إيلاف+

كاريزما العريّ تستقطب العربيات والأوروبيات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"ثقافة العريّ" تتعدى حدود أوروبا لتطال العرب
"كاريزما العريّ" تستقطب العربيات والأوروبيات
عدنان بابلي من باريس:
أثار غلاف مجلة "فوغ" النسائية الذي يعرض إعلانًا مغريًا لملابس داخلية أنثويّة جدلاً واسعًا في أوروبا، ما دفع بالسلطات لمصادرة أعداد المجلّة وسحبها من السوق. ويعرض الغلاف إعلانًا لـ (سترينغ) خيطيّ من تصميم "إيل ماكفيرسون" يضيق عند الأرداف، وتضع الفتاة التي تصوّر الإعلان من دون إظهار وجهها كفّها تحت لباسها الداخليّ ملامسة عورتها، ما أثار دعوى بحقّ المجلة بتهمة التحريض على ممارسة "العادة السريّة". واعتبر موقع أكتي ستار أن هذه اللقطة كانت كافية لإثارة دعوى قضائيّة بحقّ المجلّة. (بيكيني إسلامي)...وتشهد ثقافة الملابس الداخلية المؤلفة من خيط أو ما يعرف بالـ"سترينغ" رواجًا واسعًا في الأوساط الأوروبية، حيث تتسابق دور الأزياء إلى تصميم ملابس داخليّة تظهر أكبر قدر ممكن من جسد المرأة. وتتعدّى "ثقافة العريّ" حدود أوروبا لتطال العربيّات اللواتي بتن يملن إلى إظهار مفاتن أجسادهن بهدف الإغراء. في المقابل، تجتهد ثقافة أخرى يروّج لها العرب، باتت تعرف بـ"البيكيني الإسلامي"، للحد من انتشار ثقافة العريّ الغربية. والبكيني الإسلامي عبارة عن قطعة كاملة من قماش النايلون، ملتصقة بالجسد وذات أكمام طويلة وتحتها سروال طويل يصل إلى باطن القدم. ومن الرائج بين الأوروبيات اختيارهن ملابس داخلية ذات ألوان مثيرة، وارتداء الملابس التي تظهر آخر الظهر من الخلف والسرّة من الأمام، إضافة إلى رسم الوشم (التاتو) تحت السرة أو فوق النهدين. وقد أثار القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية الفرنسية العام الماضي، والذي يمنع الطالبات من ارتداء سراويل تستقرّ على مستوى منخفض من الخاصرة وتظهر من تحتها الملابس الداخلية والأرداف، تساؤولات حول الدوافع وراء إصدار قرار مثل هذا في دولة أوروبيّة مثل فرنسا. إلا أن التصميمات المغرية لا تتوقّف عند هذا الحد. ولعلها المرّة الأولى في التاريخ التي ستخلع فيها امرأة ملابسها من خلال جهاز تحكّم عن بعد (ريموت كونترول)، والاختراع هنا ليس لأوروبا بل لليابان. وتروّج الشركة لاختراعها من خلال إعلان يعد العريس بسعادة مطلقة إذا اصطحب معه هذا الجهاز العجيب إلى ليلة زفافه. ولا يبدو الأمر غريبًا لو ألقينا نظرة على موسم الأزياء للعام الجاري، الذي يرتكز على تصميم ملابس داخلية من التفاح والموز والبرتقال، ما يثير سؤالاً آخر عن سبب تركيز شركات تصميم الأزياء على إثارة الغرائز الجنسية من خلال الترويج لتصميمات لملابس داخلية تظهر مساحات واسعة من جسد المرأة. (نظرة إلى الأسواق)....إيلاف جالت على بعض متاجر الأزياء في العاصمة الفرنسية، ولاحظت أن ملابس النساء باتت تتخذ أسلوبًا جديدًا يتجسّد في ملابس مغرية مؤلّفة من خيوط متقطّعة لا تستر الجسد، وهو ما يعدّ آخر صيحة في عالم أزياء المرأة المثيرة.
وفي دار شاتيلا للأزياء، تستعرض فتاة ممشوقة القوام لباسًا داخليًّا (سترينغ) مكوّنًا من خيطين متقاطعين. وتوضح الناطقة باسم دار الأزياء أن اللباس مصنوع من خيوط مهجنة لا تخدش الجسد ولا تمتصّ الروائح. ولا شكّ إن تصميم خيطين متقاطعين لم يتطلّب خيالاً واسعًا أو إبداعًا، إنما ارتكز على عامل الإغراء من خلال إبراز أكبر قدر ممكن من الجسد.
ويتوقّع المصمّم اللبناني ملحم كاميل لـ"إيلاف" ألا تستهلك الملابس الداخلية النسائيّة أقمشة بعد اليوم، لأنّ صناعتها سترتكز على الخيوط والأحزمة الجلديّة فقط، لتخاطب ميل النساء الغربيّات إلى كلّ ما يعتبر جديدًا ومثيرًا جنسيًّا. يضيف ملحم "أغلب التصاميم الحديثة مصنّعة للاستخدام مرّة واحدة فقط، لذلك ستكون هذه التصاميم متدنّية الكلفة في المستقبل".
ويبدو أن البيكيني الذي كان يهدف لإظهار القوام بطريقة جميلة، بات يقتصر على إثارة الغريزة. ويلفت ملحم إلى ارتفاع الطلب على الملابس الداخليّة، والبيكيني خلال فصل الصيف، موضحًا أن مبيعات ملابس السباحة النسائية والبيكيني والخيط (السترينغ) الداخلي تتجاوز المليارات. وارتفع الطلب خلال هذا العام على ملابس السباحة المكوّنة من خيوط رفيعة (سترينغ) لا تستر إلا القليل من الجسد، تاركة المجال للشمس لتلامس أكبر قدر ممكن منه. (رحلة إلى الشاطئ)...
ولاحظت "إيلاف" في جولة على أحد الشواطئ الفرنسيّة المكتظّة أن البيكيني الخيطي (السترينغ) يلقى رواجًا واسعًا بين النساء، فيما لا يزال الرجال أوفياء للسراويل القصيرة التقليديّة (الشورت).
ويقول محمد عجلان الذي كان يستمتع بحرارة الشمس والرمال مع صديقته جالين، إن الفضول الجنسي "هو ما يدفع بالغربيين والشرقيين على حدّ سواء إلى إرتياد هذا الشاطئ، لا سيما وأن النساء هنا ترتدين الملابس المثيرة".
واصطحبنا محمد، وهو مغربيّ الأصل ويقيم في فرنسا منذ أكثر من عشرين عامًا، إلى مساحة منعزلة عن باقي الشاطئ مخصّصة لمن لا يرغب بارتداء أي لباس للبحر، حيث النساء وكذلك الرجال عراة تمامًا، يأخذون حمّام شمس آملين بلون برونزي لا تستقطعه مساحات بيضاء. وتختلف الفرنسية مايكا في الرأي مع محمد، وتقول لـ "إيلاف" إن الغاية من ارتداء الملابس الداخلية المؤلّفة من خيط (السترينغ) هي الأناقة وليس الإغراء، موضحة أن ارتداءها تحت السراويل يتلائم مع طويات الجسد في المناطق الحسّاسة. (الإغراء فنّ رائج)... وتتعدّى موضة الـ"ستيرنغ" الحدود الأوروبيّة، حيث تنتشر في أوساط العربيّات اللواتي تملن بدورهن إلى اختيار ألوان جذّابة لملابسهن الداخلية. وتعكس الأغاني المصورة (الكليبات) والأفلام السينمائية العربية تركيز الفنانات العربيات على الإغراء في أعمالهن الفنيّة لاستقطاب أوسع شريحة ممكنة من الجمهور. ويظهر ذلك جليًّا في كليب "خد بالك" للفنانة سحر فاضل، التي اختارت أن تطل على جمهورها بملابس داخلية. أما الفنانة هيفاء وهبي، فسجّلت تجربة فريدة في العاصمة اللبنانية بيروت. وفي الأردن، أثارت الفنانة غرام انتباه الكثيرين في كليب "صدقني"،بحيث ارتدت فيه ملابس مثيرة وتخلّله مصارعة في حلبة وقد غطّى الوحل جسدها بشكل ملفت. وتفسّر غرام أنها هدفت من خلال هذه الأغنية المصورة إلى تسليط الضوء على الفساد في المجتمع ولم تهدف إلى الإغراء، مضيفة إلى أن الجمهور "يلتفت إلى الإغراء والسيقان وينسى المضمون".
وفي مصر، نشبت مشادة بين النجمة نادية الجندي والمخرج احمد صقر أثناء تصوير مسلسل "مشوار امرأة"، بسبب ارتداء نادية فستانًا يكشف تفاصيل جسدها مما جعل المخرج يوقف التصوير. إلا ان الممثلة الجندي رفضت تغيير فستانها متعللة بأن المسلسلات ملأى بالممثلات العاريات.
كما أشيع في الإعلام أن مسلسل "سلطان الغرام" منع من العرض بسبب ارتداء مايا نصري ملابس مغرية. وحصدت وهبة السيسي التي بدأت مشوارها الفني في مجال الإعلانات ثم التمثيل شهرتها من خلال ارتداء الملابس المثيرة وتأدية الأدوار المغرية.
ولا شك في ان الإغراء مهارة أنثوية تتغلب فيها المرأة على حكمة الرجل. ولكل امرأة طريقتها في الإغراء، قد تكون بخصلة شعر أو ابتسامة ثغر أو رائحة عطر أو خفة ظل أو "غنج ودلال". (كاريزما العري)... ويقول الشيخ أحمد لـ "إيلاف" إن المشكلة تكمن في أن الإعلانات الجنسية وملابس الفنانات المغرية روّجت لكاريزما العريّ في أوساط النساء. يضيف أحمد وهو مسلم من أصل جزائري ويقيم في لندن إنه من الشائع في يومنا هذا ان تظهر المرأة ملابسها الداخلية من خلال ارتداء بنطال يستقر على مستوى منخفض من الخصر ويظهر من تحته اللباس الداخلي والأرداف، موضحاً انه من الرائج اليوم ان تظهر الفتيات المثلث تحت الظهر.
ويقول الشيخ أحمد إن ثقافة البيكيني تفقد المرأة جاذبيتها ورونقها، وتصيب الرجل بالبرود العاطفي والجنسي وهذه حقيقة علميّة. ويردف الشيخ قائلاً إن "المرأة المحتشمه تحافظ على جاذبيتها وتحصد هيبة ورغبة من الرجل وتحثّه على استخدام شتّى الوسائل للوصول إليها".
واستحسن الشيخ احمد فكرة البكيني الاسلامي حين اخبرته ايلاف ان هذا متوفر اليوم في الاسواق. ويقول المعالج النفسي جورج نذير وهو من أصل سوري، والتقته "إيلاف" في باريس إن "شركات الإعلانات تتعمّد الإثارة الجنسية في إعلاناتها لأن المشهد الجنسي يحفر في الذاكرة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف