إيلاف+

الطلاق في الأراضي الفلسطينية بات أسهل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نجلاء عبد ربه من غزة: تسعى هديل جاهدةً لتثبت لأهلها وأقاربها، وحتى أقارب زوجها أن أمجد لا توجد به صفات الزوج الحسن، بل وتصفه بأبشع ما يمكن وصف الرجل من زوجته.

لم تعر هديل أي إنتباه لما تقوله عن زوجها، فهي قد وضعت الطلاق نصب عينيها منه، وبذلك بدأت حملة مسعورة ضده، لكنها لم تعر أطفالها الثلاثة التي أنجبتهم من امجد أي إهتمام، وتتخيل أن هؤلاء الأطفال سيكونون في حضنها لسنوات طويلة بعد الطلاق.

في المقابل، لم يتوان امجد للحظة عن وصف زوجته بعدم إطاعته في المعشر والحياة، وأنها سرعان ما تنكر عليه ما يقدمه لها بمجرد أن تبدأ المشاكل بينهما. ويقول أمجد لإيلاف "لولا أطفالي الثلاثة لكنت طلقتها منذ فترة، فهي لم تصلح أن تكون زوجه، ولكن يوجد بيني وبينها قاسم مشترك"، ويقصد أطفاله الثلاثة.

ويستغل والد هديل وضعه المادي، كما يقول أمجد "فيعايره على الدوم بمساعدته المستمرة له"، لكن امجد الذي يعمل في أحد وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية، يقول "لقد عملت في مكان ثاني لأوفر ما أمكن توفيره، لكن هديل تريد كل شيء في ليلة وضحاها".

هديل لم تعترف على البتة أنها تحاول إستنزاف أموال زوجها بأشياء ليست ضرورية. وتقول لإيلاف "لم أطلب منه فستان أو ماكياج، كل ما أطلبه هو تشطيب بيتنا ليتمكن أطفالنا من العيش بهدوء".

وعادة ما تبدأ المشاكل الزوجية لأسباب تافهة، كعدم مساعدة الزوج في أعمال البيت، أو عدم إهتمام الزوج بتعليم أطفاله أو عزوف الزوجة عن رغبه المعاشرة مع زوجها والتذرع بأسباب وخلق مشاكل من لا شيء، إلا أن ذلك سرعان ما يتصاعد ليصبح مشكلة قد تصل إلى الطلاق في نهاية الأمر.

تختفي ملامح السمات الجيدة لدى الزوجين، بحسب الأخصائية الإجتماعية فاتن شمالي. وتضيف "المشاكل الصغيرة ليست السبب الرئيس، فهي تراكم لعدد من المواقف السيئة للطرفين، لكن المشكلة البسيطة هي الشرارة التي تندلع معهما".

وتعتقد شمالي أن "العناد هو الذي يدفع الزوجين إلى رفض الآخر، وبالتالي فإن كافة الطريق تغلق أمام كل الحلول الممكنة، وتزداد صعوبة الأمر حين يكون هناك أطفال". وتتساءل، لماذا لا يفكر الآباء والأمهات في مصير أطفالهم حينما تبدأ المشاكل بينهما!؟

وتشير الأخصائية الإجتماعية إلى أن الزوجين لا يفكرون أبداً لما بعد الطلاق، فنصب عيناهما منصب على تحقير وتقزيم الآخر، فتتسع هوة الخلاف بينهما، وتعود الزوجة إلى بيت أهلها في إنتظار الطلاق، بينما يكابر الزوج في هذه الأثناء ويدعي أنه يعيش الآن أسعد لحظات حياته في إستكمال ورقة الطلاق.

وتضيف لإيلاف " الطلاق أصبح أمراً عادياً وسهلاً لدى الأزواج بشكل عام في المجتمعات العربية، فالعلاقة بين الزوجين لم تعد تلك التي كانت في السابق، أو التي أوصى بها إسلامنا الحنيف، فالرجل أصبح متسلطاً أكثر على زوجته، وباتت الغيره تشكل كابوساً له، سيما وأنه يشاهد أو يسمع عن نساء إنحرفن في مجتمعه، فيبدأ في التفكير بشكل سلبي تجاه زوجته، في المقابل، فإن الزوجة التي لا تفارق أي دراما على الفضائيات المختلفة، باتت تتخيل الأفضل وتقارن حياتها بتلك الحياة في المسلسلات أو الأفلام، الأمر الذي يؤدي إلى تغيير في تفكيرها نحو زوجها".

وتعترف إحدى النساء أنها لم تعد تحب زوجها كما السابق. وتقول لإيلاف "بت أكرهه بشكل رسمي، واشمئز من كافة تصرفاته". وعندما بحث إيلاف عن مهنة هذا الرجل، وجدته شخصية معروفة في المجتمع الفلسطيني.

وفرض الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين، بالإضافة إلى الإنقسام الذي حصل عقب سيطرة حماس على قطاع غزة قبل عام ونصف، ووقف نشاط عمل كافة الأفراد التابعين للسلطة الوطنية الفلسطينية في غزة. فرض مشاكل إجتماعية أدت في الكثير من الحالات إلى مشاجرات زوجية وتهديد بالطلاق، والطلاق الفعلي عند العديد من الأزواج. فالفراغ والجلوس في البيت دون عمل، أدى في معظم الحالات الفلسطينية إلى إفتعال المشاكل الزوجية، وتطورت في حالات كثيرة أدت إلى خروج الزوجة عن طاعة زوجها.

وتقول السيدة أم لؤي "جلوس زوجي في البيت طوال اليوم لم يعد يريحني، فهو أصبح عصبي المزاج، ويقف لي على كل صغيرة وكبيرة".

وتضيف لإيلاف "لولا أنني أدرك ما يعانيه هو أيضاً من هذا الظرف الإستثنائي، لتطورت الأمور أكثر فأكثر بيننا، لكنني سرعان ما أتراجع عن أية مشكلة بسبب أطفالي".

ومن الأسباب الطبيعية في إحتدام المشاكل الزوجية والوصول إلى الطلاق، هي مشكلات تتعلق بأخلاقيات الزوج كالشرب أو تعاطي المخدرات أو الوقوع في العلاقات المحرمة، إضافةً إلى السلوكيات المرفوضة كالضرب والشتم والتطاول غير المقبول على الزوجة، ونظرة الرجل القاصرة للمرأة وعدم احترامها والاقتناع بأن من السهل التفريط فيها واستبدالها بغيرها في أي وقت.

أما الأسباب عند الزوجة فأهمها هو التسيب واستهتارها وعدم تحملها لمسؤولياتها كما يجب، إضافةً إلى سوء خلق الزوجة وتطاولها على الزوج قولا وفعلا، فضلاً عن عدم احترام الزوج والتقليل من شأنه وقد يصل الأمر لمعايرته بشكل أو آخر.

ودعا الأخصائي الإجتماعي أسعد منصور العقلاء من الآباء والأمهات ليكونوا حياديين وواقعيين وأمناء مع أبنائهم وبناتهم الراغبين في الطلاق أو الموشكين على الإقدام عليه.

وأكد منصور لإيلاف أن هناك إيجابيات في الحياة الزوجية بين أي طرفين، "ولابد من أولياء أمور الزوجين البحث عن تلك الإيجابيات لتجاوز تلك المشاكل". وأضاف "لابد أن يأخذ الزوجين الحلة النفسية لأطفالهم قبل الإقدام على إختلاق المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق، فعادة ما ينعكس طلاق الأزواج على شخصية أبنائهم ومستقبلهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف