إيلاف+

عائلات الجنود الاميركيين الضحايا المنسية للحرب في العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عائلات الجنود الاميركيين هي الضحايا المنسية للحرب في العراق


كارين زيتفوجل منواشنطن: يبدو ان عائلات الجنود الاميركيين هي الضحايا المنسية للحرب في العراق فهي تعاني عند رحيل افرادها من العسكريين ولكن ايضا لدى عودتهم.
واكدت مليندا (30 عاما) التي كان زوجها من طلائع جنود المارينز الذين ارسلوا الى العراق "لا اعرف اي عائلة عسكريين ظلت موحدة او لم تتغير بشكل ماسوي بعد رحيل احد افرادها الى الحرب".
وروت ميليندا وهي ام لثلاثة اطفال تقيم في كولورادو عاد زوجها قبل عام الى المنزل لوكالة فرانس برس، "قررنا نحن الاثنان انه ينبغي ان يترك الجيش والا سيستدعونه. في البداية كانت الامور على ما يرام لدى عودته لكننا لم نكن نتحدث مطلقا عن العراق".
وتابعت "لكني ادركت انه كان بائسا وفقد الثقة بنفسه ولم يتمكن من ايجاد عمل. وفي اذار/مارس قرر انه علينا الانفصال".


ورأى الدكتور ستيفن سايرز من المركز الطبي لقدامى المحاربين في فيلادلفيا ان غالبية المقاتلين السابقين في العراق يقرون بانهم يواجهون "مشادات عائلية على الاقل مرة كل اسبوع".
واضاف ان "نصفهم باتوا لا يعلمون ما هو دورهم او مسؤوليتهم داخل الاسرة (...) ربما بسبب احباطهم او لانهم يجرون كثيرا من النقد الذاتي ما يعقد اندماجهم مجددا في اسرهم".


والاولاد هم الذين يعانون اكثر من سواهم لدى غياب احد الوالدين وكذلك لدى عودته. وقد ازدادت المعاملة السيئة للاولاد بنسبة 42% لدى هذه العائلات وتضاعف عدد الاولاد المهملين لدى ذهاب احد الوالدين الى الحرب بحسب دراسة للبنتاغون.
واكدت مليندا انها "لم تكن تسيطر على الوضع" في عائلتها عندما كان زوجها في العراق. وروت "تركت ابني الاكبر (سبع سنوات) يفعل امورا لم اكن لاسمح بها عادة مثل التنزه على دراجة هوائية في المدينة او الذهاب مع اصدقاء بدون مراقبة".


ورأت وندي لين الاخصائية في حماية الاطفال في جامعة ميريلاند ان سوء المعاملة والاهمال هما في الغالب من سلوك اهل يعيشون تحت وطأة الضغط النفسي لبقائهم احدهم فيما رحل الشريك الاخر الى الحرب.
واكدت انه "عندما يكون احد الوالدين في ساحة المعركة يتسبب ذلك بكثير من الضغط النفسي بالنسبة للاخر الذي يجد نفسه بدون سند".


وروت مليندا ان اطفالها لم يقبلوا الانفصال وعانوا منه "فهم لم ينسبوا ذلك الى الحرب بل اعتقدوا انهم هم المسؤولون عنه".
وقال احد مسؤولي البنتاغون اللفتنانت كولونيل ليس ملنيك انه "من الصعب بل حتى المستحيل" القول ان طلاقا داخل عائلة من العسكريين يعود سببه الى العراق. بل يجدر القول ان الزواج المتين يتخطى المحن فيما الزواج الهزيل يجد نفسه امام اختبار".
واكد ان المساعدة النفسانية امر ضروري في هذه الحالات لكن مليندا لم تحظ بها.
ووالدتها وهي بدورها زوجة عسكري سابق شارك في تحرير الكويت في 1991، تلوم الجيش.
وقالت في هذا السياق "عندما اتى مسؤول عن التجنيد الى المدرسة التي اعلم فيها فعلت كل شيء لمنع الشبان من الانخراط (في الجيش). رأيت كثيرا من الناس يذهبون للقتال في عملية عاصفة الصحراء ويعودون متغيرين الى الاسوأ".


واضافت "الان لدينا كشافة يقاتلون هناك. فهؤلاء الصبية خرجوا من المدرسة ووضعوا في معسكرات تدريب ويرسلون للقتال وعندما يعودون كل ما يعرفون عمله هو القتل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف