تجمع خاص لذوي البشرة السمراء في البصرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد قاسم من بغداد: بعد معاناة استمرت لعشرات السنوات على الصعيد الاجتماعي تمكن مؤخرا ذوو البشرة السمراء من البصروايين من تاسيس حركة تعنى بحقوقهم اسموها حركة العراقيين الحرة. وهي اول تجمع يعنى بحقوق هذه الشريحة العراقية التي باتت موزعة في كثير من المحافظات العراقية بما فيها العاصمة بغداد وفي مدينة الصدر تحديدا. لكن وجودهم المعروف في مدينة البصرة جنوبا حيث يتركزون في مناطق الزبير وابي الخصيب والفاو ومناطق اخرىز وعرف عدد من هؤلاء بتاسيسهم فرقا موسيقية تؤدي اغاني ومعزوفات ايقاعية تطرب السامعين ومن هذه الفرق فرقة ام علي الغنائية التي تضم النساء فقط. وتحول العوائق الاجتماعية في العراق كما في بقية البلدان العربية دون وصول اي من ذوي البشرة السمراء لمناصب عليا حيث ينظر لهم كعبيد ومنبوذبين ومواطنين من درجات دنيا.
واضاف عبد الرزاق : ان"السود في جنوب العراق يتعرضون الى الاضطهاد، بسبب لونهم الاسود ونطالب بإنصافهم، باعتبارهم شريحة واسعة ومهمة من الشعب العراقي، ولهم اسهامات كبيرة في مجمل حركة المجتمع." و أن "ذوي البشرة السوداء، لم يتسنموا مناصب مهمة في الدولة العراقية منذ تأسيسها، بسبب التمييز، وعدم الإنصاف."
ويبدو ان الاحزاب السياسية العراقية انتبهت مؤخرا لهذه الشريحة من العراقيين فنشطت بعضها لكسب طموحات اعلامية وسياسية اذ لم ينتبه اليهم احد كما هو معلوم. لكن رئيس الحركة اشار الى ان
الحركة تحظى بدعم جبهة الحوار الوطني، وبمباركة جماعة مدرسة الامام الخالصي.
ويكثر وجود ذوي البشرة السمراء في البصرة في مناطق الزبير وابي الخصيب والفاو.
وقال رئيس المنظمة عوض العبدان خلال لقاء اجرته معه وكالة (العين) الإعلامية " إن المنظمة ستتولى العناية بأمور السود البالغ تعدادهم في عموم العراق مليون ونصف المليون نسمة على حد زعم العبدان".
منتقدا لجنة كتابة الدستور لعدم اعتبار السود احد مكونات الشعب العراقي اسوة ببقية المكونات.
داعيا الحكومة الى سن قانون يعتبر السخرية من السود نوعا من انواع القذف.
وواصل العبدان قوله:
"اننا ضحية الافكار الرجعية المتخلفة والاساطير القديمة التي استغلت بشرتنا السوداء التي بسببها اصبحنا بالنسبة للمتخلفين ينظر الينا كالعبيد".
واعرب العبدان عن امله في ان ينتمي البيض ومن وصفهم بانصار الحرية للمنظمة.
هذا وفي ختام اللقاء سلم العبدان لوكالة العين بيانا يوضح اهداف المنظمة وفيما يلي نص ما ورد في البيان :
نطالب الحكومة بتحقيق مانعتقد أنه يشغل بال الأكثرية العظمى من السود عامة وأهل الوعي والمعرفة على وجه الخصوص
وبغية تحديد هذه لمطاليب فقد أرتأينا أن تكون على النحو التالي:
أولا : اعتبار السود أقلية من الأقليات المشار اليها في الدستور والتعامل معهم على ذات الأسس التي تعاملت عليها الحكومة مع الأقليات والأطياف الأخرى
ثانيا : أقرر الحقوق الدستورية والقانونية في أن يكون السود ممثلون في البرلمان ومجالس المحافظات التي يتواجدون فيها
ثالثا: تخصيص عدد من الحقائب الوزارية وتكليف بعض الشخصيات من السود بالوظائف والأعمال المهمة في الدولة
رابعا : المساعدة على تأسيس النوادي الثقافية والأجتماعية الخاصة بالسود وأنصار الحرية الذين يعملون على أعادة صياغة النظرة الأجتماعية وفق مبادىء المساواة بين أبناء الجنس البشري والعدالة الأجتماعية
خامسا : أعتبار الصاق صفة العبيد بالسود جريمة قذف ويحاسب عليها القانون وفق أحكام المادتين ( 433 ,434 ) من قانون العقوبات النافذ
سادسا : عدم السماح بنشر أو أذاعة أو عرض كل مافيه حط من كرامة الأسود أو النيل من قيمته في المجتمع وذلك مثل المقالات او القصائد او البرامج التمثيلية التي عادة ماتصور السود عبيدا أو خدما أو راقصين في مسعى يهدف الى تكريس الموقف القديم من أبناء هذه الشريحة وأعتبارهم فئة دنيا لاتصلح لغير هذه الأعمال.
وبرز عدد من المثقفين والرياضيين من ذوي البشرة السمراء في العراق ومن البصرة تحديدا منهم في المسرح والشعر والرياضة ويرى هؤلاء ان مشكلة ذوي البشرة السمراء في عدد من دول العالم سياسية ومشكلتهم في العراق اجتماعية.
ويعود وجود ذوي البشرة السمراء في العراق الى زمن تمصير البصرة عام 14 هجرية.
ومن اهم المحطات التاريخية لذوي البشرة السمراء في البصرة هي ثورة الزنج التي حدثت في القرن الرابع الهجري، وحاربت الدولة العباسية بقيادة علي بن محمد لأكثر من 15 عاما، وأسست دولتها في منطقة المختارة جنوب ابي الخصيب، التي لم تزل بعض اثارها حاضرة.
وكان ذوو البشرة السمراء من المكونات المهمة التي رافق وجودها مدينة البصرة وضواحيها، وفي زمن الإقطاع استخدموا للعمل والخدمة في بيوتات الاغنياء والإقطاعيين، ولكن بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وسقوط الاقطاع دخل هؤلاء كل مرافق الدولة كمواطنين يتمتعون بكافة الحقوق من دون أي قوانين محددة تقف بوجه طموحهم، كما لم يعانوا من أي تمييز رسمي، سوى بعض التقاطعات الاجتماعية مع بعض الاعراف والتقاليد.