الشباب الدلوع.. رجال بملامح النساء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أناقة وتجميل ومكياج ..."ولكن لسنا شاذين"
الشباب الدلوع في المجتمع .. رجال بملامح النساء
وفي الوقت ذاته يثيرون اشمئزاز الفتيان لانهم يصاحبون من على شاكلتهم فقط، فتراهم منعزلين الى حد ما في ما بينهم في جماعات مستقلة في الشوارع والجامعات والحارات. لكن حبهم للفتيات والصداقات لايضاهى وهدفهم الاسمى الحصول على صديقة او (صديق ) يرتبط به او بها لقضاء وقت مسل و(حميم ).
وفي عمان التقت "إيلاف" (رامي ) وهو يرتدي بنطالا يستقر تحت خصره وقلادة ذهبية وشعر صففه وفق طريقة (راسطا ) بالسبري، حيث قال ان فلسفته في الحياة هي الحب والموسيقى والجمال. ويقول انه ينوي دراسة الفنون الجميلة لانه يود ان يصبح نجما سينمائيا، وهو الان بانتظار صديقته .
ويردف (رامي) ان الكثير من الناس يتصورون اننا شاذون لكن العكس هو الصحيح فالشذوذ في نظرة الاخرين الينا . وسألته "إيلاف" لماذا لايرفع بنطاله الذي تدلى كثيرا عن الخصر حتى تكشفت ملابسه الداخلية فاجاب . . ازياء هذا الموسم تتطلب ذلك . ويضيف المشكلة انكم تتدخلون في مالايعنيكم وتكرهون الاناقة.
وبقدر ما أثارت اسئلتي حنق رامي بقدر ما أعجبتني ثقته بنفسه، وكان علي ان انتظر حتى تأتي صديقته وما هي الا دقائق حتى ظهر من بين الزحام شباب من فتيات وفتيان تبادلوا القبلات مع رامي واتجهوا الى مكان ما.
وفي الطريق الى قاسيون في سوريا و هناك في السهل قبل ان تصعد الى الجبل كان ثمة شباب يحملون اجهزة الموبايل ويتحلقون حول سيارة فورد حديثة وقد علا صوت الموسيقى، فتيان وفتيات يرقصون ويغنون، لكن ما ثارني انهم يتصرفون كفتيات دلوعات. يرقصون ويدخنون. وكنت اعتقد انها حفلة لشباب عاديين لكن صاحبي همس في اذني انهم (طنطات). وهؤلاء اناث في هيئة رجال على حد زعمه. كما انهم في أحيان كثيرة يكسبون المال عن طريق الجنس لشراء السجائر والمشروبات .على حد قول صديقي.
ويضيف صديقي: سيماهم في (ميوعتهم) مسرحين شعرهم ، ويضعون مساحيق التجميل. ملابسهم وفق الموسم، ويحبذون العلاقة مع الفتيات ويمتلك الواحد منهم صديقة او صديقتين. يصففون شعرهم بطريقة خاصة. ويتجمعون في أماكن خاصة بهم غالبا ماتكون في بيت احدهم او عند السينما او في مقهى.
لكن (سليم احمد ) وهو صاحب محل سوري يرى ان هؤلاء يعيثون فسادا باسم الحرية الشخصية. ويضيف: يبدو انك لاتملك المعلومة الجيدة فهؤلاء يعملون في الدعارة ويمارسون الجنس مقابل المال، ويضيف: أمام محلي يتهامسون و جرت مفاوضات على واحدة من العمليات وتكللت بالنجاح، وكلما استقل احدهم سيارة بعد نجاح المفاوضات، قام الباقي بالتصفيق والتصفير له. ويقول سالم عودة يمكنك ان تلمس تجمعاتم في عمان في شارع الجامعة ، ودوار الداخلية حتى دوار المدينة ، ومقاهي الرابية.
واصبحت ظاهرة (الطنطات )وتقليعة الزي الجديد المتمثلة في اظهار الملابس الداخلية بانزال البنطلون عن طريق فك الحزام امرا شائعا في عمان ودمشق وبيروت وبغداد. ويرى (ميسم حسون) وهو شاب يرتدي قميصا مزركشا ويضع على وجنتيه ما يمكن ان يكون مساحيق تجميل وقد اطال شعر رأسه ليشده من الخلف وهذب شعر حاجبيه، ان الكثير من الناس ينظرون الينا على اننا مخنثون لكن الحقيقة اننا شباب يملأنا الطموح وحب الحياة والجمال كما اننا نهتم بمظهرنا كثيرا. ويضيف : ان أناقتي جعلت إحدى زميلاتي في الجامعة تسألني عن الطرق التي اتبعها في الحصول على وجه نقي وبشرة صافية. ويضيف ان بعض الطالبات يقلدن ملابسي وطريقتي في المكياج.
ويقول ان الآخرين يعاكسوننا رجالا ونساء. ويضيف لقد حدثت مشاجرة بالامس مع احدهم لانه ينعتني بصفات مثل (ياطنط شو هالنعومة . انت كائن ناعم الملمس رقيق الحس. شو اخبار هيفا ونانسي عجرم).
وفي احد الباصات اثناء رحلتي الى دمشق كان ثمة ثلاثة شباب ملأوا الباص زعيقا و العطر ينفث من ملابسهم. وعلى رغم الملامح الانثوية على محياهم، وضعوا (السكسوكة) أي اللحية الناعمة على ذقونهم. وكان غنج البنات والاصوات الناعمه ثم ما لبث ان علا الهرج في الباص حين بدأوا يغنون. لكن احد الركاب صرخ طالبا الهدوء او النزول. عندها رجع كل شيء الى مكانه.
وكان لي ان اسأل احدهم عن الدافع الذي يجعلهم يتصرفون هكذا. يقول (سمير حتي ) لسنا شبابا عاطلا عن العمل فمجموعتنا كلهم موظفون او طلاب. ويقول ان في دواخلنا احساسا بالجمال لكننا لسنا مخنثين على رغم اننا نقضي وقتا في تجميل انفسنا لكنه ليس تشبها بالنساء. ويقول أحدهم: البعض يعتقد اننا مخنثون وهذا امر غير صحيح فالخنثة هو الذي يشعر بانه انثى على رغم انه ذكر.
وترى الاخصائية الاجتماعية (نرمين احمد ) ان انتشار ظاهرة الطنطات يعود الى البطالة والتفكك الاسري، اضافة الى دوافع جنسية شاذة. لكن (احمد كامل )وهو طالب جامعي يقول ان اغلب (الطنطات ) في عمر المراهقة وهي محاولة للفت انظار الرجال والنساء.
وفي العراق كان مصطلح (البريكية) او (الفروخ ) هو السائد، ويطلق على الشباب الذي يرتدي الجينز النازل من الخلف، ويميز هؤلاء اعتناؤهم الزائد بمظهرهم الخارجي واستخدام مساحيق التجميل النسائية و تنطيف الوجه من الشعر ب(الحف ). ولبس الحلي على الرقبة وفي اليدين . لكن بعضا منهم اتخذ من الجنس وسيلة للكسب المادي وغالبا ما يتجمع هؤلاء في مقهى معين، حيث يجدون زبائنهم. ويقول (كامل ) ان زميلا في الدراسة (طنط )معروفا، تحسده نساء كثيرات على المكياج الذي يضعه.
وبجانب سيارته كان (سلام) شابا انيقا طبع وجنتيه بياض مسحوق تجميل ويضع سلسلة في عنقه ويده. ويقول ان مصطلح (طنطة ) يبعث على الفخر اذا كان يعني الاناقة واللطف والرقة. اما غير ذلك فلا. وعن اتهام البعض لهم بالشذوذ قال الشذوذ الجنسي لايقتصر على الطنطات بل على الذين يتعاملون معهم ايضا فهؤلاء شاذون ايضا. ويضيف سلام: انا أتبع الموضة، واستمع الى الاغاني الغربية وهيفا وهبي ونانسي لكن ألبس ما يريحني، حقيقة أن ما أصبح عليه الشباب اليوم ينذر بالضياع، انا اساير الموضة مثلما المرأة اليست هذه المساواة. ويقول لاتتعجب اذا قلت لك الموضة القادمة والتي بدات تاخذ مكانها بين (الطنطات) كما تسميهم، هي ارتداء الملابس الداخلية النسائية.
وحدثني صديقي السعودي (محمد سعيدان) ان الطنطات ينتشرون بكثرة في الشوارع الرئيسة في معظم المدن السعودية كشارع "التحلية" في الرياض، ومقاهي (الكوفي شوب) الحديثة، إلى جانب محال الكاسيت المشهورة. ويلتقي هناك الشبان ( الطنطات )للتسلية وتمضية الوقت... ولفت الأنظار.
وهناك تدور ايضا مفاوضات سرية حول الجنس والحفلات. ويقول كلما كان (الطنط )اكثر انوثة كان السعر اعلى. ويضيف غالبا ماتجد هؤلاء حرصين على أن تصدح أصوات مسجلات سياراتهم عالياً بالأغاني الغربية مثل الراب. ويضيف (محمد )انه يعرف احدى الطنطات الذي اعتاد أن يجوب شوارع الرياض بأنغام الأغاني الغربية وامتلأت سيارته بمختلف أشرطة الأغاني الأجنبية الصاخبة اضافة الى ادوات التجميل التي يمتلأ بها صندوق سيارته والملابس الداخلية النسائية.
وفي دمشق يستخدم (الطنطات )الموسيقى وسيلة لجذب الفتيات، و يقول احمد حسن : عندما أكون في سيارتي، أشاهد عدداً من الفتيات فابدا برفع صوت الموسيقى والاغاني مثل (Eminem) أو (Usher)، لاكسب انتباههن. ويروي (سليم طه )ان مصطلح طنطات في العراق قليل الاستعمال ويحل محله (الفروخ) وهم شباب يتميزون باتباع (الاتيكيت) والموضة ويجملون انفسهم تشبها بالنساء ويكسبون المال بالجنس، او لغرض المتعة. ويضيف تنتشر هذه الظاهرة منذ القديم في العراق شانه شان المجتمعات الاخرى لكنها تستفحل اليوم بشكل كبير لاسباب اقتصادية واجتماعية.
والمجتمعات العربية تنظر الى (الطنطات) نظرة دونية. تقول هيفاء انها تحتقر الرجال الذين يتشبهون بالنساء، وهؤلاء في نظري فاقدون لمعاني الرجولة التي تتجلى في الخشونة. ان طبيعة الرجل تقتضي منه لباساً محترماً كما تقول.