إيلاف+

ماكسيم سيتنيكوف: قوة الفكر لا قوة الجسم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ماكسيم سيتنيكوف لـ إيلاف "قوة الفكر لا قوة الجسم"

عماد الدين رائف: لم يثن الضمور العضلي المتفاقم منذ الصغر ماكسيم سيتنيكوف عن تحقيق أحلامه على امتداد مساحة الاتحاد الروسي والعالم، فكان طوال سني حياته الأربعين شخصاً عظيماً، مليئاً بالطاقة، جعله تصميمه المميز على الوصول إلى النجاح في العلم والأعمال يثبت أن الإعاقة يمكن تخطيها إن طوعنا المجتمع لاستقبال كل الناس، فبرع في الدراسة والعمل وأبدع في مجال العلاقات الإنسانية وتطوير الأنظمة المحلية لدمج الأشخاص المعوقين في كل مجالات الحياة.

عاش ماكسيم كرجل أعمال ناجح في روسيا الفدرالية، وكان مولعاً بالمشاركة في المنظمات المحلية المعنية بالقضايا الاجتماعية، واستطاع أن يطور أنظمتها خلال حياته القصيرة لترقى أكثر فأكثر للوصول إلى الحقيقة المجردة وتغيير الأفكار الشائعة بين الناس حول الأشخاص المعوقين في مجال التوعية الدامجة. ولد ماكسيم في عام 1968 في مدينة سفردلوفسك في الأورال - روسيا. تبين بعد ست سنوات من ولادته أن لديه ضموراً عضلياً، وبدأ هذا الضمور بالتطور حتى وجد نفسه على كرسي متحرك. تلقى علومه الأولى في المدرسة الثانوية العالية في مدينة ميدفيدوفا؛ ولما كان التعليم الجامعي متعذراً عليه في ظل غياب التجهيزات المائمة في الجامعة آنذاك تابع دروسه في المعهد التدريبي في في مدينة يشكرلا وتخرج منه بامتياز. عمل مكسيم مترجماً إلى لغات مختلفة، وكان يحرص على التطوع اليومي في الجمعيات المحلية المعنية بقضايا الإعاقة.

العمل والحقوق
أنشأ ماكسيم عام 1996 المؤسسة الأولى للزواج في جمهورية ماري ذات الحكم الذاتي في الاتحاد الروسي، وقد عنيت هذه المؤسسة الناجحة بزواج الأشخاص المعوقين وغير المعوقين وجعل مسيرتهم إلى الزواج ناجحة، وأكثر أماناً وسهولة، بإشراف أخصائيين نفسيين واجتماعيين، مقدمة حلولاً دائمة ومستمرة، متعمقة في فهم العلاقات الإنسانية، إذ لم تكن مؤسسة اجتماعية عادية، ولم تعمل على قضايا زواج إستثنائية آنية، بل أمنت الاستمرار سعياً نحو التكامل والنجاح في هذه المهمة الصعبة. فكان ماكسيم يقضي معظم وقته في العمل على تلبية حاجات أشخاص كثر في المجتمع المحلي وخارج حدود الجمهورية، وبدا واثقاً من نفسه مميزاً بين زملائه، يرأس فريق عمل كبير. وكانت منطلقات ماكسيم واضحة بالنسبة إليه، معتقداً بأن عليه أن يثبت للناس أن الأشخاص المعوقين يمكنهم يقدموا في ميدان العمل أكثر من غيرهم من غير المعوقين، ويمكنهم أن يثبتوا أنهم مبدعين حقيقيين. ولعل ذلك ما دفعه إلى اتخاذ قراره الحازم بالسعي إلى الترشح إلى مجلس النواب الروسي - الدوما، مما جعل المجتمع المحلي يذهل لهذه الفكرة، لكنه بإصراره على ممارسة حقوقه السياسية كاملة كشخص معوق يتمتع بكافة الحقوق السياسية للمواطنين أكمل مسيرته نحو المجلس، يقول: "قررت الترشح أولاً إلى عضوية مجلس النواب الإقليمي لإثبت بأن الشيء الأكثر أهمية هو قوة الفكر وليس قوة الجسم".

ويصف كونستانتين، الأخ الأصغر لماكسيم، ولديه أيضاً ضمور عضلي، حياة أخيه لإيلاف، يقول: "عاش أخي حياة سعيدة، على الرغم من قصرها، اذ انه توفي في آذار 2007، وقد تزوج بمن أحب من خلال التواصل عبر الانترنت مع صديقته المصرية هناء، فزار مصر كي يتعرف إلى عادات أهلها، وإلى ذوي زوجته، واعتنق الدين الإسلامي، وقضى شهر العسل هناك، ثم ما لبث أن زار مكة حاجاً لمرتين، كانت حياته القصيرة، 39 عاماً، نموذجاً لكل الأشخاص الذين لديهم ضمور عضلي، تستحق هذه التجربة أن تعمم على الأشخاص المعوقين وغير المعوقين، ليعرف المجتمع مدى الطاقة الكامنة لدينا نحن المعوقين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بصيص امل !
عشتار -

ولكم التعقيب الثاني لا الاول ولانه اصبح في خبر كان قبل يومين على اية حال ومن بعد السلام عليكم , هنا تجسيد لحالة مطروحة امامنا ليست بالنادرة قراءنا حالات مشابهة لها مرات عدة . ضمور جسدي لا فكري مما يستقوقفنا لبرهة كي نرى الحياة بشكلها الدقيق الصحيح من خلالهم , احيانا كثر او شبه يومية نصادف ونتعامل محاورين مع نماذج حية ذات اجساد متعافية سليمة وجمال ملفت او حتى لم يمتلكوا قدر من الجمال المهم اصحاء البنية الجسدية وهنا مربط الفرس ! يقطعون هم وبايديهم الطريق عليك لاستحالة الاستمرارية لتميزهم بوصفهم قمة التفاهة والضحالة الفكرية والسطحية نتيجة الاورام السرطانية المتجغدة بين اربطة ادمغتهم ! والمقعدين هؤولاء منتجين معطائين لنيرة معتقدهم وسلامة عقولهم من كرسيهم المتحرك هذا وايضا الاصرار , الطموح , الثبات والارادة كان لها الفضل الاكبر من بعد الباري عز وجل فمرحبا بهم في هذا العالم المليئ بالضجيج والصخب ! ورحم الله الاخ الاصغر المتوفى . مساء الخير . عشتار