سوق القطانين يستعد لشهر رمضان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يعد من أجمل اسواق القدس وعمره اكثر من 700 عام
سوق القطانين يستعد لشهر رمضان
ويضيف الفني لـ إيلاف ان " لهذه السوق صفان من الحوانيت، كما كان يوجد ساحة استخدمت للحيوانات التي كانت تستخدم في نقل القطن، وفوق هذا السوق غرف كان يستخدمها التجار في عقد صفقاتهم عبر ترويج أعمالهم التجارية، وفي العهد العثماني عرف باسم سوق اتزير ".
واوقفت السوق، على الأوقاف الإسلامية، وتم استخدامها ضمن تلك الوقفية التي كان يجنى ريعها لاقامة أبنية وترميم أبنية في منطقة المسجد الأقصى.ورممت هذه السوق، التي يزيد عمرها عن 700 عام، في العصر العثماني، ويقول الفني "سوق القطانين هي اكثر الأسواق روعة في القدس وتتكون السوق المسقوفة من 60 حانوتا في صفين على جانبي الطريق".
ويضيف بان "المهندسون والمعماريون قالوا عن هذه السوق أنها كانت من اكمل واجمل الأسواق في كل من فلسطين وسوريا" لكن السوق الان تعاني وتفتقر إلى الصيانة وتحتاج إلى وضع خطة لترميمها، ولكن عدم سماح اسرائيل بذلك، ونقص التمويل يحولان دون ذلك.وربما من أهم ما كان يميز هذه السوق، أنها كانت جزء من مشروع تنموي كبير في القدس، نفذه تنكز الناصري، يضم بالإضافة إلى السوق خانا، وحمامين، ومدرسة هي المدرسة التنكزية، التي تحولت منذ عام 1969م إلى معسكر للاسرائيليين ومن فوقها ارتكب الجنود اعتداءات بحق المصلين مثلما حدث عام 1996م خلال ما عرف بانتفاضة النفق.
وكان في داخلها مسجدا يوثقه هذا النقش "البيت الحرام أول مسجد وضع على وجه الأرض واختار لعبادته مواطن لإقامة السنن والفرض وجعل هذا المسجد جار المسجد الأقصى ونعم الجار الطاهر، وأجرى لبانيه جزيل الثناء والثواب الوافر، لقوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. اختار لعمارة بيوته من رضي فعله وقوله وأطال بالسعد والبذل طوله".ودرس في هذه المدرسة أعلام عصرهم مثل الشيخ احمد الشهابي بن الشيخ محمد تنكز، والشيخ المحدث أبو محمود احمد بن محمد بن هلال صاحب كتاب (مثير الغرام بفضائل القدس والشام).
وفي عهد العثمانيين أصبحت المدرسة التنكزية، مدرسة شرعية ثم سكنها الحاج أمين الحسيني، زعيم الحركة الوطنية الفلسطينية في النصف الأول من القرن العشرين، والان تحولت إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية. واحد الحمامين التابعين للسوق، وهو حمام العين استولت عليه إسرائيل في بداية العام الجاري، وتجري الان أعمال بناء وترميم لتحويله إلى كنيس يهودي.
وداخل الخان تنشط فتيات فلسطينيات، ولدن في ظل الاحتلال، من اجل تثقيف المجتمع المحلي في البلدة القديمة بأهمية الاميم الذي يوجد بجانبه منشاة مثيرة هي عبارة عن واحدة من الاسبلة التي بناها السلطان سليمان القانوني في القدس، لخدمة الحجاج والمسافرين والأدباء والعلماء والرحالة والمرابطين بجوار الحرم القدسي الشريف.
ويفتح باب الخان الشمالي على سوق القطانين، وفي إصدار يحذر من المخاطر التي تواجه الاميم كتب مركز دراسات القدس، والذي يتبع جامعة القدس "الاميم اسم يبدو للبعض تعبير لجمهرة متعددة من الأحرف الباردة التي لا تعني الكثير، ولكنه شهد عهدا مثل مصدرا للدفء لردهة ليست قليلة من السنين، وعامل جذب ولقاء لاحبة سكنوا الأسوار القديمة للقدس الشريف، مجاورين الحرم القدسي الشريف وبتلاصقه مع أحد أسواره التي باتت مهددة بالاستيلاء والمحاصرة والتهجير".
واضاف المركز "يقع هذا المكون الفريد في عمق الحي الإسلامي الذي تعمد السلطات الإسرائيلية على تفريغه من مكوناته الحضارية الإنسانية العربية الإسلامية واستبدال معالمه الحضارية بمعطيات ادعائية لهيكل تراءى لهم في العهد القديم".ورأى المركز بان "الاميم هذا المبنى التاريخي الذي تمتد جذوره للعهد المملوكي يتعرض كما هو حال الكثير من المباني لمصادرة وجوديته القريبة من حائط البراق والحرم القدسي الشريف والحاقه بالزحف الاستيطاني المستمر في الحي لالتهام المزيد من المباني والعقارات".
ويقيم المركز فعاليات عديدة في المكان للحفاظ عليه مثل الندوات التربوية للنساء، وعروض مستمرة لبرامج ثقافية تاريخية عن فلسطين والقدس عبر العصور، إضافة لبرامج تعليمية بالموسيقى وكذلك ورشات للرسم، والخط العربي، والسيراميك، ونشاطات ثقافية أخرى.
وحث المركز الجمهور الفلسطيني للمشاركة في مثل هذه الفعاليات للمحافظة على اميم حمام العين وجاء في نداء عاجل وجهه المركز للمواطنين "نستصرخ فيكم الضمائر الحية والمسؤولية لمناصرتنا في الحفاظ على المكان وإحداث حالة من التواصل بين وجودية الإنسان الفلسطيني ودمج معالمه بالمكان، حضوركم للزيارة والاطلاع على المكان هو بمثابة نصرة لحقنا التاريخي فيه".
وخارج الخان، ينشط تجار سوق القطانين لتزيين محلاتهم المتجاورة التي يظللها رواق مسقوف فيه فتحات لدخول اشعة الشمس، استعدادا لشهر رمضان، حيث يمر الاف المصلين من أمام محلاتهم للدخول إلى الحرم القدسي الشريف عبر باب القطانين، وكذلك يستخدمون الباب للخروج بعد انتهاء الصلاة.ويأمل التجار، أن يشهد هذا العام إجراءات إسرائيلية أخف للسماح لاكبر عدد من المصلين بالدخول إلى المسجد الأقصى، مما يعني أيضا مزيدا من التواصل مع أهلهم في الضفة الغربية، وانتعاشا للحركة التجارية في القدس الشرقية.
****الصور بعدسة ايلاف.