إيلاف+

قصر موسى في لبنان حكاية عزم وارادة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بناه موسى المعماري محققًا حلم الطفولة
قصر موسى في الشوف حكاية عزم وارادة

ريما زهار من بيروت: يحمل قصر موسى في الشوف بين طياته حكاية جميلة عن العزم والارادة التي واكبت الطفل موسى المعماري منذ طفولته حتى تحقيق حلمه في بناء قصره الفريد والجميل في الشوف، الحكاية تتحدث عن موسى الذي لم يرسم محبوبته الصغيرة ذات الضفائر الجميلة التي كان يراها كل يوم تلعب بعرائسها القماشية ويتمنى لو أنه يستطيع ان يلعب معها لعبة العريس والعروس بل بقي يرسم قصرًا جميلاً كل حجر منه بلون وشكل يختلف عن الأحجار الأخرى، كان يحاول الهرب من الغرفة الطينية التي يتقاسمها مع أهله ومع أغنام أهله وحيواناتها الى القصر الجميل الذي أمضى حياته يحلم به والذي كان يجسده رسمًا على ورقة من دفتره الذي إشترته أمه له بأربع بيضات دجاج من دكان القرية.

موسى معماري

رأى المعلم ان التلميذ الصغير موسى يمضي الوقت منكبًـا على ورقة أمامه، لا يلتفت شمالاً ولا يمينًا وينهمك إنهماكًا في كتابة شيىء في دفتره المخططة صفحات أوراقه بخطوط بين الزرقة والخضرة. وقف المعلم الى جانب موسى الصغير، وبقي يراقبه لبعض الوقت وموسى ينهمك في رسم لوحته ولا يشعر بوجود المعلم الذي كان يلوح بعصا رمان وكان بين الحين والآخر يجلد بهذه العصا ساقه الأيمن بمستوى الركبة، بقي موسى ينشغل ببناء قصر الأحلام على ورقة من أوراق دفتره وبقي المعلم يتابع المشهد وهو يتميز غيظًا ويجلد بين فينة وأخرى بعصا الرمان ساقه الأيمن عند مستوى الركبة.

ضاق المعلم ذرعا بما يفعله موسى، فتنحنح بإفتعال وبصوت مرتفع، ثم مد يده وإنتـزع الورقة من أمام التلميذ الصغير الذي كان يهرب من غرفة الطين الى بناء هذا القصر الفريد الذي يعوض به الحرمان القاسي الذي يعيشه مع أهله.
رفع المعلم الغليظ القلب الورقة من أمام موسى وبعدما دقق بها طواها ثم مزقها الى قطعتين ورماها على الأرض وداسها برجله محاولاً سحق القصر الذي ينهض والذي بدأ يأخذ شكل الأحلام التي تملأ رأس تلميذ صغير يعاني كل الويلات.

أمر المعلم موسى بالوقوف، وعندما وقف ضربه ضربة قـــوية على رأسه بعصا الرمان.. وقال له : "أنت مطرود من المدرسة عد الى والدك وإبن له قصرًا مثل هذا القصر الذي ترسمه ".
إنحنى موسى نحو الأرض والتقط الورقة الممزقة وهو يبكي بشهقات موجعة، طوى الورقة ووضعها في جيبه وغادر الصف والمدرسة ولم يعد إليهما إلا بعد ان بنى القصر الذي حلم به في منطقة الشوف الجميلة وعلى طرف منحدر الى يمين الطريق بين دير القمر وبيت الدين في منطقة الشوف اللبنانية الجميلة.

وعندما عاد الى منـزل أهله الذي هو عبارة عن غرفة طينية واحدة إنهمك موسى وهو يبكي بحرقة وألم في ترميم قصره الذي سحقه المعلم بقدمه، وإستعان بصمغ اللوز للملمة شمل الورقة الممزقة و بعدما إنتهى من رسم قصر الأحلام خبأها في علبة بقيت ترافقه زهاء أكثر من ربع قرن الى ان حقق أحلامه وبنى قصره الذي أصبح معلمًا تراثيًا عظيمًا تتصدره الرسمة نفسها التي كان رسمها عندما كان تلميذًا صغيرًا .
القصر اليوم يحتوي على غرف تضّم تماثيل لأشخاص لبنانيين في إطار فلكلوري ويمثل الحياة في لبنان في القرن التاسع عشر وأوائل هذا القرن.

صانع القهوة

واستغرق بناء هذا القصر أكثر من 10 سنوات جمع فيه تراث وتاريخ لبنان كله بهذا القصر، ففيه مجسمات عن حرف لبنان القديمة وسبل المواصلات والحياة الاجتماعية وجسدها كلها بمجسمات منها
الأحتفال والدبكة اللبنانية وتجسيد العمل القروي ومنه: طحن الحبوب بواسطة الجاروشة، وعازف الناي يطرب الجالسين بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة القديمة من العصر العثماني حتى الاحتلال الفرنسي للبنان وتعد هذه المجموعة من أكبر المجموعات بالشرق الأوسط وتبلغ 16 ألف قطعة سلاح.
وفي احدى ممرات القلعة تطالعك بعض الكلمات التي سطّرها موسى على احدى اللوحات : "علمتني الحياة ان هذا العالم لن يتوقف عن استمراره بعد موتي كما ان الارض لن تحجم عن دورانها والشمس لن تكف عن شروقها وغروبها".
علمًا ان موسى المعماري يستقبل زواره بنفسه في هذا القصر وقد تجاوز ال76من عمره.

*تصوير ريما زهار

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المدرسين العرب
dodo -

صراحه أنا زرت هذا القصر بلبنان وكانت رحله حلوة كتير بس أهم شى بالموضوع إنه هدا دليل على جمال المدرسين العرب وطريقة التدريس العربية الفاشلة الغير مناسبه للزمن الحالى ...وكيف القسوه ممكن تعمل عزيمة أحيانا وتهبط اعتى العزايم احيان كثيرة

ملاحظة صغيرة
جورج جبور -

شكرا لهذا التحقيق الرائع عن هذا الرجل المميز. فقط ملاحظة صغيرة لا تقدم ولا وتؤخر عن انجاز هذا الرجل... فالسيد موسى معماري هو سوري الاصل وبالتحديد من بلدة عمار الحصن التي تقع مباشرة قرب قلعة الحصن... شكرا للنشر

ملاحظة صغيرة
جورج جبور -

شكرا لهذا التحقيق الرائع عن هذا الرجل المميز. فقط ملاحظة صغيرة لا تقدم ولا وتؤخر عن انجاز هذا الرجل... فالسيد موسى معماري هو سوري الاصل وبالتحديد من بلدة عمار الحصن التي تقع مباشرة قرب قلعة الحصن... شكرا للنشر

بس الابداع لبناني
رشا -

لا انكر بان موسى المعماري سوري الجنسية لكن روحه لبنانية فلقد الهمته طبيعة لبنان الخلابة روح الابداع وعذرااا من جورج فموسى صار منا وعلينا والشاهد على ذلك قصره المبدع ....

بس الابداع لبناني
رشا -

لا انكر بان موسى المعماري سوري الجنسية لكن روحه لبنانية فلقد الهمته طبيعة لبنان الخلابة روح الابداع وعذرااا من جورج فموسى صار منا وعلينا والشاهد على ذلك قصره المبدع ....

Abig lie
Kaka -

I visited this place it doesnt have any thing to do with the story or the story that the guied told us about him loving the rich girl it was build to bring touriest and pay eachone 10 or 5

لجنسيه
GIFARA -

ليس المهم انه سوري الاصل لو بقي بسوريا لبنى قصرا في السجن او استولى عليه عائلة الاسد فالاصل ليس لمكان المولد بل للبيئه التي عاش فيها ليبدع فانظر الى جميع المفكرين والمطربين يشتهرون خارج سوريا فلكي تفتخر بانه سوري يجب ان تفكر لماذا ترك سوريا وعاش في لبنان

لجنسيه
GIFARA -

ليس المهم انه سوري الاصل لو بقي بسوريا لبنى قصرا في السجن او استولى عليه عائلة الاسد فالاصل ليس لمكان المولد بل للبيئه التي عاش فيها ليبدع فانظر الى جميع المفكرين والمطربين يشتهرون خارج سوريا فلكي تفتخر بانه سوري يجب ان تفكر لماذا ترك سوريا وعاش في لبنان

سوريا الكبرى
من سوريا الكبرى -

اود ان اذكر المختلفين عن اصل موسى ان اسوري و البناني نفس الشيء, ابو جدي و انا سوري, خدم في لبنان و قريب لجدي خدم كضابط في لبنان من 80 سنة, عندما نتخلص من سيطرة الاستعمار لن يكون هناك سوريا و لبنان, فقط سوريا الكبرى.

أحلام يقظة
ٍسوسو -

أتوجه الى المعلق رقم 6 وأقول للأسف الشديد سوف تبقى سورية الكبرى في أحلامك فقط يا عزيزي. إتركونا بحالنا بقى ما صدقنا خلصنا منكم.

أحلام يقظة
ٍسوسو -

أتوجه الى المعلق رقم 6 وأقول للأسف الشديد سوف تبقى سورية الكبرى في أحلامك فقط يا عزيزي. إتركونا بحالنا بقى ما صدقنا خلصنا منكم.

الإبداع ليس له وطن
ابن الريف -

كم هو رائع هذا القصر بما فيه، لقد زرته ، وتعلمت من مؤسسه أن الإنسان متي توفرت فيه العزيمة و الإرادة فإن كل مارسمه سيتحقق بعون الله و توفيه ، و الإرادة الصلبة ترويد المستحيلات ، و الرجاء الارتفاع عن النعرات التي تشدنا إلى الخلف أكثر مم نحن فيه من التخلف ، فكونه سوري لبناني، ليبي، مصري، مغربي، إيطالي،فنزويلي، هندى ، أفريقي ،إلخ..... لا يلغي حقيقة أن الابداع لا وطن له .

الاجمل والاروع
سامي -

من اجمل واروع ماسمعت وشاهدت سمعت عنه من قناة الشرقية كانوا عاملين تقرير عن هذا القصر ولما زرت لبنان رحت وشفته وكثير حبيته

الاجمل والاروع
سامي -

من اجمل واروع ماسمعت وشاهدت سمعت عنه من قناة الشرقية كانوا عاملين تقرير عن هذا القصر ولما زرت لبنان رحت وشفته وكثير حبيته

le chateau de moussa
masraouia -

Bravo moussa nous apprecions vraiment votre assiduite et votre bravoure vs avez rajoute de la beaute a notre cher Liban caracterise par le courage de son peuple

قصر موسي
mar mar -

واو رحتلة قصر موسى كان اجمل مما يبدوا

قصر موسي
mar mar -

واو رحتلة قصر موسى كان اجمل مما يبدوا

لبناني و روحي سورية
jony -

الى صاحب الرقم( 7 ) أتتوقعي ان يكون الشعب السوري بعزلة عن الشعب اللبناني فهما لهم ذات التاريخ و الماضي ولكن السياسات الدكتاتورية حالت دون ان يبقى هذان الشعبان بقلب واحد . إذا هل نقول تبا لسوريا لأنها بفترة زمنية قد ارسلت جيوشها لحماية لبنان ولكن حال الأمر للتحكم بلبنان؟ و الجواب :كلنا نقول الله يحمي سورياولبنان من الأنظمة الدكتاتورية حتى يرجع الشعبين كالأخوة و الأشقاء .أعتقد أنكم قد فهمت ما أقصد