إيلاف+

رمضان في بريطانيا من الإستغراب إلى القبول والإعجاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سعيدة الطيب من لندن: كما يختلف مذاق الشرق عن الغرب يختلف مذاق رمضان في بريطانيا عنه في اليمن لكنه مذاق متميِّز على أية حال، فالأيام في رمضان لا يفارقها هدوءها المعتاد وليس ثمة مظاهر تغيير في الشوارع والأسواق اللهم إلا في محلات بيع الطعام الحلال التي تعرض الأطعمة التي تلقى إقبالاً في رمضان من أبناء الجاليات الإسلامية المختلفة.

وحديثا بدأت بعض المحلات الشهيرة في عرض أنواع من التمور -على وجه الخصوص- مما يعد إشارة إلى وضع إحتياجات الجاليات المسلمة على قائمة الاهتمام.
وعلى الرغم من اختلاف الشهر الكريم في الغرب والشرق إلا أته يظل لهذا الشهر طابعه الخاص في أي مكان، فالمسلمون في رمضان تتنازعهم طبيعة الأعمال والرغبة في إحيائه.

فما أن ينتصف شهر شعبان حتى تعج المساجد في بريطانيا بالنشاطات الإسلامية من مختلف أشكالها فمن جمع للتبرعات الى طباعة أوقات الصلاه التي تحتوي على إمساكية الشهر.
ولكن ما أن يأتي اليوم الأخير من شعبان حتى لا تكاد تصدق شركات الهاتف كم المكالمات الصادرة من وإلى بريطانيا مباركة من المسلمين لبعضهم البعض بهذا الشهر الكريم.

وفي مثل هذا اليوم تكتظ المساجد بالمصلين من كل جنس ولون وتكون قد إمتلأت بكل أصناف الحلويات فرحا بقدوم الشهر الكريم وترحيبا بعامري مساجد الرحمن،وقبل صلاة الفجر تنظم العديد من المساجد جلسات سحور وما تيسر من طعام لمرتادي بيت الله وخاصة من الطلاب أو المحتاجين.

المساجد والجمعيات الإسلامية :
تقوم الجمعيات الإسلامية بجهد كبير حيث تتولى الإفطار الجماعي في المساجد ثم يتبع ذلك محاضرة ثم صلاة التراويح وفي هذه الأماكن يشعر المسلمون بالجو الرمضاني حيث يفتقدونه في الشارع والأماكن العامة.
كما أن للإفطار الجماعي الذي تقيمه الجمعيات الإسلامية واتحاد الطلبة المسلمين في الجامعات ويكون المجال مفتوحا فيه حتى لغير المسلمين أثر كبير في دعوة غير المسلمين حيث يبدأ الأمر بالاستغراب وينتهي بالإعجاب وفي حالات بإسلام بعضهم،أما بالنسبة للتهجد والاعتكاف فيكاد يكون معدوماً.

أبواب الخير تُفتَح :
ولأن رمضان شهر البر والرحمة فإن الهيئات الإغاثية المختلفة في بريطانيا تنشط نشاطًا ملحوظًا، وتنتهز فرصة إقبال القلوب في رمضان على الخير، وتتولى جمع الصدقات والتبرعات لدعم القضايا الإسلامية الساخنة، بدءاً بقضية فلسطين ومرورا بدارفور والعراق حتى الشيشان.
وفي صلاة التراويح، وفي قنوت الوتر يتصاعد التضامن والإغاثة بالدعاء، جنبًا إلى جنب مع الدعم المادي هذا إضافة إلى عدد من المناشط الدعوية من الدروس والمحاضرات.

الحليب والتمر عامل مشترك :
وتختلف موائد الإفطار الرمضانية بين المسلمين كل على حسب بلاده الأصلية فالمسلمون من أصل عربي تختلف موائد إفطارهم عن المسلمين من اصل اسيوي وهكذا إلا أن الحليب والتمر يظل الصنف المشترك بين الجميع ( وبيت لا تمر فيه جياع أهله).

صيام الأطفال المسلمين في مدارس بريطانيا:
تستقبل الأسر المسلمة في بريطانيا رمضان بفرحة خاصة، ويتهيّأ الصغار للتعود على الصيام كما تعدُّهم لمواجهة تساؤلات زملائهم ومعلماتهم عن سبب صيامهم.
ويبدأ الأطفال المسلمون الصائمون رحلتهم اليومية إلى المدرسة غير مزوَّدين بـ Lunch Box وسط إهتمام كبير من المعلمات وإدارة المدرسة للتأكد من أن الأطفال غير مكرهين على الصيام، والتنبيه عليهم بالمبادرة بإخطار المعلمات لدى إحساسهم بأية رغبة في تناول الطعام.
وكثير من المدارس تسمح للطلاب المسلمين بآداء صلاة الظهر التي يكون وقتها أثناء الدوام وتمنع الأطفال الصائمين من مزاولة الرياضة حرصًا على عدم إرهاقهم.
في الجانب الآخر تدور حوارات لا تنتهي بين الأطفال عن الصيام وأسبابه، ويختلط الواقع بالخيال في عالم الأطفال، أما عن المدارس الإسلامية الخاصة فهي تحتفي بالأطفال الصائمين، وتشجعهم على ذلك دون ضغط أو إلحاح.

والجامعات أيضاً :
ويتسع الاهتمام باستقبال رمضان والاحتفال به ليشمل الطلاب المسلمين في الجامعات والمعاهد العليا، فتجد في لوحات الإعلانات بالكليات المختلفة، بطاقات التهنئة بحلول الشهر الكريم.
كذلك تتغير مواعيد بعض الدروس والاختبارات بما يتوافق ومواعيد الإفطار، وتحفل المساجد وغرف الصلاة بالأنشطة المختلفة من محاورات ولقاءات، وأصبح سمة مميزة في كثير من الجامعات في لندن الإفطار اليومي المجاني الذي يوفِّره اتحاد الطلاب بدعم من بعض المؤسسات الإغاثية.
كذلك تتميز الإصدارات المختلفة من نشرات ومجلات، باحتفاء خاص بالشهر الكريم ويمتدّ النشاط ليشمل بيوت ضيافة الطلاب والطالبات العام منها والخاص، فتشهد هي الأخرى أنشطة متميزة من إفطارات ومحاضرات، ولقاءات بشخصيات علمية، ويجذب هذا النشاط، وذلك التوادّ، والحرص على الإطعام، كثيرين ممن لا يعرفون عن الإسلام شيئًا فيدهشون لذلك الدفء وتلك الحميمية، وكثيرًا ما شهدت بيوت الضيافة إسلام فتاة أو شاب في رمضان الذي يثير مقدمه حوارات عديدة بين المسلمين وغيرهم، ويدعو كثيرين إلى معرفة الإسلام عن كثب.

من الاستغراب إلى القبول:
وتمضي أيام وليالي رمضان في بريطانيا بمذاقها الخاص تسير بالمسلمين في خطى وئيدة وبرفق يتشربها نسيج المجتمع البريطاني عبر سنين وسنين قد تتحول نظرته إلى ذلك الوافد الصائم من دهشة واستغراب إلى فهم وتقبُّل.
ومع التواصل الإنساني الراقي بقيم الإسلام قد يتحول التقبُّل إلى إقبال وقَبول، ورغم هذا القبول فإنه لازال أمام المسلمين الكثير ليكون لهم الدور الفاعل المنشود في المجتمع البريطاني، والمجتمعات الغربية بشكل عام.
سبانت

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف