بناء الاجسام يزدهر بالعراق

الكوت: يطلق البعض على رياضة بناء الأجسام رياضة الأغنياء، ويسميها البعض الآخر رياضة العمر الطويل، أما سبب التسمية الأولى فهي لأنها رياضة تتطلب الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والتي غالبا ما تتواجد في الأطعمة الغالية الثمن التي لا يقدر عليها سوى الميسورين، وسميت برياضة العمر الطويل لأنها تحافظ على أجسام رياضييها قوية وصحية مع التقدم بالعمر.

ويحاول الشباب في مدينة الكوت مركز محافظة واسط 180 كم جنوب شرق بغداد، جعلها رياضة العمر الطويل وبناء أجسام قوية بتكاليف أقل، ومزيد من المواظبة على التدريب والالتزام وقضاء أوقات الفراغ، يساعدهم انتشار قاعات للتدريب الى جانب مدربين مختصين.

يقول الشاب حيدر السعيدي 17 عاما الذي أقبل على ممارسة رياضة بناء الأجسام بإحدى القاعات التي افتتحت مؤخرا في مدينة الكوت إن "هذا النوع من الرياضة انتشر مؤخرا في محافظة واسط، مع انتشار القاعات المخصصة لممارستها وإقبال الشباب عليها بشكل كبير، بسبب تحسن الظروف المعيشية والأمنية بشكل عام في العراق، وفي واسط بشكل خاص".

ويضيف السعدي في حديث لـ "نيوزماتيك" أن "رياضة بناء الأجسام أصبحت الرياضة المفضلة عند غالبية الشباب بالمحافظة كونها تساعد على الرشاقة وبناء الجسم بناء بدنياَ وعضليا" مشيرا إلى أن "الإقبال الكبير عليها مرتبط بجملة من الأسباب منها تحسن الظروف المعيشية والاقتصادية، إضافة للاستقرار الملحوظ بالمدينة، حيث تظل القاعات الخاصة بها مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل، الأمر الذي شجع على مزاولة هذه الرياضة".

من جانبه يقول صاحب إحدى قاعات الرشاقة وبناء الأجسام المدرب أمجد جبار الموسوي في حديث لـ "نيوزماتيك" إن "هذه القاعة افتتحت قبل أربعة شهور وتجاوزت تكلفتها 60 مليون دينار عراقي، وتستقبل شهريا مابين 400 إلى 550 متدربا غالبيتهم من الشباب، يخضع خلالها كل متدرب لبرنامج خاص في بناء الأجسام والعضلات".
ويضيف الموسوي أن "كلفة تدريب الشخص تبلغ خمسة عشر ألف دينار عراقي شهريا ( ما يعادل عشرة دولارات أمريكية)".

نفقات تناسب الدخل المحدود

أما المشرف الأخصائي في المركز علاء حسين فيقول إن "اغلب المتدربين هم من الطلبة ومن ذوي الدخول المحدودة، لذلك جعلنا الأجور تتناسب مع المستوى المادي لهم، إضافة الى توفير الأغذية المناسبة للمتدرب خلال فترة التدريب بالمركز بأسعار منخفضة، لكي يستطيع المتدرب تحمل نفقات التدريب لهذه الرياضة التي تتطلب إنفاق مبالغ كبيرة من المال للغذاء وشراء مستحضرات طبية تعمل على تقوية العظام وزيادة الكتلة العضلية للمتدرب".

ويضيف حسين في حديث لـ "نيوزماتيك" أن "المتدربين يخضعون لنظام غذائي خاص تحت إشراف مختصين، وكذلك بالنسبة للأدوية التي يجب أن يتعاطاها المتدرب والتي يجب أن تكون بنسب معينة" موضحا أن "اهتمام الشباب بهذه الرياضة جاء نتيجة تحسن ظروفهم المعيشية ورغبة الغالبية منهم في بناء أجسامهم وليس كما يتصور البعض لقضاء وقت الفراغ واللهو".

من ناحيته يقول الرياضي محمود مفتن الحاصل على المركز الثالث على مستوى العراق ببطولة بناء الأجسام للشباب أن "المركز مزود بكافة الأجهزة والتقنيات اللازمة لبناء الأجسام، وهناك أبطال يتدربون إلى جانب الهواة من عشاق هذه اللعبة، والأمر الذي يعطيهم الحافز للمواظبة على حضور التدريب".

ويشير زميله طيف منذور إلى أنه "خلال مدة وجيزة زاد وزنه من 46 كجم إلى 70، وذلك لمواظبته على التدريب مع المحافظة على النظام الغذائي المعتمد يوميا" معربا عن أمله أن "يشهد المستقبل القريب ظهور العديد من أبطال رياضة كمال الأجسام التي أصبح لها رواجا كبيرا في هذه المحافظة التي مدت المنتخبات العراقية خلال العقود الماضية بالكثير من الأبطال الذين نال البعض منهم البطولات المحلية والعربية والآسيوية واحتلوا مراتب متقدمة في المنافسات العالمية".

رياضة كادت تختفي

ويعرب المدرب والحكم الدولي والنائب الأول لرئيس الاتحاد المركزي لكمال الأجسام ورئيس اتحاد اللعبة في واسط سالم خيون عن سعادته من إقبال الشباب على هذه الرياضة التي كادت تختفي بسبب الظروف الاستثنائية التي مر بها البلد ومنها سوء الأوضاع الأمنية إلى جانب سوء الوضع المعيشي للكثير من العائلات العراقية إبان المرحلة الماضية".

ويقول خيون وهو صاحب مركز للرشاقة وبناء الأجسام في حديث لـ "نيوزماتيك" إن "هناك الكثير من الأشياء الإيجابية نتيجة انتشار هذه الرياضة التي من شأنها أن تصنع أبطالا في المستقبل سواء على مستوى المحافظة أو على مستوى العراق كله".

ويوضح خيون أن "قاعات بناء الأجسام لا يمكن أن تفتح بشكل عشوائي، إنما لابد من وجود شروط لذلك ومن هذه الشروط الحصول على تصريح رسمي مع وجود مدرب حاصل بحد أدنى على شهادتين تدريبيتين ويساعده مشرف مختص بالنظام الغذائي" مشيرا إلى أن "القاعة التي يشرف عليها تعد أول قاعة تفتح بالمحافظة ومجهزة طبقا لكافة الشروط وساهمت في إعداد أغلب أبطال المحافظة".

قاعات للكسب المادي

على الجانب الآخر يتهم البعض أصحاب قاعات الرشاقة وبناء الأجسام بأنهم يفتحونها بغرض الكسب المادي، الأمر الذي ينفيه خيون ويرى أن" انتشار هذه القاعات من شأنه أن يطور رياضة كمال الأجسام ويجعلها تنجب أبطالا".

ويطالب خيون "الحكومة المحلية بالاهتمام بهذه اللعبة وتوفير المناخ المطلوب لها وفي مقدمة ذلك دعم القاعات والأجهزة وتوفير الكوادر التدريبية المتخصصة".
ويعتبر زميله المدرب علي سامي جميل أن " هذه المراكز الرياضية لا تسهم في إعداد الشباب رياضيا فقط بل تربويا أيضا، من خلال الالتزام بضوابط ومواعيد التدريب، واعتماد برنامج غذائي محدد".

أما بطل العراق في بناء الأجسام في وزن 65 كجم أثير رحيم فيقول إن "أحد أهم المؤشرات لتطور اللعبة مستقبلا هو هذا الكم الكبير من القاعات التي يرتادها العشرات من الشباب يوميا ليس لقضاء الوقت أو اللهو إنما للتدريب الحقيقي على أمل أن يكونوا أبطالا في المستقبل القريب.