إيلاف+

الحرف تتألق في سوق الزوق العتيق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يستمر حتى التاسع من شهر سبتمبر
الحرف تتألق في سوق الزوق العتيق


ريما زهار من بيروت: عاد سوق الزوق العتيق ليحيي حفلاته التراثية حاضنًا في طيات لياليه الحالمة بعضًا من تراث لبنان ومجده القديم.
وبعيدًا عن المشاحنات السياسية، توجه اللبنانيون منذ الاسبوع الماضي وتحديدًا الخميس الماضي الى هذا السوق العتيق الذي يستمر حتى التاسع من شهر سبتمبر.
وفي هذه الرقعة الصغيرة التي انفصلت عن هموم الوطن وشجونه، تجد الحرفيات ومعرض الرسم وبعض التكنولوجيا من خلال الاقراص المدمجة، ليحملك المكان الى زمان اشبه ما يكون بزمن الاساطير القديمة.
في السوق العتيق، قد تلتقي بالعباءة العربية التقليدية والطربوش، وتلتقي ايضًا ببعض مظاهر التكنولوجيا، من خلال تجار يبيعون الأقراص المدمّجة، أو قد تجد ألعابًا للأطفال تعود الى العصر الحديث ولكن التراث يبقى الغالب، في سوق الزوق يشارك نحو 150 فنانًا وحرفيًا، يحوّلون هذه البقعة الصغيرة إلى مهرجان صاخب. وزوار السوق من مختلف الاعمار، اذ تجد الشاب والصبية برفقة العجوز والعجوزة لتجعل من هذا المكان مهرجانًا لا يمكن مشاهدته يوميًا.

وجود اجنبي

من يزر السوق يلاحظ حتما الوجود الأجنبي اللافت لإضفاء ربما المزيد من الصدقية، كالبائعة الصينية في زاوية الأعمال الصينية الصنع والشاب الأسود الآتي من السنغال ليبيع بضاعته من أصنام خشبية وعقود وأعمال حرفية أخرى صنعت في بلاده.
في السوق الكثير من الذكريات القديمة التي احتضنتها المحال وخصوصًأ الاعمال الحرفية التي صنعت في لبنان والتي يشتريها معظم المغتربين هناك لتبقى ذكرى في بلادهم قد تشكل تعويذة لايام الاغتراب الصعبة.
رولا غانم قالت انها اشترت بضع اوان كتب ورسم عليها شعارات لبنانية ستأخذها معها الى اوستراليا لتبقى ذكرى عن رحلتها الى لبنان والذي تتمنى يومًا ما ان تهدأ الاوضاع فيه لتستقر هنا نهائيًا.
صاحبة المحل تحدثت عن استضافة احدى المحطات التلفزيوينة لها كونها بدأت تصمم بعض الملابس الفلكولورية والتي تستعمل في زفات الافراح، وان دكانها هنا مفتوح حتى في الشتاء، وان المعرض استحوذ على اهتمام الكثيرين من اللبنانيين اذ ان الحركة فيه كانت جيدة خصوصًا في ايامه الاولى.
في السوق ايضًا تجد وحدة وطنية لا تجدها في الاماكن الاخرى اذ تنتقل إلى صور بعض القيادات الحزبية والعربية المنحوتة على الصخر بطريقة مميزة، فهنا في زوق مكايل، يجمع غازي كيروز بعض السياسيين المتخاصمين على طاولة واحدة، فترى قبعة ميشال عون العسكرية تلامس رأس سمير جعجع، وخلفهما تجد بشير الجميل، ورفيق الحريري وجبران التويني، وتتراصف خلف الجميع منحوتات كبيرة للملك عبد الله، ومؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز. ويقول كيروز إن القطع الحرفية التي يصنعها تتطلب جهدًا كبيراً، ومن المهم ان يحب الشخص مصلحته، مشيرًا إلى أن طريقة طبع الصور على الصخر اللبناني مميزة، ما يحول حرفه إلى قطع نادرة في الدول العربية، ويؤكد انه يعمل منذ نحو عشر سنوات وهو يحب مهنته كثيرًا.

الاطفال

ولم ينس سوق الزوق العتيق ان يفرد مساحات كبيرة للاطفال حيث خصصت لالعابهم وبعض الحلويات الخاصة بهم، هنا نسي بعض الاهل انهم كبروا وقاموا باللعب ايضًا كالاطفال على وقع اغنيات جميلة رددناها طويلًا ونحن صغارًا.
جو الطفولة امتد الى البهلوانيين التي انتشر بعضهم يلتقط الصور مع الكبار والصغار، ليجعل من سوق الزوق فسحة امل وسلام في سفينة لبنانية لا احد يعرف اين سترسو.

* تصوير ريما زهار

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف