إيلاف+

أضحية العيد هاجس يؤرق اليمنيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أضحية العيد هاجس يؤرق فئات كبيرة من الناس

رضوان الهمداني وعبدالكريم شجاع الدين: يدرك تجار الماشية أن موسم عيد الأضحى فرصة سانحة، لذلك لن تتكرر إلا بعد مرور عام كامل حتى تأتي هذه المناسبة التي سيتجرع فيها الكثير المرارة من أجل شراء خروف أو المشاركة في أحد الثيران كما جرت عليها العادة في مثل هذا العيد.
لذلك تبدو حالة التذمر بادية على وجوه الكثيرين مع قدوم عيد الأضحى المبارك، مردها عدم القدرة على شراء أضحية كما جرت عليها العادة لدى الكثيرين في وقت يبالغ فيه تجار الماشية برفع أسعارها سعياً لتحقيق أكبر قدر من الأرباح.


يقول عبدالله مكرم أن أسعار الأضحية التي وصفها بـ المهولة، أصبحت تحول بينه وبين شراءها رغم من السنة النبوية.
ويضيف ": ظروفي المادية لا تمكنني من شراء خروف يصل سعرة من 30ـ40 ألف ريال لأن راتبي لا يتعدى قيمة الخروف.
ويعزز حالة المبالغة في أسعار الماشية من قبل بائعيها، أن بقية ايام السنة تشهد حالة ركود في اقبال الناس على اللحوم للظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الكثيرين وهو ما يدفعهم لمحاولة بيعها بأغلى الأسعار.

يعتقد عبدالله الهمداني الذي كان يتجول في سوق نقم والذي يعد من أكبر أسواق بيع الماشية بالعاصمة صنعاء، حالة المبالغة في أسعار الخراف والأثوار نوع من أنواع الاستغلال لحاجة الناس في هذه المناسبة الدينية العظيمة.
وقال:" من الصباح وأنا ابحث عن خروف بـ 20 ألف ريال لكنني لم اجد بهذا المبلغ إلا خراف هزيلة جداً لا تكاد تحمل تحت صوفها سوى على الجلد فقط".
وأضاف:" وصلت إلى قناعة أنني سأنظم إلى قائمة الـ (كيلو) من عند الجزار يوم العيد وأزين بها مائدتي وكل واحد مستور في بيته وانتهت المشكلة".
ويزدحم سوق نقم بقطعان كثيرة من الأغنام والأبقار المحلية والمستوردة لكن حركة البيع تبدو في حالة ركود مقارنة بعدد الناس في السوق الباحثين عن أضحية تنسجم كلا مع مستوى دخله.

يؤكد أحد الدلالاين في السوق أن الأقبال على شراء الأضاحي ما يزال ضعيفا.. لكنه يتوقع أن تتحسن حركة البيع حتى ثالث أيام العيد.
وأشار إلى أن البعض قد يلجأ إلى شراء الخراف المستوردة نظراً لأنخفاض أسعارها مقارنة بالخراف المحلية (البلدي) والتي يزيد سعر الأخيرة عن المستورد بنحو الضعف.
يقول احد المواطنين في السوق " سأضطر لشراء خروف (طلي) مستورد ولو أنه لن يعجب افراد اسرته لأنها الخراف الصومالية والحبشية غير مقبولة المذاق مقارنة بالبلدي".
وعززت موجة الجفاف في اليمن ارتفاع اسعار الماشية نظراً لتراجع تربية المواشي في الأرياف لعدم وجود المراعي الكافية جراء قلة الأمطار تراجع اقبال المواطنين على شراء اللحوم بقية أيام السنة لارتفاع سعر الكيلو إلى 1500ـ1700 ريال.

ورغم ارتفاع أسعار المواشي مع قدوم عيد الأضحى مقارنة بالعام الماضي وعزوف فئات كثيرة من الناس عن شراء الأضحية إلا أن عدد من الأسواق تشهد حالة من الازدحام سواء في أمانة العاصمة أو غيرها.
ففي سوق السبت الواقع بمنطقة سحول أبن ناجي بمحافظة إب يشهد السوق الذي يعد من أكبر اسواق اليمن الشعبية والمشهورة ازدحاما كبيراً قبيل 48 ساعة فقط من صباح يوم النحر (عيد الأضحى ).

يقول مسئول السوق عبدالله فاضل أن مختلف البضائع ومتطلبات المستهلك موجودة في السوق، غير أن إقبال الناس منصب في الغالب على شراء أضاحي العيد من البقر والغنم والماعز.
وأضاف " أضاحي العيد متوفرة كما ترى بمختلف الأنواع من بلدي (يمني)، ومستورد من اثيوبيا والصومال وغيرها ".
وبحسب فاضل فإن الأسعار تختلف بحسب الحجم وبلد الاستيراد فالبقر اليمني المعروف بالتهامي يحضى بالأفضلية لدى معظم المتسوقين وهو ما جعل قيمة الثورة التهامي يصل هذا العام إلى 400 ألف ريال للرأس الكبير.. فيما وصل أعلى سعر لرأس الغنم إلى 40 ألف ريال.

وتباهى البعض من باعة الماشية في السوق بأسعار بعضها لينم عن نوع من المبالغة غير المسبوقة.
فقد لفت انتباه مرتادي السوق عمدي إبراهيم وأحد أبناء المنصورية من محافظة الحديدة، بالثمن الذي طلبه قيمة ثلاثة ثيران، يقول أن وزن الواحد يصل إلى أكثر من 800 كيلوجرام.

ويطلب عمدي مليون ونصف 500 ألف ريال بواقع 500 ألف ريال لكل ثور..مؤكداً انه لن يقبل أقل من 450 ألف ريال عن كل واحد منها.
ويفسر مبالغته في أسعارها إلى أنه تم تغذيتها بالقصب، البوشة، وعصارة الجلجل ( السمسم ) بالاضافة لى الجو الملائم جداً لتربيتها في بلده تهامة الغرب بمحافظة الحديدة وهو ما جعل اوزانها كبيرة جداً.
ولم تقتصر الارتفاعات السعرية في أسعار الأضاحي على سوق معين بالمحافظة أو غيرها، فقد سادت حالة الفوران السعرية كافة السوق.
يقول علي التهامي(جزار) أن ارتفاع سعر المواشي موجود حتى في الأسواق الشعبية الأخرى..مشيراً إلى أن أحد الأثوار بيع في منطقة باجل الواقعة بمحافظة الحديدة الأسبوع الماضي بمبلغ 408 ألف ريال.. في حين بيع رأس من الماعز(جدي) بملغ 40 ألف ريال.
وبخلاف الأبقار والخراف فقد استقر اسعار الأبل بسبب قلة الإقبال على شرائها للأضاحي، فهي لا تحظى برغبة لدى فئات كثيرة من الناس.
يفيد الجمال محمد علي منصر من أبناء مديرية المخادر بمحافظة إب أن سعر الإبل المتوسط (الكاسر) لم يتجاوز الـ 180 ألف ريال وهي نفس أسعار العام الماضي.
ويعتبر أحمد النجار أحد المواطنين أنه اشترى رأسا من البقر الخارجي بمبلغ 165 ألف ريال أن السعر مناسباً جداً..مشيراً إلى أنه يشترك مع 6 من جيرانه في ذبحه كأضحية يوم العيد.
وقال:" الكثير اخذ يتجه لشراء العجول المستوردة سواء من الحبشة او الصومال لأن اسعار العجول المحلية (البلدي) أصبحت لفئات قليلة من الناس وهي القادرة على شراءها رغم أسعارها الجنونية.
ويبدو أن ضيق أحوال الناس المادية جعلت الترديد بمقولة " العيد عيد العافية هي المسكن النفسي وإن كان يبدو ظاهرياً أكثر منه يقييناً داخلياً، لكن تردي اوضاع الناس المعيشية كفيلة مع الأيام جعلها أكثر من مجرد جملة يرددها الناس لتصبح جزء من الثقافة للنسيج الفسيلوجي للفرد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف