إيلاف+

ايلاف تتقصى اصابات لکوليرا في اقليم کوردستان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نزار جاف: مع تواتر التقارير المختلفة بخصوص إزدياد أعداد المشتبهين بإصابتهم بمرض الکوليرا في مدن إقليم کوردستان، و تزامن ذلك مع تصريحات للناطقة بإسم منظمة الصحة العالمية بخطورة الموقف و ضرورة العمل من أجل وضع حد له، سرت موجة إشاعات قوية في مدن الاقليم بشأن أن هناك"أياد"مغرضة من وراء تفشي الوباء سيما وأن الظروف و الاوضاع الصحية في بقية مدن العراق تعاني من مشاکل جمة في مختلف مجالات الخدمات العامة إضافة الى المشاکل المزمنة في مجال مياه الشرب و الصرف الصحي للمياه فيما يمکن إعتبار مدن الاقليم متميزة عن تلك المدن و هي تحظى برعاية خاصة منذ أواسط التسعينيات ولحد الآن ولذلك فإن سريان إشاعات عن وجود أياد خفية وراء إنتشار الوباء وجدت لها الکثير من الآذان الصاغية و الاذهان المقتنعة بها.

المواطنون: تقصير يضاف إليه عوامل أخرى
حالة التبرم تجد لها وقعا خاصا بين عامة الناس التي تجد أن هناك ثمة تقصير بالاساس في التصدي للوباء و معالجته بالشکل الذي کان ينبغي.
المواطنة"فاطمة محمد" وتعمل موظفة حکومية في مدينة السليمانية، قالت لنا:"کل عام في مثل هکذا وقت ينتشر هذا الوباء و لم يمر عام لم نسمع خلاله بمرض الکوليرا، وفي تصوري أن المسألة من أساسها تتعلق بتقصير الجهات الصحية و قبلها القصور في مجال الخدمات العامة التي تساهم هي الاخرى بشکل کبير في تفاقم الازمة". أما المواطن"سيروان جلال سعيد"ويعمل أيضا موظف حکومي فقد قال:"قد لا تکون المسألة بهذا الشکل الذي تتحدث عنه وسائل الاعلام، ولو صدقت وسائل الاعلام فإنني يجب أن أعيش في خوف وتوجس کبيرين، صحيح هناك وباء الکوليرا المتفشي في مدن الاقليم، لکنه محدود و عدد المصابين به أيضا محدود إضافة الى أنه هناك تصدي و متابعة حکومية له". لکن المواطنة"ژيان عبدالرحمن عزيز"وتعمل ربة بيت فقد قالت:"إنتشار الکوليرا خطر يهدد الفقراء فقط، إذ لا أتصور أن أبناء الاغنياء أو المسؤولين يتهددهم هذا الوباء فهم أساسا لا يشربون سوى المياه المعدنية کما إنهم لا يأکلون ما يعرضه الباعة المتجولون بل هم يتناولون أطعمتهم من أرقى المطاعم و أغلاها، هل تتصور أن غنيا واحدا قد کان بين الذين ماتوا بسبب الوباء؟ أنا أجيبك و أؤکد لك وبکل ثقة کلا و ألف کلا". أما المواطن"زريان عباس عبدالرحمن" وهو طالب مدرسة من مدينة أربيل، فقد قال:"حتى لو صدقنا أنه ليس هناك من جهات معادية تقف خلف تفشي الوباء فإن السؤال الذي أطرحه ويطرحه کل مواطن من کوردستان هو: لماذا إقتصر الوباء على مدن کوردستان فقط؟ لماذا لم ينتشر في مدن عراقية أخرى تعيش أسوأ الظروف الصحية و تعاني مشاکل کبيرة في مجال اخدمات؟". أما المواطنة"کلاويز محي الدين" وتعمل معلمة في مدينة أربيل، فقد قالت:"قد تکون هناك أياد ما خلف تفشي الوباء بهذا الشکل کما إنني أتفهم سبب إهتمام العديد من وسائل الاعلام في الدول المجاورة بإنتشار الوباء في مدن کوردستان تحديدا، لکن الذي يجب أن أشير إليه أيضا، هو أن حکومة الاقليم قد عملت فوق مافي طاقتها وتمکنت من تقديم أفضل مافي وسعها و أتصور أن الوباء قد تم السيطرة عليه".

وزارة الصحة في الاقليم ماذا تقول؟
ولإلقاء المزيد من الاضواء على مسألة تفشي الوباء في مدن إقليم کوردستان، إلتقت"إيلاف" الدکتور کاوهzwnj; خليل مدير مکتب وزير صحة إقليم کوردستان و وجهت إليه سؤالا بخصوص حقيقة و واقع الامر بالنسبة للوباء في الاقليم فأجاب:"کانت هنالك ما يقارب من 7000 حالة تقيأ و إسهال في مدن الاقليم، لکنه ولحد الآن تم تشخيص 1099 حالة إصابة بوباء الکوليرا" وشدد الدکتور خليل على أن الوزارة قد قدمت کل مافي وسعها من أجل السيطرة على المرض و إنها عازمة على بذل جهود أکبر من أجل القضاء النهائي و المبرم على الوباء و أکد أن"الحکومة العراقية و منظمة الصحة العالمية قد قدمتا يد المساعدة لنا بهذا الخصوص". وبخصوص تلك الشائعات التي تتحدث عن أن هناك ثمة أياد خفية خلف تفشي الوباء أکد مدير مکتب وزير الصحة من أنه"ليس هناك ما يثبت ذلك وإن هذا الاقاويل إلا مجر إشاعات ترافق هکذا حالات".

الجهات الامنية: ليس هناك ما يشير الى أياد خفية!
وبخصوص تعاظم تلك الإشاعات التي تؤکد على أن إقتصار المرض على مدن الاقليم الکوردي يوحي بأن هناك مؤامرة ما هدفها سياسي بحت، إلتقت"إيلاف"بمصدر أمني رفيع المستوى في الاقليم فضل عدم الاشارة الى إسمه أو منصبه، وسألته عن ذلك فأجاب:"ليس هناك في الافق من شئ أو بادرة ما تشير الى أن هناك أيادي خفية تقف خلف تفشي الوباء في مدن إقليم کوردستان تحديدا، صحيح أن الوضع الجغرافي ـ السياسي قد يدعو الکثيرين للأخذ بمثل هکذا إحتمال سيما و إن تزامن تفشي الوباء مع مجموعة أحداث سياسية ـ عسکرية متتالية يعطي إنطباعا مقنعا من أن هناك فعلا مؤامرة ما، لکنني أؤکد و بشکل قطعي لا يقبل الجدل من أنه ليس هناك أية أيادي خفية کما ليست هناك جهات معادية تقف خلف تفشي الوباء وإن الامر برمته هو أن الوباء قد إنتشر بشکل يدعو للشعور بالقلق و الخوف وفي هکذا ظروف کما تعملون تزدهر سوق الإشاعات و الدعايات المغرضة وهو أمر وارد في أي بلد آخر في العالم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف