إيلاف+

ظاهرة التسول تنشط مع اقتراب العيد في سوريا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بهية مارديني من دمشق: يتردد في سوريا ان رجلا ايرانيا يعيش في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق بامكانك ان تسلمه ابنك او ابنتك ليتولى تدريبه خلال فترة معينة باستخدام اليوغا على تصنع عاهة ما لاستخدامها في التسول ، ويقال ان عمله في رواج خاصة في هذه الايام التي تنتشر فيها هذه "المهنة " مع دخول رمضان واقتراب العيد وان المبلغ الذي تدفعه يتجاوز 150 الف ليرة أي بحدود 3000 دولار.

وتقول ميرفت (محامية ): أصبح التسول مهنة يلجأ إليها المحتاج وغير المحتاج نتيجة سوء الحالة الاقتصادية في بلادنا والفقر المتزايد، لكن هناك نسبة من هؤلاء المتسولين اتخذوها مهنة تدر عليهم ايرادا كبيرا يومياً وتنشط لديهم خصوصاً في شهر رمضان كون المسلمين يسارعون الى الصدقات و الزكاة، ورأت المحامية السورية ان ظاهرة التسول مهما كان الشخص محتاجا هي مرفوضة اجتماعياً ودينياً لما فيها من امتهان لكرامة الإنسان وذل لنفسه من خلال استجداء الناس واستعطافهم وبرأيي إن الشخص المحتاج مهما ضاقت به السبل لا يمد يده للآخرين ويكون في نفسه من العزة والكرامة ما يمنعه من الطلب .

ويعتبر بعض السوريين ان معظم الذين نراهم يجوبون الشوارع ويمدون يدهم ويتباكون محتالون ومعهم ما يكفي ليجعلهم يعيشون بشكل مقبول لكنهماعتادوا الطلب واعتادوا الجلوس واستجداء الناس ويرونها أحسن من أي مهنة أخرى لأن نصيبهم خلال اليوم أكثر مما يتقاضاه الموظف خلال ثلاثة أيام، ولكن هذا لايمنع البعض من الاستجابة لهؤلاء المتسولين.

واكدت ميرفت أنه يجب أن تكافح الدولة هذه الظاهرة التي باتت متفشية ومعيبة وخصوصاً المتسولين من الأطفال إذ يجب أن يكشفوا فعلاً عن المحتاج الحقيقي ويضعونه في جمعيات أو يوفرون له مصدرا للرزق أيضاً هؤلاء الأطفال يجب وضعهم في مراكز تأهيل لتعليمهم وإبعادهم عن هذه الحرفة المهينة ومعاقبة الذين يستغلون الأطفال ويوزعونهم في الحارات للتسول ومعاقبتهم بشدة لأن العقوبات اللينة تجعلهم يستهترون بها ويعاودون العمل.

ويرى ناشطون ان الحكومة السورية بامكانها مكافحة المتسولين وخاصة ان اغلبهم في دمشق ينتمون إلى عائلات من منطقة واحدة وهم معروفون بالنسبة إلى السلطات ولكن الدولة ليس لديها الرغبة الجدية في ذلك وان لاحقتهم فترة ما تلبث ان تطلقهم .

اما همام (موظف) فقال بالنسبة إلي لا أحبذ إعطاء أي متسول قرشاً واحداً كل واحد فيهم يملك أكثر مما أملك وكم من متسول قبضوا عليه وقد اصطنع العجز وهناك حصلت في العام السابق حادثة حين قتل شابان متسولة وحين قدمت الشرطة إلى بيتها وجدت أكثر من 6 ملايين ليرة مخبأة في منزلها، هناك من يقول أنك تعطي محبة بالله (وذنبهم على جنبهم) لكن الدين لا يقول لك أن يستغلك الشخص رغماً عنك فهناك الكثير من الجمعيات الخيرية والعائلات المستورة نستطيع أن نتصدق أو نزكي من خلالها لا أن نعطي هؤلاء الجالسين في الشوارع ويصرخون بأعلى صوتهم، ثم إن إعطاء هؤلاء هو تشجيع لهم على التسول والقعود عن العمل وبالتالي حرمان الناس المحتاجين من الصدقة وهذا لا يرضى به الدين ولا العقل، والفقير لديه عزة نفس لا يمكن أن يمد يده للغير، وما نراه هو استغلال واستغباء للناس وخصوصاً في هذا الشهر الكريم إذا إنهم يعرفون أن الناس كنوع من الصدقة الواجبة سيبحثون عن شخص للتصدق وهم يستغلون عواطفنا ويمدون لنا يدهم.

واعطى ثائر (صاحب سوبر ماركت) رأيا مختلفا : مهما كان المتسول كاذباً حين يطلب أو يمد يده لا استطيع أن أخذله وخصوصاً حين يقول (على حب الله) أحياناً ، ولكنه عاد للقول أرى أن الكثيرين منهم لا يستحقون الصدقة أبداً ونساء قويات البنية يستطعن العمل في أي شيء والكف عن وجوه الناس لكن التسول أصبح جزءاً من حياتهن وعلمن أطفالهن الصغار على مد يدهم للناس، ما فاجأني أني سمعت مؤخراً عن امرأة كانت تجلس على زاوية الشارع الذي أسكن فيه وتصرخ وتترجى الناس ليحسنوا إليها وإلى ولدها المشلول الجالس على عربة وثيابه ممزقة طبعاً كل من يمر بجانبها تقريباً يعطيها عندما يرون هذا المنظر وأخذتها الشرطة مرة فتبين أن الشاب المشلول قد استأجرته بzwj; 500 ل. س. يومياً طبعاً لأنها تحصل أضعاف هذا المبلغ لكنها تستعمله حجة لتمكر بها على الناس وشعبنا معروف بأنه عطوف ويحب الصدقة.

واعتبرت سها (دبلوم تربية) ان التسول ظاهرة مقيتة ونلاحظ أنها كثرت في الأيام الأخيرة، يستعملون أسلوب خداع الناس والضرب على نقاط ومكامن الضعف وحب الخير لدى الناس لاستجداء النقود منهم وهذا بنظري ليس حسنة أو صدقة بل هو تشجيع لهم على التسول وخصوصاً الأطفال، والناس مسؤولة عن هذه الظاهرة كذلك الحكومة فلو وفرت لهم رعاية اجتماعية أو ضمانا اجتماعيا لهؤلاء المتشردين لما اضطروا لمد يدهم ولو كافحت الشرطة الذين امتهنوا التسول كمهنة للربح لابتعدوا عن ذلك فليس كل من نجدهم في الشوارع فقراء ويحتاجون إلى المساعدة، واعتبرت ان هذه الظاهرة ناتجة من الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة لدينا ويحتاج الموضوع إلى حل جذري يتعلق برفع دخل الفرد وبتأمين الوظائف للناس أيضاً هو الفساد الذي يهدم البنية الاجتماعية بزيادة أموال طبقة على حساب الباقي ما يفرز طبقة فقيرة وطبقة معدمة تعيش على الفتات ومن المؤكد سيخرج من هؤلاء من يمد يده للتسول ومع غياب الجمعيات الأهلية التي تحمي هؤلاء وخصوصاً الأطفال ومع عدم اكتراث الأغنياء بوضع الفقراء ستنعكس على المجتمع ككل.

واكد رامي (طالب جامعي) ان هؤلاء الذين نراهم في الشوارع ويعمدون إلى كل أساليب الاحتيال والاستعطاف ليسوا فقراء وليسوا محتاجين لأن الفقير يصبر ويكون عفيفاً ولا يسأل الناس ويتحملون جميع مصاعب الحياة وهؤلاء يجب أن نبحث عنهم ونعطيهم ونتصدق عليهم عن طريق الجمعيات الخيرية في كل حي أو في كل شارع أما المتسولون فلا صدقة فيهم، وجعلوا من سؤال الناس مهنة لهم لأنها تدر عليهم الكثير وبرأيي إن عدم تقديم أي مال للمتسول يكون بداية حل للمشكلة فعندما يعزف الجميع عن إعطائهم حتماً سيتركونها نتيجة ضعف المورد واضاف ان ما يزعجني أنهم أصبحوا يتفنون بأساليب استغلال الناس وحتى أصبحت النساء منهن تدق على الأبواب وتطلب أي شيء غالباً ما تكون في مقتبل العمر وذات بنية قوية أيضاً هناك من الرجال من يفعل ذلك أو يدعي أنه أعمى وأصم فيعطف الناس عليه، والآن تنشط هذه الظاهرة كوننا في شهر رمضان الكريم ومع قدوم العيد والناس تحب في هذا الشهر أن تتصدق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف