إيلاف+

احتفال كبير في قطر بليلة الكرنكعوه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عادة شعبية من التراث القديم
احتفال كبير في قطر بليلة الكرنكعوه

هشام علي من الدوحة:مع انتصاف شهر رمضان المبارك وفي ليلة الخامس عشر من الشهر الكريم تحتفل معظم بلدان الخليج بعادة شعبية قديمة من التراث الخليجي وتختلف اسمها من بلد لآخر ففي قطر تسمى هذه الليلة بليلة "الكرنكعوه" 00وفي عمان يطلق عليها اسم "الطلبة" وفي الامارات يطلق عليها "حق الليلة" او "حق الله" بينما تسمى في السعودية والكويت بليلة "الكركعان" في حين تسمى بالكرنكعوه في قطر والبحرين.

وعن تفاصيل هذه الليلة تهتم الصحف المحلية الثلاث الوطن والراية والشرق بتغطيتها في مساحات كبيرة ويتم عمل ملحق خاص بهذه المناسبة السنوية وقد أبرزت وكالة الانباء القطرية تقريرا كبيرا حول كل ما يتعلق بها.. حيث يخرج الاطفال في مجموعات من بعد غروب الشمس حاملين معهم اكياسا من القماش ويطوفون على المنازل القريبة منشدين بهذه الكلمات.. // كرنكعوه00 كركاعوه00 عطونا الله يعطيكم00 بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة00 يا أم السلاسل والذهب يا نورة 00 عطونا من مال الله00 يسلم لكم عبد الله 00 عطونا دحبة ميزان0.ويقومون بالطرق على الابواب بغية ملء الاكياس التي معهم بشتى انواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الاهالي خصيصا قبل ايام من هذه المناسبة.

ويقول احد المواطنين ان ليلة الكرنكعوه مناسبة تدخل السرور والبهجة على اولاده بشكل خاص وعلى الاطفال الاخرين بشكل عام00 مشيرا الى انه يحرص قبل يومين من هذه الليلة على شراء "كيس الكرنكعوه" حتى يقدمه للاطفال الذين يطرقون باب منزله.
وتستعد المحلات لهذه الليلة بتجهيز الاكياس التي تقدم الى الاطفال
00 الى جانب ذلك تجد كثيرا من متاجر الملابس قد عرضت خصيصا بعض انواع الثياب التي يرتديها الاطفال في هذه المناسبة التي تتكرر مرة واحدة في السنة.

ويخرج الاطفال في ليلة الكرنكعوه مرتدين الملابس التقليدية ذات الطابع الخليجي الخاص حيث يرتدي الاولاد الثياب البيضاء الجديدة ويعتمرون "القحفية" وهي طاقية مطرزة عادة بخيوط فضية 00 بينما يرتدي بعض الاولاد "السديري" المطرز وهو رداء شعبي يوضع على الثوب ويتدلى حتى الخصر.

اما الفتيات فيرتدين فوق ملابسهن العادية /الثوب الزري/ وهو ثوب يشع بالالوان ومطرز بالخيوط الذهبية ويضعن ايضا /البخنق/ لتغيطة رؤوسهن وهو قماش اسود تزينه ايضا خيوط ذهبية في الاطراف الى جانب وضع بعض الحلي التقليدية.
وفي هذه الليلة يجوب اطفال قطر الاحياء بمفردهم في اغلب الاحيان او برفقة اهاليهم مرددين نشيد الكرنكعوه الذي يعكس قيمة هذه المناسبة في هذا الشهر المبارك حيث ينشدون سوية // كرنكعوه00 كركاعوه00 عطونا الله يعطيكم00 بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة00 يا أم السلاسل والذهب يا نورة 00 عطونا من مال الله00 يسلم لكم عبد الله 00 عطونا دحبة ميزان0.
يسلم لكم عزيزان00 يا بنية يا الحبابة00 أبوج مشرع بابه 00 باب الكرم ما صكه00 ولا حط له بوابة//.
والاكياس التي يحملها الاطفال في هذه الليلة تسمى في قطر /الخريطة/ وهي تشبه /المخلاه/ أو الخرج وهو الكيس الذي يعلق في العنق ويتدلى منه وهو يصنع عادة من القماش وفي بعض المناطق من الجلد.
وكان الاطفال في ليلة الكرنكعوه في بعض المناطق يحملون معهم حصى املس على شكل دائري او بيضاوي يسمى في قطر /الصمية/ وهو حجر /الصوان/ الاملس الصلب حيث يأخذ كل طفل حصاتين يقرعهما في بعضهما لتحدثا صوتا يشبه القرقعة ويستخدمونه كنوع من الايقاع لاغنية الكرنكعوه 00 بينما في مناطق اخرى يكتفي الاطفال بترديد اغنية الكرنكعوه مع التصفيق.
ويستمر الاحتفال بليلة الكرنكعوه عادة من الافطار الى ما بعد صلاة التراويح او الى منتصف الليل احيانا وذلك حسب عدد المنازل والمنطقة التي يجوبها الاطفال.

وكان الاطفال قديما يكتفون بالتجول على المنازل التي في الفريج /الحي/ او بعض الاحياء المجاورة ولكن حاليا ومع اتساع رقعة المدن والاعتماد على السيارات في التنقل اصبح الكثير من الاباء يصطحبون اطفالهم الى الفرجان الاخرى خاصة الى منازل الاقارب التي ربما تكون في مناطق بعيدة.
وليلة الكرنكعوه كما هي فرحة للصغار فهي مسرة للكبار وخاصة الاجداد الذين يجدون فيها فرصة لاستحضار الماضي واحياء الموروثات الشعبية والعادات القديمة من خلال تجهيز اكياس الكرنكعوه وملئها بشتى انواع الحلوى والمكسرات.
ويسترجع احد هؤلاء ذكرياته مع ليلة الكرنكعوه ويشير الى انه في السابق كان يظل يطوف في الازقة وعلى المنازل رفقة اطفال اخرين حتى تمتلئ اكياسهم تماما بالحلوى والمكسرات ثم يتوجهون الى بيت احدهم ويقتسمون ما في الاكياس في ما بينهم بوساطة /طاسة/ صغيرة.
ويحرص اهالي قطر حاليا على عدم الخروج من بيوتهم ليلة الكرنكعوه في انتظار الاطفال الذين يأتون اليهم في ابهى حلة منشدين لهم اغنية الكرنكعوه.
وتقول الجدة /ام جاسم/ التي قاربت السبعين انها اعتادت البقاء في المنزل ليلة الكرنكعوه لاستقبال الاطفال وملء اكياسهم بالمكسرات والحلوى وذلك احياء للعادات والتقاليد التي تحرص عليها باعتبارها عبقا من الماضي الذي عاشته اجيال عديدة.
وتشير الى ان الكبار كذلك يحتفلون بهذه الليلة بطريقتهم الخاصة وذلك عبر تبادل الاكلات الشعبية مثل /الثريد/ و/الهريس/ الى جانب بعض الحلويات مثل /اللقيمات/ و/البلاليط/.
ولا يقتصر الاحتفال بليلة الكرنكعوه على الاهالي فقط بل تنظم بعض المراكز والمؤسسات في الدولة العديد من الانشطة الترفيهية توزع خلالها اكياس الكرنكعوه وتمارس بعض الالعاب الشعبية وذلك بهدف إحياء هذه العادة التي ظلت صامدة لم تندثر طوال عقود من الزمن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف