إيلاف+

النافورة الراقصة تضيء ليل براغ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس توما من براغ: يرتبط اسم براغ في الوعي السياسي للكثيرين في العالم بربيعها السياسي الذي حدث في عام 1968 وأخمدته قوات خمس دول من حلف وارسو وأيضا بما سمي " بالثورة المخملية " التي أنهت النظام الشيوعي في عام 1989 أما في الوعي الاجتماعي والسياحي فان اسم براغ يرتبط بالصفات التي أعطيت لها محليا ولاسيما وصفها ببراغ الذهبية وبمدينة المئة برج مع أن أبراجها الآن ارتفعت إلى نحو 500.
وقد تحولت العاصمة التشيكية منذ عدة سنوات إلى مركز سياحي هام في أوروبا بسبب أثارها التي لم تدمر في الحروب والأسعار التي لا تزال مقبولة فيها على الرغم من الارتفاع الكبير الذي حصل فيها مقارنه بالسنوات القليلة الماضية إضافة إلى وجود بعض الأشياء التي تجذب السياح لمشاهدتها باعتبارها غير موجودة في الكثير أو في معظم دولهم ومنها قلعه براغ التي تعتبر من الأكبر في العالم و مسرح اللاترنا ماجيكا الذي يجمع بين السينما والمسرح بطريقة ساحرة وجسر كارل المعروف عالميا بجسر شارل الذي يربط بين ضفتي نهر " الفلتافا " الذي يخترقها وأيضا نافورة براغ الضخمة بسبب جمعها بين الماء والموسيقى والألوان في عمل فني يقول القائمون عليها بأنه فريد من نوعه بهذا الشكل والحجم في القارة الأوربية.

ولا تعتبر هذه النافورة حديثة العهد إذ يعود تاريخها كما تشير مراجعها إلى عام 1891 حين بناها المصمم التشيكي فرانتيشيك كرشيجيك ولذلك تسمى الآن باسمه وقد اعتبرت في وقتها إعجاز تقني أما الشكل الحالي النهائي لها فقد أخذته في أيار مايو من عام 1991 بعد أن حولت لفترة طويلة ومنذ الحرب العالمية لثانية إلى حوض مائي للإطفاء ثم تعرضت للإهمال وأصابتها العديد من الإشكالات.

وتتواجد نافورة براغ الآن في مقدمة قائمة عروض مختلف المكاتب السياحية التي تستقبل السياح الأجانب في براغ ولذلك يمكن في موقع النافورة يوميا ولاسيما مساء ليس فقط مشاهدة الآلاف من الزوار من دول العالم المختلفة وإنما سماع عبارات الإعجاب والإشادة تنطلق منهم بكافة اللغات مع كل توقف لدفقات المياه التي تشب سريعا في بداية العرض باتجاه السماء ككوبة من الفرسان مرصوفة إلى جانب بعضها البعض ثم تعود إلى التراجع في حركة منضبطة وفق ايقاعات الموسيقى المصاحبة لها.

ولا يتم الاكتفاء بذلك كله بل يترافق هذا الأداء بحركة عشرات الألوان التي تنطلق من 1248 مصباح إنارة قوي من نوع "برجيك تور " موجودة تحت الماء فيما يؤمن توزيع الأصوات 60 جهاز مكبر للصوت.

مساحة الفناء المائي أو المسبح الذي تحدث فيه هذه الاستعراضات الليلية يوميا تبلغ 25X 45 مترا يتواجد فيه 1650 مترا مكعبا من الماء أما أنابيب المياه التي تتحرك عبرها مياه النافورة فيصل طولها لوضعت إلى جانب بعضها البعض إلى 2 كلم
وتؤمن أداء النافورة العديد من الدوائر أو الحلقات المائية يتم التحكم بها من خلال 50 جهاز شفط للمياه أما نهايات هذه الحلقات المائية فتحتوي على نحو 3000 رزاز وبالطبع فان مجمل العملية بشرائحها الثلاث أي المائية والإضاءة والموسيقى يتم التحكم بها عبر جهاز الكومبيوتر.
ويقول القائمون على النافورة إن العروض لا تقتصر فقط على بث موسيقى تشيكية لموسيقيين كبار كسميتانا ودفورجاك وإنما أيضا تتضمن مختارات من اشهر وأفضل الأعمال الموسيقية في العالم منها القديم كسيمفونيات موزارت وبيتهوفن وباخ ومنها الجديد كموسيقى مايكل جاكسون وحتى موسيقى أفــــلام جديدة كالموسيقى التي أعدت لفيلــــم سيد الخواتم أو موسيقى فيلـــــــم " تيتانيك "وغيرها...

كما يتم أيضا عدا الجمع بين السيمفونيات والمياه تقديم عروض مسرحية وباليه من قبل فرق مختلفة كمسرحيات روميو وجولييت وكارمن وروسالكا لكن اشهر هذه العروض هو باليه بحيرة البجع التي يحضر عروضها الآن المئات يوميا.

زائر نافورة كرشيجيكوفا بغض النظر عن جنسيته ولغته يخرج بانطباع جميل من العرض الذي يستغرق أكثر من ساعة لان لغة الموسيقى والألوان تفهمها كل شعوب العالم أما الماء فيضيف عليهما في أيام الصيف المزيد من الجمال والتألق والسحر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف