إيلاف+

السوريون والعراقيون يتآلفون في دمشق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بهية مارديني من دمشق: هل اندمج العراقيون والسوريون في المجتمع معا ؟ ايلاف سالت الطرفين في دمشق في ظل التذمر السوري من وجود العراقيين وكل فشل للحكومة بات يعود على العراقيين.
فان ُفقد الغاز فان العراقيين السبب برأي البعض لانهم "يحبوا ان يطبخوا"، وان شحت المياه فالعراقيون يستهلكونها، وان انقطعت الكهرباء فالضغط من العراقيين الميسورين الذين "يشغلون تكيفاتهم باستمرار"...ولكن على مايبدو ان الصورة ليست قاتمة بالشكل الذي قد تثار فيه ومازال السوري يتعاطف مع شقيقه العراقي وتبدو الحوادث والجرائم حالات فردية ونادرة..بالتاكيد فان السوريين يتمنون عودة العراقيين لبلادهم سالمين ولكن استطاع العراقي ابن الحضارات ان يشكل مجتمعه الصغير داخل سوريا و يتاقلم مع جاره وان دخلت قهوة الروضة في دمشق او الهافانا او لاتذهب بعيدا تكفي نظرة الى اية قهوة حولك ستجد العراقيين يجلسون يتسامرون وقد تجد سوريون بينهم ورقم السوريين الجالسين مع العراقيين مرشح للازدياد..ولكن الوضع خطير وخاصة ان العراقيين لا يستأجرون فقط بل يتملكون... انها ماساة شعب يجب ان يعود لارضه والعالم يتحمل وزر ما حصل له...

لينا عراقية (مدرسة لغة عربية قبل الحرب): قدمت إلى سوريا في الشهر الثاني من هذا العام مع زوجي وأولادي الثلاثة بعد أن صبرنا حتى عجزنا عن تحمل أي ضغط إذ لا كهرباء ولا ماء ولا أمن نسكن في الفلوجة وفي أي لحظة نحن معرضون للموت وكل ما يشغل بالنا هو سقوط قذيفة أو حصول انفجار يؤدي بحياتنا ولم أخف على نفسي بل خفت على أولادي ولم يكن سهلاً علينا ترك منزلنا وترك ما بقي من أهلنا والنزوح لكن التمسك بالحياة والخوف على الأطفال دفعني إلى المجيء إلى سوريا ولسنا هنا بقصد الإقامة الدائمة إذ لم ندع سفارة أجنبية إلا وطرقنا بابها لكن الأمور لا تسير بشكل جيد، هذه هي ديمقراطيتهم شتتونا ونهبوا بلدنا ولا يسمحون لنا بدخول بلدانهم، بالنسبة للشعب السوري هو شعب طيب مضياف ومسالم ولا نشعر بأننا غرباء واندماجنا قوي مع السوريين، وأكثر ما يعجبني هنا الأمن حيث أستطيع أن أخرج في أي وقت من المنزل دون أن يعترضني أحد وأستطيع أن أدع الأطفال يلعبون بحرية دون خوف عليهم، نحن نفتقد إلى الأمن كثيراً لأننا منذ وقت طويل ونحن محرمون منه أي منذ زمن صدام وجاء الأمريكان بعدها ليكملوا اللوحة.

سامي (سوري صاحب مفروشات): أنا من الشباب الذين أصبح لديه أكثر من صديق عراقي وهؤلاء مثال للأدب والأخلاق والأهم الطيبة والكرم، تحدث هناك مشاكل من قبل بعضهم لكن هناك مسيئين من كل الجنسيات ومن كل الأعراق ولا يجب أن نعمم صفة وغلاء الأسعار وخصوصاً المنازل في سوريا نصفه بسبب أصحاب المنازل نفسهم وجشعهم وطمعهم في استغلال شعب لجأ إلى سوريا هرباً من بطش المحتل وأيضاً هذا الأمر جاء لصالح المؤجرين فقد رفعوا السعر وسحبوا ذلك على السوري قبل العراقي.

أحمد (عراقي يعمل في مطعم): أعيش في سوريا منذ فترة لا بأس بها وفي منطقة جرمانا، ولدي أصدقاء سوريين يتعاملون معي بمنتهى الذوق، هناك من يشوه صورة العراقيين لكنهم قلة قليلة وهم صفر بالألف، وحصلت هناك بعض المشاكل فالأجدر بنا أن نكون متقيدين أو نحاول أن نكون قريبين من عادات وتقاليد أهالي المناطق التي نسكنها في بلد فتح لنا الأبواب على مصراعيها ولا يجوز أن نتصرف تصرفات لم نكن نجرؤ على التفكير بها في العراق.
نهاد سوري: هناك بعض العراقيين الشرفاء وذوي السمعة الحسنة لكن منهم من شوه صورة العراقيين هم مجموعة من القتلة واللصوص الذين نهبوا وسرقوا وقتلوا في العراق وتوجهوا إلى سوريا، فمن يدفع الثمن الآن الشرفاء من العراقيين والثمن الأكبر يدفعه السوريون الذي أصبح بلدهم محط أنظار فاسدو..وغيرهم، فأسعار الشقق السكنية ارتفعت وأصبح البيت حلم لكل سوري كنا نعتبره من الفئة المتوسطة والأسعار أصبحت نارية وهناك ضغط على الخدمات.. والوضع أصبح سيئاً جداً بوجودهم نحن لسنا ضد أن نستضيف العراقيين لكن يجب أن يكون هناك ضوابط من قبل الحكومة فهذا العدد هائل ولا يمكن لبلد مثل سوريا استيعابه أيضاً هناك عدد منهم جلبوا المشاكل إلى البلد ونشروا أمراض اجتماعية كنا نادراً ما نسمع بها في سوريا فهل هذا جزاء الضيافة، صحيح أن الشعب العراقي في أزمة ونحن أشقاء لكن يكفي السوريون ما يعانونه من ضغوطات.

محمد (عراقي) : هربت من العراق أنا وعائلتي بعدما ضاقت بنا السبل والتنقل من بيت إلى بيت خوفاً من التهديدات والوعود بالقتل إذ لم أترك منزلي فقط منحوني 72 ساعة تاركاً خلفي منزلي مع الأثاث دون حارس ولا أعلم ماذا حل بالمنزل من بعدنا المهم سلمت على حياة أطفالي طالباً الأمان فقط عندها لجئت إلى سوريا التي عوضتني أهم شيء ألا وهو الأمان وبالإضافة إلى ذلك طيبة وبساطة الشعب السوري فقد تعايشت معهم من خلال الزيارات المتبادلة مع الجيران ليّ في المنزل والاطمئنان علينا إن كنا محتاجين لشيء.

رامي عراقي: هربت أنا وزوجتي من العراق بسبب أعمال العنف التي طالت جميع أفراد عائلتي، فقد داهمت مجموعة مسلحة مرتدية زي الجيش مقر الشركة التي كنت أعمل فيها وقد شاعت الرعب في أرجاء الشركة فقد قاموا بسرقة البضائع والأموال وخطف أحد موظفي الشركة بالإضافة إصابتي بإطلاقة نارية في كتفي لإشاعة الرعب والفتنة الطائفية داخل بيتي ومحاولة لخطف زوجتي أثناء ذهابها إلى العمل وبعدها وصلنا تهديد إلى البيت بمغادرته بأسرع وقت كل هذه الأمور جعلتنا نتوجه إلى سوريا طلب للأمان والأمان فقط، لكن لم نجد الأمان فقط في سوريا بل وجدنا أهلها المرحبين بنا كأنهم يعرفوننا منذ زمن فطلتهم الدائمة علينا جعلونا نشعر أننا وسط أهلنا وأصدقائنا كنا لا نعرف كيف نرد جميلهم لنا طبعاً هذه ليست مقتصرة على الجيران فقط بل على أهل المنطقة كلها التي نسكن فيها يبادلوننا نفس المشاعر الجميلة فبالرغم من أننا مثقلين على اقتصاد سوريا كأننا نتقاسم رغيف الخبز معهم إلا أن هذا لا يظهروه أمامنا، كما وصل تأقلمنا مع أخواننا السوريين إلى حد حب الدفاع عن سوريا فدفاعنا عن سوريا هو الدفاع عن الأمان الذي منحته لأشقائهم العراقيين والدفاع عن شعبهم الأصيل وعن طبيعتهم الخلابة. فقد وصل الحال بنا مع فرحهم نفرح ومع حزنهم نحزن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف