إيلاف+

بلدات الريف الانجليزي تعاني من هجرة العقول الشابة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مات فالوون من ملتون موبراي (انجلترا): في بلدة ملتون موبراي الهادئة بوسط بريطانيا تقول الطالبة جيني شارب "لا أريد ان أبقى هنا بقية حياتي. اريد أن اذهب للجامعة واقيم هناك في اي مكان اذهب إليه."

وجيني ليست الوحيدة بل ان الافا من الشبان البريطانيين يهجرون بلدات ريفية مثل ملتون بحثا عن فرص في مدن أكبر مثل لندن ومانشستر.

وفيما يصارع قطاعا الصناعة والزراعة يعجل استنفاد العقول في الريف وانتقالها الى المدن بخطى تنم عن ازدواج وتيرة النمو الاقتصادي في بريطانيا.

ويقول اندرو بوريل في مؤسسة اكسبريان بيزنيس ستراتيجيز للابحاث الاقتصادية "أضحى الانقسام بين الشمال والجنوب اكثر وضوحا من اي وقت مضى مع تركيز متزايد للنمو في الجنوب الشرقي الاكبر مساحة."

وتابع "في السابق كانت الدورة (الاقتصادية) العالمية ترتبط الى حد كبير بالتصنيع والشمال الصناعي ولكن دورات الكساد المتعاقبة ادت لانكماش هذا القطاع وتعاظمت اهمية التمويل الدولي وحي المال في لندن بالنسبة للنمو الاقتصادي في بريطانيا."

ولا يبدو ان هذا التحول في طريقة لان يفقد الزخم في ضوء تنامي الطلب القوي على مساحات تجارية والمنازل في الجنوب الشرقي وبناء خامس صالة ركاب في مطار هيثرو.

وقال تيم ويلر الرئيس التنفيذي لشركة بريكستون للعقارات الصناعية في مؤتمر أقامته مجموعة رويترز في الاسبوع الماضي "تعتمد بريطانيا باسرها على قوة لندن و الجنوب الشرقي. يوجد اقتصادان."

وافضل ما يعكس هذا الوضع اجور العمال. تفيد بيانات من مكتب الاحصاء ان متوسط الأجر الاسبوعي للعامل بدوام كامل في ملتون بلغ 400 استرليني (800 دولار) في العام الماضي.

ويقل هذا الرقم اكثر من عشرة بالمئة عن المتوسط القومي ويقل 172 جنيها استرلينيا عن اجر العامل بدوام كامل في لندن.

ويبدو انه ليس هناك الكثير الذي يمكن عمله لحماية الصناعة البريطانية من العولمة ووقف التحول لمناطق ارخص مثل الصين واوروبا الشرقية ولكن ملتون احدى البلدات التي عقدت العزم على الا تلدغ مرة اخرى.

وبعد الهزة القوية التي اصابت ما اعتبر في وقت ما مركز الصناعة والزراعة في بريطانيا تحاول البلدة حماية ثروتها المحلية وهي فطيرة لحم الخنزير ومئات من الوظائف التي تعتمد عليها.

ويقول ستيفن هالام العضو المنتدب في يي اولد بورك باي شوب لانتاج فطيرة لحم الخنزير في ملتون "نريد ان نفعل لفطيرة لحم الخنزير في ملتون موبراي ما فعلته فرنسا للشمبانيا وما فعله الايطاليون لبارما هام."

ويامل هالام ومجموعة من المنتجين الاخرين للفطيرة في منطقة ملتون موبراي بنيل حماية الاتحاد الاوروبي لمنتجاتهم هذا الصيف.

وقال هالام وهو يعرض الفطيرة التي يصنعها "يحمي المنتج للابد ويحمي ايضا الاقتصاد المصاحب له."

ويأمل هالام ان يساعد حماية العلامات التجارية لهذا المنتج المحلي في ازدهار المنطقة رغم هجرة العقول الشابة.

غير ان من المستبعد ان تحقق فطيرة لحم الخنزير شعبية كافية تحفز الشبان على مقاومة إغراء الأجور الاعلى والفرص الارحب مجالا في المدن.

وفي ضوء الانباء التي نشرت في العام الماضي عن انخفاض ربحية قطاع الصناعة التحويلية في بريطانيا لاقل مستوى في 15 عاما فقد قفز عائد صناعة الخدمات التي تسهم في ازدهار المدن لمستويات قياسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف