إيلاف+

تقنية جديدة لمعاكسة العباءة العربية في لندن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صبيان الغجر لإيصال أرقام هواتف العشاق
تقنية جديدة لمعاكسة العباءة العربية في لندن

سليمان بو صوفه من لندن: توجهنا إلى شارع إيدجوار راود في قلب لندن؛ محج الآلاف من الزوار العرب خصوصًا في أيام الصيف؛ فوجدت محلات تعرض سلعًا عربية؛ ومطاعم تفوح منها رائحة المسكوف العراقي والشوارما اللبنانية؛ وسيارات فاخرة تحمل أرقامًا عربية أو بالأحرى خليجية ؛ تنبعث منها موسيقى عربية صاخبة تصم الآذان؛ بداخلها شباب يعاكسون فتيات يتبخترن في مشيتهن داخل العباءة السوداء العربية ؛ تعانق رائحة العود والعنبر التي تنبعث منهن نسمات الصيف اللندني؛ فتنزل بردًا وسلامًا على الشباب والشيب القابعين في المقاهي على أرصفة الشارع.


زرتُ الشارع لأعرف أخبار النرجيلة بعد سريان قانون حظر التدخين في الأماكن العامة في بريطانيا؛ وصورة أحد الناشطين العرب في حزب العمال البريطاني لا تزال عالقة في ذهني؛ لقد كان الناشط يحاول إقناع أفراد الجالية بالإقتراع في المحليات بكثافة؛ ويترجى أثرياء الجالية تمويل الحملات الإنتخابية كي يجدوا لهم سندًا يساعدهم في حل قضاياهم المصيرية؛ وكان جواب ثري عربي: إنني سأمول أي وجه سياسي يستطيع إستصدار رخصة خاصة بتدخين النرجيلة في المحلات العربية؛ بعد حظر التدخين؛ لأن البزنس سيُضرب!

حُظر التدخين؛ ولم تُستصدر الرخصة؛ فضُرب البزن؛ وذهبت القضايا المصيرية أدراج الريح!

ذهبتُ إلى محل (قصر النخيل)... ما أتذكره عن المحل خصوصًا في ليالي رمضان؛ تلك الغمامة السوداء من الأدخنة التي تملأ أرجاءه لتختبئ وراءها وجوه عشرات الشباب المتسامرين حول الطاولات وهم يسحبون دخان النرجيلة ويبحلقون بعيون حمراء غائرة في زوايا المكان؛ وجدتُ المحل شاغرًا عن آخره ! على ناصيته ثلاث طاولات يتنافس عليها عاشقو النرجيلة.

لم أجد صاحب المحل وإنما اكتفيت بالدردشة مع شقيقه علي؛ وسرعان ما اشتكى من الوضع:.. إنها مأساة حقيقية لقد سرّحنا ثمانية عمال؛ وعرفت أن ما لا يقل عن ثلاثين عاملاً سُرحوا من مقاهي إدجوار راود بعد تطبيق قانون حظر التدخين؛... وجدت عليًا يدافع عن تدخين النرجيلة بشراسة: ... إنها لا تضر وليس فيها نيكوتين؛ فلماذا يحظرونها؟ إنني أتمنى لو كان تشرتشل حيًا ممسكًا بسيغاره في البرلمان من كان سيمنعه من التدخين ؟!

تركت عليًا لآخذ قسطًا من الراحة في مقهي ستارباغس؛ وإذا بي ألاحظ جيشًا عرمرمًا من الأطفال الغجر يتنقل بين الطاولات! للأمانة : إنهم كانوا يطوفون بين طاولات يجلس إليها شباب عرب وأخرى تُزينها فتيات بعباءات عربية؛ استغربتُ واستفسرت أحد الشباب عن الأمر؟ قال: إن الغجر سئموا من احتراف التسول وملاحقة البوليس لهم؛ وقد امتهنوا حرفة جديدة: إننا نكتب أرقام هواتفنا على قصاصات ونأمرهم بتسليمها إلى فتيات عربيات لنُغازلهن ! سألته عن الماهية؟ أجاب: على حسب الفتاة؛ إن كانت صاحبة قد ممشوق وجمال ساحر، فالتسعيرة عشرون جنيهًا للتوصيلة؛ أما العادية، بعشرة جنيهات! بشرط أن تتسلم القصاصة.

حمد شاب خليجي، مفتول العضلات، داكن اللون تعلو رأسه نظارات شمسية من نوع بوليس، يرتدي قميصًا فضفاضًا من نوع باربيري، انضم إلى الدردشة وأخبرنا أن مكانه المفضل لممارسة تلك التقنية هو مقهى ستارباغس أمام محل سالفريدجس الفاخر حيث تستريح الفتيات العربيات الثريات؛ بعد ساعات من التجول في أطراف المحل!

أحد الشباب تدخل قائلاً: "نحن جئنا من مجتمعات محافظة؛ والطريقة المثلى للتغزل بالبنات في بلداننا، هي تقنية البلوتوث، أو رمي رقم الشارع في الأرض لتلتقطه الفتاة، إضافة إلى مواقع الدردشة الإلكترونية وهي غير متاحة لجميع الشرائح، أما في لندن والحمد لله فقد اكتشفنا تقنية استعمال الغجر!

من النكت المصاحبة لهذا الإبتكار الذي نافس تقنية البلوتوث أن أحد الشباب أعطى طفلاً غجريًا عشرين جنيهًا لينقل رقم هاتفه إلى حسناء؛ أمضى اليوم كله في مراقبتها، فرفضت الفتاة استلام القصاصة؛ الطفل ترجاها لأنه سيفقد عشرين جنيها؛ وما كان منها إلا أن أعطتْه أربعين جنيها وأمرته بتمزيق الورقة أمام الشاب!!


من قال إن العرب غير مبدعين خصوصًا في ليالي الصيف اللندنية؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف