إيلاف+

مغاربة يهجرون مهنهم لبيع أطايب رمضان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رواج تجاري تزينه طقوس خاصة
مغاربة يهجرون مهنهم لبيع أطايب رمضان

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: في شهر رمضان المبارك تنتعش مجموعة من المهن والحرف التي بإمكانها الاستجابة لحدة الطلب على المواد الغذائية، ما يجعل هذه الفترة في المغرب تشهد رواجا تجاريا استثنائيا تزينه طقوس خاصة، سواء في مجال التدين أو تحضير الوجبات، أو غيرها من العادات المألوفة. وتدفع هذه الحركة غير العادية، خلال هذا الشهر من السنة، العديد من الأسر إلى صنع الحلويات و" الزلابية " و" الشباكية " ( خليط من الدقيق والعسل والسمسم وماء الورد ) و" كعب الغزال " كالقطايف ، والخروج إلى بيعها في جنبات الطريق أو فوق عربات خشبية متحركة، في محاولة لتوفير دخل إضافي يكفي إلى حد ما لسد بعض الحاجيات الملحة في المنزل.وتوفر مثل هذه المهن فرص عمل عديدة وثمينة للمئات من العاطلين، على اختلاف الجنس والأعمار، ما دامت أنها توفر لصاحبها دخلا معقولا، رغم أنها موقتة أو موسمية، وهذا ما دفع بالبعض الآخر، إلى ترك مهنته الدائمة والعمل في مهن رمضانية كهذه، موفرا لنفسه دخلا أفضل مما كان يجنيه من مهنته لأسابيع طويلة.

وهذا ما أقدم عليه محمد. ط (35 سنة)، حلاق في حي شعبي، إذ أغلق محله ووضع أمامه عربة خشبية تحوي كل أنواع العجائن من "الشباكية" إلى القطايف.يقول محمد، لـ "إيلاف"، إن "حرفتنا يصيبها الركود في شهر رمضان، فيما يكثر الإقبال بشكل كبير على الحلويات وغيرها من المواد الغذائية، وهذا بالطبع موسمي ما يضطرنا إلى امتهان هذه الأنشطة لأنها تدر أرباحا استثنائية".

وأضاف الحلاق أن "الطلب على منتجات ذات صلة بالشباكية والتمر والتين المجفف واللوز والرغيف والبغرير، يتزايد بشكل كبير، إذ نبيع كل ما نتوفر عليه من مواد استهلاكية، ولا أحد منا يترك هذه الفرصة دون اغتنامها".ولا تختلف أمينة. س، ربة بيت، مع محمد في ترك الفرصة تمر دون اغتنامها، إذ تلجأ إلى إعداد الحلويات و"البغرير" و"الملاوي"، قبل أن تأخذ لنفسها مكانا وسط عشرات النساء اللواتي يعرضن ما صنعت أيديهن على الزبائن بعد ساعات من موعد الإفطار.

وأوضحت أمينة، التي تضع منتوجها فوق صندوق خشبي في حي درب غلف الشعبي في الدار البيضاء، أنها "تضطر في بعض المناسبات إلى إعداد بعض الحلويات أو الخبز لمساعدة زوجها الذي لا يكفي راتبه في سد جميع حاجيات عائلتنا التي تتكون أيضا من ستة أولاد وبنت"، مشيرة إلى أن "عائدات هذا الشهر تكون جيدة وتمكن حتى من توفير ملابس الأطفال في عيد الفطر".

من جهة أخرى، ينكب عدد من محلات صنع "الشباكية" التي لا تخلو الموائد المغربية منها، إذ يعمد عدد من العاطلين على فتح محلات صغيرة لبيع هذه الحلوى المشهورة، فيما يقبل عدد من الباعة المتجولين على عرض الفواكه، أما آخرون فيستأثرون ببيع النعناع والبقدونس والبيض عند أبواب مساجد الأحياء الشعبية.
ويشكو الباعة المتجولون في هذه المناسبات من دخول الكثير من المتطفلين على هذه المهن إلى السوق، إذ "يعرضون بضائع قد تكون مدة صلاحيتها منتهية ولا تستوفي الشروط الصحية، كما أنهم يروجونها بأثمان منخفضة جدا لاستمالة المستهلكين.

وهذا ما أكده العربي. م (44 سنة)، بائع متجول في الحي ذاته، إذ قال إن "بعض الشباب يجلبون سلعا مهربة من الشمال ويبيعونها بأثمان منخفضة جدا، في غياب أي مراقبة مع العلم أن هذه المواد تكون فاسدة ولم تخضع لأي تفتيش".

وذكر العربي، لـ "إيلاف"، أن "الناس يقبلون على هذه السلع بسبب ضيق اليد رغم أنهم يعلمون ما قد تسببه لهم من أضرار صحية"، مبرزا أن "موجة ارتفاع الأسعار التي شهدها عدد من البضائع المحلية أدت إلى تزايد بشكل لافت على المواد المهربة".

ويرى أنه من الضروري "تنظيم هذه المهن لحماية المستهلك من منعدمي الضمير الذين لا يهمهم إلا البيع بأي ثمن، بغض النظر عما قد تسببه المواد المعروضة من مضاعفات على صحة المواطن".غير أن هذا النوع من السلع ليس وحده ما يباع في شهر رمضان، بل يعمد بعض الشباب إلى عرض الأقراص المدمجة (سي دي) في الشوارع وسط المدينة، حيث تعرف رواجا كبيرا.

ومن أكثر الأقراص التي تباع خلال هذا الشهر، تلك التي تضم قراءة وتجويد القرآن، وندوات حول قضايا إسلامية عامة، وابتهالات وأمداح دينية، أغلبها جرت قرصنته، من قنوات فضائية، إلى جانب الأفلام العربية والأجنبية والمسرحيات.

ويستغل"غياطة" و"طبالة" بدورهم فرصة هذا الشهر، ليمتهنوا في ما يطلق عليه "النفار" أو "مسحراتي"، لإيقاظ الناس النيام وقت السحور، مقابل حصولهم على إكراميات، وعطايا الزكاة صبيحة عيد الفطر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف