إيلاف+

سوريون يحزمون حقائبهم للعمل في الخارج

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد أن ضاقت بهم السبل
سوريون يحزمون حقائبهم للعمل في الخارج

بهية مارديني من دمشق: يقال ان مؤتمرات المغتربين في سوريا كشفت انه يعيش خارج سوريا حوالى 15 مليون مغترب ولكن يبدو ان الرقم مرشح للازدياد لان حلم الشباب الاول مازال السفر للعمل في دول الخليج او في اوروبا او في الولايات المتحدة الاميركية او في أي مكان تحط به السفينة المهم العمل خارج سوريا رغم ما نلقيه من تهم قد تصح او لاتصح على المجتمعات الغربية. ليس الاحباط سببا في توجه السوريين للعمل خارج سوريا فقط بل انه حلم يداعب الكثيرين وحتى التوجه للدراسة خارج البلاد بات قفزة باتجاه العيش هناك في ظل وجود اقرباء او عدم وجودهم، غير مهم ، فالوضع بالطبع أفضل والدخل اكبر ، خاصة وان الوضع الاقتصادي للسوريين مثقل بالهموم ولايلوح في الافق تحسن .

اذا لتسأل "إيلاف" السوريين ان كان منهم من ينوي شد الرحال عبر مكاتب العمل التي انتشرت في سوريا بشكل كبير وعبر اعلانات في الصحف تطلب كافة الاختصاصات للتوجه للعمل خارج سوريا . سامر (خريج مكتبات) عاطل عن العمل قال" ما يشغل تفكيري فعلاً هو البحث عن طريقة للسفر خارج البلد وخصوصاً بعد أن أديت الخدمة الإلزامية، كنت أعمل في إحدى المكتبات العامة بعقد لكن بعد ذهابي لتأدية الخدمة الإلزامية تم فض العقد وبعد إنهائي الخدمة عدت لأجلس في البيت دون عمل عبئاً على أهلي رغم أنني بحثت في كل مكان عن عمل وعندنا الشهادة أو الخبرة ليست مقياسا بل الواسطة هي القوة الوحيدة التي تستطيع من خلالها إيجاد عمل والآن منذ خمسة أشهر وأنا أبحث عن عمل دون جدوى فقررت السفر إلى دول الخليج بعد أن تكلمت مع صديق لي يعمل هناك شارفت على الثلاثين من عمري وحتى الآن لم أجن شيئاً ولا أستطيع أن اعمل لأصرف على نفسي هل سأبقى عالة على أهلي وحتى لو بقيت خمسين سنة أخرى في هذا البلد وإن وجدت عملاً لن أستطيع أن أدخر لأشتري بيتا وأؤسس عائلة لذلك لابد من السفر أشعر بالأسى لأننا مستعدين أن نقدم أرواحنا فداء لوطننا لكن وطننا لا يقدم لنا شيئا سوى المرارة".

اما حنان وهي (محامية) فاوضحت : قبل أن أمارس مهنة المحاماة جربت السفر للعمل ويمكن أن تستغربوا ذلك لأن مجتمعنا يستهجن سفر الفتاة وحدها للعمل، لكن ظروف الحياة وحاجتي للعمل كانت السبب فمرة أتيت بجريدة فوجدت إحدى الشركات العربية تطلب موظفين للعمل لديها كإداريين ويشترط اللغة ولغتي لا بأس بها وبالفعل قدمت الأوراق وتم تحديد موعد للمقابلة وأجريت المقابلة وبعد فترة تم الاتصال بي وإبلاغي بالقبول وبالفعل سافرت عملت بجد وبقيت كثيراً كي أوفر القليل وأرد الدين الذي ترتب عليّ نتيجة احتياجات السفر كنت أحرم نفسي من أشياء كثيرة، مع أنها في سوريا كانت أشياء بديهية وأستطيع شراءها بكل سهولة، وأول شهر مر بسلام وثاني شهر بدأ يظهر الوجه الحقيقي لهذه الشركة خصوصاً بعد أن كان هناك بعض الفتيات اللاتي انسقن وراء أهوائهن ووراء جمع المال الحرام، ومع أنني تعرضت لمواقف كثيرة وكثيرة جداً لكن الحمد لله حافظت على نفسي إذ لم تكن هذه الشركة سوى شركة قذرة تستغل كل فتاة تعمل فيها مع أن الواجهة تجارية وتدخل إلى البلد بكل حرية رغم كرهها لهذا البلد من خلال ما سمعته منهم في (أبو ظبي) والمالكون طبعاً ليسوا من أبو ظبي، وعندما زادت الأمور عن حدودها قدمت استقالتي وأخذت جواز سفري مع أنهم حاولوا حجزه فاضطررت للعودة إلى سوريا على نفقتي الخاصة وفي ظروف سيئة للغاية لكن كان المهم عندي هو العودة والتخلص من هؤلاء الوحوش. لذلك أنصح أي شاب أو فتاة يفكر في السفر أن يعيد النظر ألف مرة في قراره قبل أن يتخذه ويندم فالغربة لها ثمن.

حسام (مهندس ميكانيك) قال " أنا أجهز أوراقي الآن للسفر خارج البلد بعد أن تعاقدت مع إحدى الشركات القطرية فالراتب الذي سيدفعونه هناك يساوي أضعاف أضعاف ما أجنيه هنا في سوريا وأنا موظف منذ 13 سنة ولا يتعدى راتبي الzwj;15 ألف ليرة بينما هناك في هذه الشركة سأخذ ما يعادل 150 ألف ل. س. صحيح أن الأجرة هناك غالية والمعيشة بشكل عام غالية لكن مهما يكن يستطيع الشخص أن يوفر مبلغاً لا بأس به خلال أربع أو خمس سنوات يظل هنا العمر كله ولا يجني نصفه، بعدها سأعود إلى البلد وأقيم مشروعا صغيرا لكنني عندها أتقاعد وأرتاح من العناء بالنسبة إلى أسرة لا يكفي الراتب في سوريا وخصوصاً في ظل هذا الغلاء الفاحش في الأسعار وانعدام فرص العمل لذلك أول شيء يفكر فيه الشاب هو السفر إلى خارج البلد صحيح أنني سأعاني من الغربة لأنه لا شيء يعوض عن الوطن والأهل لكن يجب أن يضحي الإنسان بشيء ليحصل على شيء آخر وهو ضروري جداً لأحقق لأولادي حياة مقبولة على الأقل".

بدوره كشف عماد (طبيب أسنان): أفكر بالسفر منذ تخرجي أي منذ 7 سنوات مع أن عملي هنا لا بأس به لكن بلدنا لا تمنحنا ما نستحق والآن سنحت لي الفرصة بالسفر إلى أوروبا، فالشعب هنا يعيش معظمه وهو يفتقر إلى أبسط أساسيات الحياة ونعيش الغربة ونحن داخل وطننا، فدعنا نعيش بجد خارج حدود الوطن لكن بثمن، للأسف الإنسان السوري في هذه الأيام لا مكان له ولا قيمة له، قبل التخرج كنت من أكثر المتشددين والمحاربين لفكرة السفر لكن للأسف بعد التخرج ونتيجة سوء الظروف كلها المادية والمعنوية لم استطع الصمود فالإنسان الجيد لا يستطيع أن يقف دائماً في وجه تيار قوي منافق مستعد أن يدمره في أي لحظة أنا أحب هذا البلد كثيراً لكن فقدت نفسي ولا استطيع استعادتها إن بقيت هنا، فكل شيء تغير.

من جانبه قال وسام (موظف قطاع خاص): الآن أتبع دورات لغة إنكليزية أنا ومجموعة من أصدقائي لغرض السفر إلى خارج البلد إن لم أوفق بالسفر إلى بلدان أجنبية سنسافر إلى إحدى دول الخليج ولأن كل الشركات هناك تطلب لغة لابد أن نطور أنفسنا لنستطيع العمل براتب جيد، أنا ومعظم أبناء جيلي نفكر بالسفر لأن مستقبلنا هنا محكوم عليه بالفشل إذ تنعدم فرص العمل وإن وجدت ليست لنا بل لأصحابها المعروفين، وليس أمام الشاب سوى هذا الحل ويتعب 7 أو 8 سنين لكنه في النهاية يدخر مبلغا محترما ويعود ليستطيع العيش بكرامته ودون حاجة الناس، هل نضع يدنا على خدنا وننتظر أن يكون هناك مجال لوظيفة وإن كان هناك وظيفة هل (ستطعمنا الخبز).

بدوره اوضح غسان (مغترب في ألمانيا): الغربة ليست سهلة كما يعتقد الكثيرون وثمنها غال جداً وإن لم يكن الشاب قويا ويقاوم الصعاب فهو يخسر كل شيء حتى نفسه تتحطم آماله سافرت منذ أكثر من 18 سنة لغرض دراسة الهندسة لم يتيسر لي أن أكمل عملت في كل شيء وعانيت كثيراً واضطررت للزواج من فتاة ألمانية لأتمكن من التأقلم والعيش هناك وبعد معاناة، قليلون القادرون على تحملها بدأت شيئاً فشيئاً الوقوف، وأموري تحسنت والآن أملك معرض سيارات كبيرا هناك، طبعاً لولا مساعدة (زوجتي الألمانية ولدي منها ولد الآن) لما تمكنت من بلوغ ذلك، وأموري تسير بشكل ممتاز هناك ومنذ 5 سنوات أخي كان قد تخرج في كلية الحقوق ولم يجد عملا أخذته إلى هناك ويعمل معي الآن طبعاً لا أفكر أبداً بالرجوع إلى سوريا للاستقرار فيها لأنني تعودت على الوضع هناك مع أنني أملك عقارات هنا وأهلي هنا، وكل سنة آتي شهرا كاملا إلى سوريا للاصطياف لكن لا استطيع الاستقرار لأن الوضع المعيشي ليس سهلاً هنا أيضاً الناس تغيرت ولم تعد كما كانت والنفوس تغيرت وأصبح النفاق والكذب والغش هو السائد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف