الكلاب السّائبة ظاهرة تُرهب سكان تونس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تحذيرات مخاطر داء "الكلب"
إسماعيل دبارة من تونس: لا يطمئنّ بال السيّدة راضية عمدوني إحدى ساكنات حيّ ابن خلدون بالعاصمة تونس ، إلاّ بعودة أبنائها الأربع من الدراسة و العمل،كيف تطمئنّ وما جرى مع ابنها مراد ابن الثمانية عشر ربيعا لا يزال راسخا في ذاكرتها.
تتنهّد بحسرة و تتابع:" الكلب كان مصاب بداء الكلب عافانا وعافاكم الله و ما قاسيته أنا من بعد ذلك خوفا ووجلا على حياة ابني لم تضاهيه أي معاناة لأي أم في البلاد..كاد يهلك لولا ألطاف الله عزّ وجلّ و تدخّل فريق طبي متمكّن".
حكاية الكلاب السائبة في تونس هي حكاية مصبّات الفضلات و الأوساخ المنتشرة في عدد من أحياء العاصمة دون مراعاة شروط صحّة متساكني تلك الأحياء.
فالهجمة التي تتعرّض لها تلك الأحياء السكنيّة من جيوش القطط و الكلاب الشاردة التي لا سبيل لها و لا وجهة غير أكوام الفضلات المنزلية وفضلات بعض المصانع و الشركات علّها تظفر بما يسدّ رمقها، لم تحرّك المسؤولين في تونس لدرء خطر هذه الظاهرة التي اشتكى منها سكّان المناطق الشعبية في العاصمة.
إحصاءات رسميّة حديثة كشفت عن 150 حالة إصابة بداء الكلب القاتل عند الحيوان والكلاب و4 حالات إصابة قاتلة بهذا الدّاء عند البشر مقابل 112 حالة حيوانية العام الماضي ومعدل حالات إصابة بشرية ما بين 2 و3 حالات.
ويقول مسؤولون طبيّون إنّ "عنصر انعدام النظافة وتكاثر الأوساخ ومصبات الفضلات المنزلية التي تشكل بيئة خصبة لتجمع الكلاب السائبة والقطط تشكل مصدرا لطعامها ومرتعا لانتقال العدوى فيما بينها ومكانا للتناسل والتكاثر.
و تدعو تلك الجهات باستمرار المواطن إلى احترام أوقات إخراج الفضلات والمحافظة على النظافة وضرورة تعزيز جانب التحسيس والتوعية باعتبار تأثير سلوكياتها المباشرة في مكافحة داء الكلب الذي بدا في الانتشار.
سكّان من حيّ "الملاّسين " الشعبي اشتكوا عبر "إيلاف" من تفاقم ظاهرة الكلاب السائبة الباحثة عن أكوام القمامة المنتشرة في حيّهم.
و يقول السيّد فتحي مهداوي 25 سنة إن مظهر الكلاب وهي تجوب الشوارع والأحياء أضحى امرأ مألوفا ، إلى درجة أنها لم تعد تستفزّنا كالسابق و إن كنا ندرك خطورتها علينا و على أبنائنا".
من جهتها تدعو الحكومة باستمرار إلى ضرورة مبادرة أصحاب الكلاب والقطط بتلقيحها و الإعلان عن الكلاب السائبة ، مركّزة على مخاطر السلوك الذي يتوخاه عديد المالكين للكلاب الذين لا يترددون في ترك كلابهم سائبة طوال الوقت بمناطق سكنيّة بحثا عن الطعام دون اكتراث أو مسؤولية بالمخاطر الناجمة عن هذا سلوك.
و تشير الإحصاءات إلى أنّ نحو 80% من هذه الفئة من الكلاب التي تعود ملكيّتها للعائلات غالبا ما تكون سائبة و بلا مرافق.
و في السابق انتهجت الحكومة سياسة الإبادة ضدّ خطر الكلاب الشاردة والحاملة لفيروس "الكلب "القاتل.
وتمّ القضاء على أكثر من 70 ألف كلب مشرّد، إلا أنّ ذلك لم يكن كافيا للقضاء على حالات الإصابة بهذا الدّاء.
"دويّ الرصاص الذي نسمعه بين الفينة و الأخرى و يدلّ على إعدام الكلاب السائبة لم ينقذنا من مخالبها و أنيابها ، الحلّ ليس بإبادتها بالطبع و إنما بالقضاء على أسباب وجودها" يقول نضال حمروني 39 سنة.
و تشير منظمة الصحّة العالميّة إلى إنّ "داء الكلب" هو مرض فيروسي حيواني المنشأ يصيب الحيوانات الأليفة والبرّية. وينتقل ذلك المرض من حيوان إلى آخر أو من الحيوان إلى الإنسان من خلال التعرّض عن كثب للعاب الحيوانات الموبوءة" ويؤدي داء الكلب، بعد تطوّر أعراضه، إلى وفاة المصاب به، سواء أكان حيواناً أم إنسانا.
وحول كيفية انتقال هذا الداء قال الدكتور نافع جاء بالله المتخصّص في علاج عدد من حالات هذا المرض لإيلاف:" قد يُصاب الشخص بعدوى الكلب عن طريق التعرّض لعضّات الحيوانات التي تحمل هذا الفيروس القاتل مثل الكلاب أو القطط وينتقل الفيروس من الجرح الملوث باللعاب المعدي من الأعصاب الحسية إلى الجهاز العصبي المركزي حيث يتكاثر هناك ويمكن أن ينتشر داخل الأعصاب الطرفية أيضا أو الغدد اللعابية والأنسجة الأخرى.
أما أعراضه فهي ارتفاع طفيف في درجة الحرارة قد تصل إلى 38.8 درجة مئوية أو أقل من ذلك مع ألم شديد في مكان العضة ثم يتطوّر الأمر إلى صعوبة البلع وخاصة بلع السوائل و حدوث تشنجات في الحنجرة وعدم قيام العضلات بوظائفها و سيلان اللعاب ، والقلق و الضغط العصبي الكبيرين ، كما تظهر أعراض أخرى كسهولة الاستثارة وفقدان الإحساس بعدة أماكن من بالجسم".
التعليقات
تونس العزيزة
محرز -شكرا لكم على اهتمامكم بمظاهر الحياة الإجتماعية من تونس، و لكن كشاب تونسي مثقث أريد أن أسأل صاحب المقال هل أن هذه الظاهرة خظيرة جدا و متفشية جدا لتكتب عنها كل هذا المقال.ألم تسترعيك مظاهر أخرى في تونس يمكن أن تكتب عنها كارتفاع نسبة التمدرس و حرية المرأة و الإرادة السياسية الواضحة لإدخالها للحياة السياسية و هي تجربة رائدة جدا في عالمنا العربي.لما لا تتحدث عا ارتفاع نسبة الطلبة و انخفاض نسبة الفقر .لماذا لم تتحدث عن الربط المعلوماتي .فتونس يا سيدي عزيزة و كريمة و طيبة و غالية و لا يمكن اختزالها في ظاهرة بسيطة جدا لكن نفخت أنت من حجمها و جعلتها حدثا أكبر من الحياة الفكرية و الثقافية و السياسية التي تعرفها بلادنا .رجائي تناولوا قضايا عميقة و فكرية واعية فليس بمثل هذه الملاحظات يمكن أن تنشدوا الرقي .
دور الصحافة
تونسية من امريكا -وان كنا نعلم ان ما قلته عن محاسن تونس صحيح ولكن دور الصحافة هو معالجة الاخطاء وليس دكر المحاسن والصحف الغربية الناجحة لا تتوارى عن وضع الاصبع على المكان المؤلم اما المكان السليم فلا يحتاج الى شيء.شخصيا ارى ان البلديات بتونس قائمة بواجبها فيما يخص رفع القمامة اد هي تفعل دلك يوميا ولكن قلة تنظيم المواطن ووعيه هما السبب الرئيس فيما يحصل
تونس العزيزة
محرز -شكرا لكم على اهتمامكم بمظاهر الحياة الإجتماعية من تونس، و لكن كشاب تونسي مثقث أريد أن أسأل صاحب المقال هل أن هذه الظاهرة خظيرة جدا و متفشية جدا لتكتب عنها كل هذا المقال.ألم تسترعيك مظاهر أخرى في تونس يمكن أن تكتب عنها كارتفاع نسبة التمدرس و حرية المرأة و الإرادة السياسية الواضحة لإدخالها للحياة السياسية و هي تجربة رائدة جدا في عالمنا العربي.لما لا تتحدث عا ارتفاع نسبة الطلبة و انخفاض نسبة الفقر .لماذا لم تتحدث عن الربط المعلوماتي .فتونس يا سيدي عزيزة و كريمة و طيبة و غالية و لا يمكن اختزالها في ظاهرة بسيطة جدا لكن نفخت أنت من حجمها و جعلتها حدثا أكبر من الحياة الفكرية و الثقافية و السياسية التي تعرفها بلادنا .رجائي تناولوا قضايا عميقة و فكرية واعية فليس بمثل هذه الملاحظات يمكن أن تنشدوا الرقي .
دور الصحافة
تونسية من امريكا -وان كنا نعلم ان ما قلته عن محاسن تونس صحيح ولكن دور الصحافة هو معالجة الاخطاء وليس دكر المحاسن والصحف الغربية الناجحة لا تتوارى عن وضع الاصبع على المكان المؤلم اما المكان السليم فلا يحتاج الى شيء.شخصيا ارى ان البلديات بتونس قائمة بواجبها فيما يخص رفع القمامة اد هي تفعل دلك يوميا ولكن قلة تنظيم المواطن ووعيه هما السبب الرئيس فيما يحصل
الكمال لله وحده
تونسي -للقارئ محرز أقول فقط : لا رقي الا بالوعي بالسلبيات و من ثمة العمل على تلافيها.
الكمال لله وحده
تونسي -للقارئ محرز أقول فقط : لا رقي الا بالوعي بالسلبيات و من ثمة العمل على تلافيها.