إيلاف+

البريطانيون وذكرى 11 سبتمبر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سليمان بوصوفه من لندن: يتذكر البريطانيون تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر التي هزت نيويورك وواشنطن قبل ستة أعوام على الصعيدين الرسمي والشعبي حيث تسود حال من الترقب والخشية من عمليات إرهابية تستهدف الأراضي البريطانية مجددا بعد تلك التي استهدفت وسائل النقل في لندن في السابع من يوليو عام ألفين وخمسة واكتشاف مؤامرة تفجير طائرات كانت ستنطلق من مطار هثرو إلى مدن أمريكية( أغسطس 2006)، ثم اكتشاف الخلية التي فشلت في تفجير ملهى تايغر تايغر قرب ساحة بيكاديلي ومطار غلاسغو الأسكتلندي نهاية يونيو من هذا العام.

*تشديد الإجراءات الأمنية

تتحسب السلطات البريطانية من هجمات ضد أراضيها خصوصا وأن المملكة المتحدة تعد من أكثر الدول في العالم عرضة لهجمات القاعدة، وما زاد في اتخاذ التدابير الأمنية الإضافية اكتشاف الشرطة الألمانية لخلية فرانكفورت التي كانت تتأهب لنسف المطار في هذه الذكرى.

حال التأهب رُفعت إلى الحرجة عند اكتشاف خلية بيكادلي وغلاسغو؛ وسرعان ماعادت إلى مستوى القصوى؛ وتطبيقا للإجراءات الصارمة التي اتخذتها حكومة غوردن براون؛ عززت السلطات البريطانية من حراس السواحل والموانئ والمطارات ونشرت الآلاف من عناصر الشرطة لحراسة المباني الحكومية ووسائل النقل.

علما أن الشرطة أصبحت تتمتع بحق توقيف أي شخص ومساءلته أو تفتيشه؛ هذا إضافة إلى مئات الآلاف من الكاميرات المطلة من المباني والعمارات التي تراقب كل صغيرة وكبيرة.

كميل الطويل الصحافي في جريدة الحياة والمختص في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة يرى أن خطر ضرب بريطانيا لايزال قائما؛

كميل الذي أصدر كتابا جديدا بعنوان (القاعدة وأخواتها) يرى أن القاعدة كتنظيم فرّخ جماعات راديكالية ليست بالضرورة تابعة لها وإنما تتبنى أفكار التنظيم.

ويذهب كميل إلى أن خيبة أمل الجماعات الجهادية في إسقاط الأنظمة في كل من الجزائر وليبيا ومصر؛ أدت بتلك الجماعات إلى تغيير تكتيكها وذلك باستهداف المصالح الغربية؛ حيث ترى أن الغرب مسؤول مباشر عن دعم تلك الحكومات (المرتدة) حسب رؤيتها.

*البريطانيون لم يسلموا من التفجيرات

البريطانيون فقدوا كغيرهم من بقية شعوب العالم مواطنين أبرياء في تفجيرات نيويورك. وكان نصيبهم، مقتل سبعة وستين من خيرة شبابهم الذين كانوا يعملون بحي المال والأعمال في نيويورك.

وتخليدا للذكرى السادسة يشارك وفد بريطاني متكون من موسيقيين ورجال شرطة في الحفل الموسيقي الذي يقام في ساحة هانوفر سكوار قرب مبنى التجارة العالمي في نيويورك، تلك الساحة التي تحتضن التذكار المخلد للضحايا البريطانيين.

*الشركات و التعافي من الكارثة

أشارت إحصائيات نشرتها وزارة التجارة والصناعة البريطانية حول تعافي الشركات من الأزمات والكوارث ( disaster recovery)بعد كارثة ايلول سبتمبر، أشارت إلى أن نسبة خمسين بالمئة من الشركات البريطانية -الصغيرة والمتوسطة- المتخصصة في مجال التكنولوجيا أفلست وتوقفت عن عملها ! لأن الكمبيوتر البديل الحامل لمعلومات الشركة back-up datacentre؛ كان متواجدا غير بعيد عن مكان التفجيرات ما أدى إلى تدميره.

ومن الدروس التي استخلصتها الشركات؛ حفظ الكمبيوتر البديل في منطقة بعيدة عن مقر الشركة؛ وهذا ما تقوم به الشركات الكبرى حاليا، فشركةmerrill lynch وشركة morgan stanly، وضعتا الكومبيوتر المخزن للمعلومات بعيدا عن منطقة كناري وورف حيث مقر عالم المال والأعمال بلندن. بل إن شركة مورغن ستانلي وفي عيد الفصح قررت إطفاء أجهزتها مدة أربعة أيام لاختبار الأجهزة البديلة.

وفي هذا الصدد يقول الخبير في تكنولوجيا الكومبيوتر Bill Crichton أن الشركات اعتقدت خطأ أن توفير جهاز كومبيوتر بديل ليس بعيدا عن مقر الشركة سيكون كاف للحيلولة دون توقفها ؛ لكن عندما أُغلقت مانهاتن يوم التفجيرات توقفت تلك الشركات عن العمل بالكامل.

*الحرب ستكون طويلة

يرى عدد من المراقبين والخبراء الذين تحدثنا إليهم أن الحرب بين تلك الجماعات والعواصم الغربية هي حرب أفكار مثل ما حدث بين الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة إبان الحرب الباردة. ومنهم من يرى أن هذه الحرب ستدوم سبعين عاما على الأقل !

كما ألقى عدد من الأكادميين العرب باللائمة في هذه الاحداث والأعمال الارهابية التي تتبناها الجماعات الاسلامية على المثقف العربي وتقصيره في تنوير الرأي العام العربي مستحضرين في هذه المناسبة الأصولية المسيحية التي كانت تعيشها أوروبا قبل قرون عندما استطاعت حركة التنوير التي تبناها المثقفون دحر تلك الأصولية وإلى الأبد لتحل محلها دول عصرية توفر العدالة والحرية والمساواة لمواطنيها.

أما الائمة الذين تصفهم السلطات البريطانية بالمعتدلين فاشتكوا من أن الإعلام البريطاني لا يكتب عنهم وعن نشاطاتهم ما يعطي انطباعا بأن الجالية المسلمة في بريطانيا تخضع لدعاة متطرفين يُكنون الحقد للمجتمع البريطاني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف