إيلاف+

إنتقال بلير للسكن في الحي العربي في لندن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إنتقال بلير للسكن في الحي العربي في لندن: ألهب الأسعار وشدد الأمن

سليمان بوصوفه من لندن: حزمت عائلة توني بلير أمتعتها من مقر رئاسة الحكومة عشرة داونينغ ستريت وانتقلت للعيش في شقة بقيمة ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه استرليني ( سبعة مليون دولار أميركي)؛ لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن إدجوار راود أو ما اصطلح على تسميته بالحي العربي في لندن.

بلير بعد عشر سنوات في منصب رئيس الوزراء؛ إصطحب زوجته المحامية شيري وتأبط ذراعها؛ وبدأ يستمتع برياضة المشي في حديقة هايد بارك القريبة من منزله؛ لكن حدث ما كان في الحسبان! مجموعات من الشباب العرب المقيمين والوافدين إلى بريطانيا؛ انهالوا على الزوج المرح بسيل من الشتائم؛ بسب سياسة بلير في العراق؛ فانزعجت شيري وحمّلت زوجها مسؤولية تلك المضايقات!

هذه ليست حقيقة وإنما وصف لمقطع من فيلم (محاكمة توني بلير the trial of tony blair ( الذي توقع له هذه النهاية! ففي إحدى المقاطع تصف الممثلة التي تقمصت شخصية شيري ؛ تصف شارع إدجوار راود ببيروت الصغيرة little Beirut وتقول لزوجة بلير هذا ليس مكانًا جميلاً للعيش مع زوجك الذي يكرهه مئتان وخمسون مليون عربي!

فمن بين كل الأحياء في لندن لم يجد بلير السكن سوى في تلك الشقة المطلة على حديقة كونوت سكوار Connaught Square ؛ لتجد تعيسة الحظ شيري نفسها بين العشرات من الجيران العرب! فأقرب المطاعم إلى الشقة تلك التي تبيع الشوارما والتبوله والحمص؛ واقرب المقاهي تلك التي تقدم النرجيلة!... إنني لا أتحدث عن الفيلم الآن! إنها الحقيقة؛ والأدهى من هذا؛ أن عمال البناء عثروا على جثة متشرد متعفنة في قبو المنزل الذي اتخذه ملجأً قبل أن تشتريه عائلة بلير.

السكان الذين التقيتهم أجمعوا على أن كونوت سكوار كانت هادئة قبل اليوم؛ لتتحول إلى ساحة تطوف فيها دوريات الشرطة المسلحين؛ ورجال الأمن بلباس مدني؛ ليس هذا فحسب فقد اقتطعت الشرطة جزءًا مهمًا من مساحة وقوف سيارات أهل الحي وحرمتهم من استعمالها بدعوى خطر السيارات المفخخة! مع العلم أنهم يدفعون شهريًا الرسوم المتعلقة بركن السيارات.

ليس بعيدًا عن الساحة، يتجمع يوميًا عشرات من الشباب المراهقين خصوصًا العراقيون الأكراد الذين يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل ؛ حيث يتجمعون أمام سياراتهم ويطلقون العنان للموسيقى....

هذا غير ممكن، الشرطة أصبحت في كل مكان الآن ؛ لا يمكنني أن أستمتع بقيادة سيارتي عبر هذه الشوارع الضيقة مع الشباب: هذا ما قاله رزقار وهو كردي عراقي؛ معتبرًا أن التواجد المكثف لعناصر الشرطة ينغّص عليهم تلك البهجة التي كانوا يعيشونها.

أحد الشيوخ العرب الذي طالما اشتكى من إزعاج المراهقين له؛ حمد الله على الوضع الجديد؛ قال مبتهجا : إنهم يكرهون الشرطة؛ لأنهم لا يعيشون مثل الناس الطبيعيين ؛ لكنني جد مسرور فالهرج والمرج انتهى إلى غير رجعة وسأنام ملأ جفوني فلا موسيقى صاخبة ؛ ولا استهلاك للمخدرات في شوارع الحي.

فاضل: فلسطيني يعمل في مجال بيع العقار؛ استبشر بقدوم الجار الجديد؛ فهو يعتبر أن أسعار بيع الشقق والإيجارات دائما ما كانت مرتفعة في هذه المنطقة؛ لكن انضمام رئيس وزراء بريطانيا إلى قائمة سكان الحي ألهب الأسعار؛ فالكثير من الناس وخصوصًا العرب يتباهون بأنهم أجّروا أو سكنوا في حي يسكنه رئيس وزراء بريطانيا السابق؛ ويقول فاضل عن كونوت سكوار؛ إنها منطقة سكنية آمنة وإيجار الشقق فيها لا يقل عن ثلاثة آلاف جنيه في الاسبوع ( ستة آلاف دولار) ؛ وعادة ما يسكن هناك كهول وليس شباب غالبيتهم يأتون من خارج بريطانيا.

(فييونا): انكليزية ؛ صاحبة محل لبيع الملابس النسائية ؛ استبقت قدوم عائلة بلير إلى الحي ؛ بتزيين محلها بصور شيري وتمنت لها إقامة طيبة في البيت الجديد؛ (فييونا) أكدت أن عدد الزبائن تضاعف منذ تزيينها المحل؛ وأنها تتمنى أن تدخل عندها شيري يوما ما لتلتقط معها صورة تذكارية.

(ميترا) : فتاة تعمل في محل حلاقة للسيدات ؛ تمنت لو طلبت منها السيدة الأولى سابقا أن تصفف لها شعرها؛ تبتسم وتقول صدقوني سأعيدها عشر سنوات إلى الوراء ؛ لقد تابعْت تصفيفات شعرها من خلال التلفزيون؛ ولدي أفكار هائلة لتغيير ( شيري لوك ).

بعيدًا عن الهوس بالمشاهير ورجال المال والسياسة يقول طاهير وهو بريطاني من أصل هندي ؛ يملك محلا لبيع الجرائد و المواد الغذائية:...سأعامل بلير كغيره من الزبائن إذا صادف وأن اشترى مني الجريدة؛ لقد تعاملْت مع مشاهير من سلطنة بروناي وسياسيين مرموقين ؛ فهؤلاء لا يحبون من يجري وراءهم؛ وإذا شعروا بالطمأنينة فإنهم حتمًا سيعودون.

على الرغم من أن بلير تنحى عن منصبه إلا أن بيته صار محجًا للمتظاهرين! فقد تظاهرت الرسامة نيكولا وودس أمام منزله صحبة عدد من النشطاء ؛ ورفعت لوحة رسمتها لتذكر بلير بحرب العراق.

وهذا ما جعل بلير يستعمل لحد اليوم بيته في دائرته الإنتخابية ساتدجفيلد Sedgefield لاستقبال ضيوفه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف