نظرة المجتمع السلبية لمريض الايدز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نظرة المجتمع السلبية لمريض الايدز تعرقل تعايشه وتولد روح الانتقام
عبدالحميد الشرعبي من صنعاء: تتعايش أم كلثوم وسيدة مع مرض الإيدز منذ سنوات.. ويوجهن أصابع الاتهام في إصابتهن بهذا الفيروس إلى أزواجهن.. وينصحن الفتيات المقدمات على الزواج بضرورة الطلب ممن يتقدم لهن بإجراء فحص للإيدز مهما كان مستوى الثقة بينهما.
الأزواج في قفص الاتهام
تقول ام كلثوم انها تزوجت وهي ما زالت في المرحلة الثانوية لتكتشف بعد ذلك ان زوجها مصاب بمرض الإيدز، ثم توفي بعد عام ونصف من زواجيهما، تاركا لها الفيروس يجري في دمها.
اما سيدة صاحبة المؤهل فوق الجامعي - بحسب قولها - فتروي انها لم تكتشف انها مصابة بمرض الإيدز الا بعد ظهور أعراض المرض على زوجها، ووفاته لاحقا تاركا سبعة أطفال.
وإذا كانت ام كلثوم استطاعت ان تواصل الحياة بزواجها من شخص آخر متعايش مع الإيدز وأنجبت منه طفلة تتمنى ان تكون هذه الطفلة خالية من هذا الفيروس.. واصلت سيدة تفرغها لأطفالها السبعة ورعايتهم والحياة من اجلهم.
تقول سيدة :" المجتمع لا يعلم بإصابتنا هذه.. ولكن نشتغل شغلنا العام في مقاطعات ومحافظات بعيدة.. وليس في نفس المحافظات التي نسكن فيها.. لان الوصمة تلاحقنا.. ممكن ان تجلب لنا مشاكل ولأطفالنا وأسرنا.. والوصمة هذه موجودة في أمريكا وفي لندن.. وليست عندنا فقط كدول عربية ".
وصمة المجتمع
وخوفا من وصمة العار التي تلحق بالمصاب بالإيدز من قبل المجتمع حتى لو كانت إصابته دون ذنب جناه.. يفضل المتعايشون مع الفيروس التخفي عن المجتمع وإخفاء إصابتهن قدر المستطاع، تقول ام كلثوم :" ليس كل المجتمع يعرف انني مصابة بفيروس الإيدز، ما عدا أسرتي فقط، هناك بعض الأشخاص الذين يعرفون يتعاطفون معي لكن بعض الأشخاص عندما يعرفون بحالتنا ينفرون منا.. وقد تعرضنا للطرد من منازل من قبل المؤجرين.
لذلك نخفي أنفسنا ونحتفظ بسرنا ونعمل احتياطياتنا لذلك.. وأي شخص له الحق ان نحميه من الإصابة لكن دون ان نعرفه اننا مصابين لانهم يحرمونا
من العيش تماما.. حتى من العمل".
وتضيف.. إنها غير موظفة حتى زوجها الذي كان يعمل ممرضا في احد المستشفيات اضطر إلى ترك العمل بعد ان كشف أمره انه مصاب بفيروس الإيدز.. ولكنهما يعيشان جنبا إلى جنب بدون عمل ورزقهما ياتيهما من حيث أراد الرحمن.
فيما تعاني سيدة من نفور الأسرة القريبة منها جدا- بحسب قولها- وتروي:" ابتعدت الأسرة القريبة مني جدا عندما عرفت بمرضي وأصبحت وحيدة ولحسن حظي ان لدي عمل أعول منه أسرتي.. وبعون الله تعالى الحال مستور.. لكن الأشخاص الذين خافوا من مرض الإيدز الذي احمله إلى الآن مبتعدين عني ".
وتتوقع سيدة مطالبة 30% من زملائها في العمل بفصلها من إذا اكتشفوا انها مصابة بمرض الإيدز، فيما 70 % من زملائها سيرغبون في استمرارها بعملها.. وتعلل ذلك بالقول:" الناس باعتقادي بدأت تتفهم طبيعة الفيروس وطرق انتقاله".
وتروي ام كلثوم قصة تعامل الأطباء والممرضين معها في المستشفى الذي ذهبت للولادة فيه، بعد ان بادرت في إخبار الطبيب انها متعايشة مع فيروس الإيدز ليضع احتياطياته.. لكنها تفاجأت برفض الطبيب والأطباء الآخرين وطاقم التمريض مساعدتها في الولادة وإدخالها إلى غرفة لوحدها دون بقاء احد إلى جانبها.. وتقول:" لقد أنجبت بصورة لا ينجب بها شخص له حقوق وواجبات في الحياة او في الدين او في القانون".
الرغبة في الانتقام
وفي حين تقر ام كلثوم انها أحيانا يراودها الشعور بالانتقام عندما تجد موقفا جارحا لها من المجتمع أو احد الأشخاص بسبب إصابتها بفيروس الإيدز.. لكنها تتراجع عن ذلك الشعور وتلك الرغبة بسبب خوفها من الله تعالى.. وتقول" لم أحاول يوما من الأيام ان انتقم من إي شخص لان ذلك حرام وضميري لا يسمح.. أحيانا الإنسان يسأل نفسه لماذا أنا ربي اختارني وأصابني الفيروس.. كل الناس تعيش حياة حلوة، وأنجبوا.. وطلعوا وصاروا موظفين وساكنين في بيوت مشيدة.. وعندهم ممتلكات وعربات وغيرها من وسائل الحياة الكريمة.. ونحن ابسط المقومات لا نستطيع أن نحصل عليها.. ارجع إلى نفسي وأقول هذا قضاء الله وقدره.. ربنا إذا أراد لنا شيئا سنحصل عليه ".
وتضيف :" هناك أشخاص يحاولون الانتقام من كل إنسان يشعرهم بالرفض أو الدونية.. ويقولون في أنفسهم " سنجعلك عضوا فعال معنا..- يعني مع المتعايشين مع الفيروس- لأنك رفضتنا تماما".
بينما تنفي سيدة تماما ذلك الشعور لأنها كما تقول لا يعلم أحد بوضعها سوى الاقربين الذين اعتزلوها.. وتقول " نحن كمصابين قدمت لنا المعلومة العلمية ونقدمها لكل من يريد.. ونقدم الآن المشورة الاجتماعية للمتعايشين مثلنا في المشاكل الاجتماعية إلى جانب الدعم والصمود النفسي".
الحذر قبل الزواج
وأجمعت ام كلثوم وسيدة على ضرورة ان يقوم الشباب والفتيات المقبلون على الزواج بإجراء فحص لفيروس الإيدز وبرغبة مشتركة منهما دون تحرج، حتى وان كانوا يحبون بعضهما بشدة.. ليكون الارتباط قائم على دراية كاملة.
تقول ام كلثوم "ربما اذا كان احدهما حاملا للفيروس وهما يحبان بعضا قد يوافق الآخر السليم على الارتباط به عن قناعة، ويعيشان حياة حلوة دون ان ينجبا أطفالا".
وتدعو سيدة كل الشباب ان يبتعدوا عن الحرام والالتزام بالسلوك القويم والتعاليم الدينية.. وان يبذل كل شخص وقته في الأشياء المفيدة.. كما دعت أولياء الأمور إلى تيسير الزواج وتخفيف المهور.
وقالت ادعوا الشباب ان يبتعدوا عن التجارب الجنسية قبل الزواج نهائيا.. ( فالطفل الرضيع لا يخطئ ابداً ثدي أمه).. وبالتالي العريس لن يخطئ في ممارسة علاقاته الحميمية مع عروسه.. وعليه ان يحفظ نفسه، لأننا الآن في عصر الوباء والموت الجماعي فيجب على الشباب ان يحفظوا أنفسهم ويقيموا حدود الله، لان فيروس الإيدز وباء عالمي ربنا لن يرفعه حتى تقول الناس يارب تبنا وتضرعنا.
وتضيف " انصح بعمل الفحوصات للفيروس قبل الزواج.. فاي شاب قد يجرب الحياة الجنسية قبل زواجه يجب أن يجري هذا الفحص "
دور المنظمات
وحول تقييمهن لدور المنظمات العاملات في مجال الإيدز، والخدمات التي تقدمها وهل تصل إلى مستوى ما يطلبه المرضى ام انها تستخدم مصابي الإيدز للتكسب من خلالهم وإعطائهم الفتات؟.. تقول ام كلثوم:" المنظمات تقدم لنا شيء من المساعدة الملموسة.. الحكومات لا تقدم لنا أية مساعدات..
حتى وان كانت المنظمات تتكسب من ورائنا المهم انها تقدم لنا شيئا.. تعمل لنا توعية، وتعمل لنا تثقيف.. وتعطينا الأمل اننا نعيش الحياة.. ويحترمونا ويقدرونا ويعطونا الحق بالحياة".
وترى سيدة ان المنظمات قدمت الكثير لمرضى الإيدز والمتعايشين مع الفيروس واخترقت كل القوانين التي كانت تعاقب المتعايشين وتهيل عليهم عظائم الأمور.. كما قدمت المعلومة العلمية والتدريب للمتعايشين وللأطباء وللكوادر الصحية وهذا كافي جدا.
وتقول:" من غير هذه المنظمات المتعايش مع الفيروس يمكن ان يلجأ إلى الانتحار بسبب نقص المعلومة عنده.. او الانتقام من خلال نشر العدوى في المجتمع، المنظمات هذه تفتح أفاق لدى المتعايشين في كيفية تحمي نفسك وكيف تغير أفكار المجتمع ونظرته لك او ما يسمى ( بالوصمة) والمنظمات تعمل عمل رائع في كيفية استقطاب الدعم والوصول إلى المسئول، ومساعدتنا اجتماعيا ونفسيا وعلميا.. ووفرت لنا وسائل وقاية صحية مثل الناموسيات، إلى جانب تقديمها للأدوية.. فيما بعض الدول حتى الآن لم تقدم دعمها الخاص بتوفير الدواء لمرضى الإيدز، وانما المنظمات الأجنبية هي التي تكفلت بذلك، لان الدواء مهم جدا بالنسبة للمتعايش مع الفيروس من اجل ان يواصل حياته ".
المنطقة العربية.. ناقوس الخطر
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى ان المنطقة العربية تحدث فيها إصابة جديدة بفيروس الإيدز كل عشر دقائق ويقدر عدد المتعايشين مع الفيروس في المنطقة بأكثر من نصف مليون نسمة فيما يبلغ العدد التقديري للمصابين الجدد عام 2006م وحده بحوالي 68 الف شخص وعدد الوفيات التي تسبب فيها مرض الإيدز وصلت إلى ستة أضعاف العدد الذي تم تسجيله بداية عقد التسعينيات.
كما بلغت نسبة النساء إلى الرجال المتعايشين بفيروس الإيدز في المنطقة العربية 48 % وهي ثاني أعلى نسبة في العالم - بحسب الإحصاءات - أكثر من 80 % منهن انتقلت لهن الإصابة عبر أزواجهن الذين يصابون بهذا الفيروس أما بسبب العلاقات الجنسية غير المشروعة او تعاطي المخدرات عبر الإبر.
وفي اليمن تبين احصاءيات البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز ان عدد الحالات المصابة بالفيروس المسجلة منذ 1978م عند تسجيل أول حالة حتى الثلث الأول من العام الجاري بلغت 2075 حالة.. فيما تقدر مديرة البرنامج الدكتورة فوزية غرامة، عدد الحالات غير المكتشفة بنحو عشرين إلى واحد وعشرين ألف حالة.. ومع ذلك تقول غرامة " اليمن تعد ضمن الدول ذات الانتشار المنخفض لهذا المرض القاتل".
علاج يمني
ورغم ان فيروس نقص المناعة البشري(الإيدز) حير علماء العالم حتى الآن ولم يستطيعوا إيجاد علاج له.. الآن ان العالم تفاجأ بصوت من اليمن يعلن عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية تمكنه من الوصول إلى علاج فعال لفيروس الإيدز من خلاصة الأعشاب الطبيعة يتميز عن غيره من الأدوية بانه يؤدي إلى اختفاء الفيروس نهائياً من الدم ولا يعود مطلقاً بعد الانقطاع عن استخدام الدواء دون ظهور آثار جانبية..
وأعلن الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان لاول مرة في مقابلة مع قناة "الجزيرة" اكتشافه علاجاً من الأعشاب الطبيعية لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أطلق عليه إسم ( إعجاز)، وجدد الإعلان العام الماضي في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز، عن تمكنه من علاج عشر حالات مصابة بفيروس الإيدز فيما 25 حالة مازالت تحت العلاج..
ودعا الشيخ الزنداني المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ومراكز البحث العلمي وشركات الأدوية إلى زيارة اليمن للإطلاع على العلاج ورؤية نتائج الفحوصات التي تمت في أحدث المختبرات العالمية لفاعلية هذا العلاج وأثاره الجانبية.