إقتفاء أثر المسيح في درب الآلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طقوس تشهدها مدينة القدس
إقتفاء أثر المسيح في درب الآلام
وتنظم هذه الطقوس حراسة الأراضي المقدسة للآباء الفرنسيسكان، ويحمل كثيرون من المشاركين في المسيرة صلبانا كبيرة، تيمنًا بالسيد المسيح، وتم تقسيم درب الآلام إلى 14 مرحلة، يعتقد أنها تمثل ما حدث مع المسيح، عندما سار فيها حاملاً صليبه، محفوفًا بالجنود الرومانيين، بعد الحكم عليه بالموت. وتقع 9 مراحل من درب الآلام، خارج كنيسة القيامة، و5 داخل الكنيسة المفترض أنها مقامة على تلة الجلجلة التي شهدت حادثة الصلب.
وبدأت ما يطلق عليها طقوس درب الآلام، أو رياضة درب الصليب، في القرن الثاني عشر الميلادي، وطورت بشكلها الحالي، وتحديد 14 مرحلة في القرن الخامس عشر. ويبدأ درب الآلام، فيما يطلق عليه الحي الإسلامي في المدينة المقدسة، وينتهي في الحي المسيحي، وهو ما يؤكد خطأ تقسيمات البلدة القديمة في القدس إلى أحياء دينية واثنية: إسلامي، ومسيحي، وارمني، ويهودي، وهو الذي حدد في عهد الانتداب البريطاني، ضمن سياسة "فرق تسد" التي اعتمدتها الإمبراطورية البريطانية في مستعمراتها، وتبنى الفلسطينيون هذه التقسيمات، وأصبحت جزءًا من الخطاب الإعلامي والثقافي والسياسي الفلسطيني.
وتبدأ المرحلة الأولى، من ساحة المدرسة العمرية الإسلامية، التي عرفت بأنها المكان الذي صدر فيه الحكم بالموت على المسيح.
وينطلق المشاركون في شارع يتميز بأقواسه النصفية، والذي تحف به المساكن والمنشات الإسلامية والمسيحية، وفيه تقع المرحلة الثانية، حيث تم تسليم المسيح صليبه، وتم تحديدها على الحائط الخارجي لكنيسة الحكم على المسيح، والتي تعتبر من أهم المراحل من ناحية أثرية، ويوجد في الداخل، كنيسة الجلد، وكنيسة الحكم، وبينهما دير الجلد الفرنسيسكاني، الذي افتتح في عام 1910، ومنذ 1927، هو مركز (معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني) الذي يمنح الشهادات الأكاديمية، في اللاهوت والعلوم الشرقية، وهذا المعهد هو أيضًا، مركز بحوث في الآثار ويضم متحفًا.
وعلى الجانب الآخر، من الشارع الذي توجد فيه هذه المرحلة، تقع الزاوية النقشبندية، والتي تضم أيضًا مسجدًا لإتباع هذه الطائفة التي تمثل بشكل أساسي المقدسيين الذين قدموا من اوزبكستان، ويصل بين المكان الذي حدد بأنه المرحلة الثانية في درب المسيح وهذه الزاوية نصف قوس بديع. ويتابع المشاركون في مسيرة درب الآلام، سيرهم إلى مفترق الطريق المؤدية إلى أبواب الحرم القدسي الشريف الغربية، بعد أن تكون قد بدأت من شمال الحرم في المدرسة العمرية، ويتجه المشاركون يسارًا، حيث تقع كنيسة صغيرة أقيمت لذكرى وقوع المسيح تحت الصليب، وبالقرب من المكان تقع كنيسة الأرمن الكاثوليك المبنية على أساسات كنيسة بيزنطية من القرن الخامس، ويمكن أن يلاحظ أن هذه الكنيسة تقع فيما يطلق عليه الحي الإسلامي، وليس الحي الأرمني.
وتم تحديد المرحلة الرابعة، لذكرى التقاء المسيح بوالدته مريم، ويشير إلى الموقع قنديل موضوع فوق باب يؤدي إلى مصلى صغير للأرمن. وبعد الانتهاء من هذه المراحل يتوجب على المشاركين الصعود في "عقبة" كما يطلق سكان القدس على الطرق التي يتوجب السير فيها صعودًا، ويطلق على هذا الطريق الذي يعج بالناس، والتجار، والسياح، والأهالي اسم "عقبة المفتي" نسبة إلى مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، حيث يقع إلى اليسار من الطريق منزله الذي كانت تتجمع فيها الوفود الفلسطينية وهي تحمل البيارق في شهر نيسان (أبريل) من كل عام، للمشاركة في موسم النبي موسى.
في هذا الطريق تقع المرحلة الخامسة من درب الآلام، وحددت بأنها المكان الذي ساعد فيها سمعان القيرواني المسيح على حمل الصليب، وبنيت كنيسة فرنسيسكانية صغيرة لإحياء ذكرى الحدث، وفي الطريق نفسها وعلى بعد خمسين مترًا، تقع المرحلة السادسة، حيث مسحت ڤيرونيكا وجه المسيح المتعب بمنديل، ويوجد في المكان كنيسة للروم الكاثوليك وفيها دير يحمل اسم (أخوات يسوع الصغيرات).
ويواصل المشاركون صعود الطريق المتعب، حتى اشهر أسواق القدس القديمة، حيث توجد المرحلة السابعة، وحددت بأنها المكان الذي شهد وقوع المسيح للمرة الثانية، وتوجد في المكان، في أحد منازل القدس المعتقة، كنيسة فرنسيسكانية صغيرة يوجد داخلها عمود روماني.
ومن هذا المكان ينطلق المشاركون يمينًا، وسط الأسواق وضجيجها، إلى المرحلة الثامنة، التي حددت بأنها التي شهدت حادثة التقاء بنات القدس بالمسيح، ثم يعودون إلى قرب باب دير الأقباط، في المكان الذي حدد المرحلة التاسعة، حيث وقع المسيح تحت الصليب للمرة الثالثة، ويوجد عمود يشير إلى المرحلة مثبت في الحائط قرب باب دير الأقباط.
ويعود المشاركون في المسيرة، إلى الأسواق، ليواصلوا سيرهم، إلى كنيسة القيامة، أو يواصلون سيرهم من دير الأقباط وينزلون من السطح إلى كنيسة القيامة، حيث تقع باقي المراحل: المرحلة العاشرة التي عري فيها المسيح من ثيابه، والمرحلة الحادية عشرة، عندما وضع المسيح على الصليب مسمرًا، وفي المرحلة الثانية عشرة: المسيح ميت على الصليب، أما المرحلة الثالثة عشرة فهي لذكرى إنزال المسيح عن الصليب، أما المرحلة الرابعة عشرة والأخيرة فهي لذكرى الدفن والقيامة. وفي هذا الدرب الذي يعتقد بأن المسيح ساره، قبل ألفين عامًا، وشكل إلهامًا لأعداد لا تحصى من البشرية وطوال قرون، يسيره المقدسيون كل يوم، وكل منهم يحمل صليبه على كتفه، دون أمل بانفراج قريب.