمد التيجاني مؤسس الطريقة في العام 1737 ميلادية بقرية عين ماضي بالجزائر ثم انتقل الى العيش في المغرب.
وأسس طريقته المتصوفة وتوفي في العام 1815 ميلادية ودفن بفاس ويعيش المغرب والجزائر البلدان الجاران حساسيات سياسية بالاساس بسبب النزاع حول الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر.
وتعهد البيان "بالعمل على تجديد مثل هذه اللقاءات العالمية كل سنتين على ارض المملكة المغربية كما اكد على "اعتبار رسالة امير المؤمنين محمد السادس وثيقة مرجعية جامعة لهذا اللقاء ونشرها على اوسع نطاق في جميع الزوايا امام عشرات الملايين من المريدين في جميع انحاء العالم وذلك لتجسيد معاني الاخوة والتسامح والتضامن على اوسع نطاق."
وكان العاهل المغربي محمد السادس قد أثار في رسالة وجهها الى المشاركين في بداية أشغال الملتقى دور الملوك العلويين في "رعاية مشايخ الطريقة التيجانية.. وترسخ قيم الاسلام المثلى ومكارم الاخلاق العليا في اوساطهم الاجتماعية وبخاصة في بلدان الساحل والعمق الافريقي."
وقال إن "تاريخ الاسلام في افريقيا ولاسيما في بلدانها جنوبي الصحراء يؤكد أن هذا الدين لم ينتشر الا بفضل مشايخ الطرق الصوفية والتجار المسلمين المغاربة الاتقياء.. وفي مقدمتهم شيوخ الطريقة التيجانية وأتباعها."
ونفت جهات رسمية أي تداخل بين ما هو سياسي وديني في هذا الجمع.
وقال أحمد قسطاس مدير الشؤون الاسلامية في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المغربية لرويترز "نحن لا نخلط أبدا بين ما هو سياسي وديني. السياسي متروك للقادة فيما بينهم لكن ما هو ديني للجميع."
وأضاف "نحن لا ننكر ان أحمد التيجاني مولود في الجزائر وهذا لا اسميه صراعا فمولاي عبد القادر الجيلاني ايضا ولد في العراق لكنه عرف في شمال أفريقيا أكثر وله أتباع ومحبون متعصبون له في هذه المناطق اكثر من العراق."
وقال انه في "ذلك الوقت لم يكن هناك جزائر ومغرب كان هناك مغرب اسلامي لم تكن هناك حدود فهذه مسائل ضيقة متجاوزة.. المهم ان العالم يتجه الان نحو التصوف لاعادة تربية أرواح المسلمين وتوجيه أفكارهم نحو الرحمة والشفقة والحب."
وقال عبدالقادر عبد الله كوري حاكم ولاية النيجر في شمال نيجيريا لرويترز ان"عدد النيجيريين الذين يتبعون للطريقة التيجانية 30 مليون نسمة مفتخرون بجذورهم المغربية."
واضاف "هناك نهضة في مجال الايمان الان والتصوف هو احسن طريقة لتثبيت الوسطية والاعتدال طبقا لتعاليم الاسلام."
وقال احد اتباع الطريقة التيجانية في مصر قدم نفسه باسم محب الله فقط "الدعوة الى التصوف امر ضروري لنصرة الاسلام ومواجهة التطرف."
وقال إن الطريقة التيجانية قائمة في مصر منذ اكثر من قرنين من الزمان عند مرور احمد التيجاني عبر مصر في طريقه الى الحجاز وتقابله مع مشايخ وعلماء مصر الكبار في تلك الفترة."
من