القوات الأميركية تسترخي مع تحسن الأمن بالعراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مايكل كريستي من بغداد: قبل بضعة أشهر كان اللفتنانت جريج باسيت وجنود أمريكيون آخرون يتحركون في أنحاء أبو دشير قفزا بطريقة تشبه حركة الضفادع نصفهم منبطحا على التراب وأسلحتهم مُستعدة للانطلاق لحماية بقية الجنود الذين كانوا يتحركون جريا.
ويوم الاربعاء استراح باسيت هو وجنود أمريكيون آخرون في فناء مدرسة في هذه المنطقة التي كانت تشتهر بالعنف في وقت من الأوقات على مشارف بغداد وهم يراقبون السكان أثناء ذبح أربع بقرات بمناسبة عيد الأضحى.
وكان عدد صغير منهم فقط يراقب أسطح المباني بحثا عن قناصة. ومعظمهم كانوا يعلقون بنادقهم على رقابهم وهم يختلطون مع العراقيين الذين كانوا منذ فترة قصيرة أعداء لهم.
وأعمال العنف التي ضربت العراق سنوات بعد الغزو الامريكي في عام 2003 بدأت في الاشهر الاخيرة تختفي فيما يبدو مخلفة مشاهد تبين آثار الانفجارات في الجدران الخرسانية وحواجز الطرق والمتاريس والدمار الذي يشاهد في بعض الاماكن.
ويواصل مقاتلو القاعدة ومسلحون آخرون القيام بتفجيرات قنابل وشن هجمات انتحارية تسفر عن مقتل العشرات كل شهر وقد يتصاعد العنف عندما يجري العراق الانتخابات المحلية في الشهر القادم.
وربما يتدهور الامن عندما تنسحب القوات الامريكية من المدن العراقية في يونيو حزيران القادم قبل الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011 وتسليم الامن للشرطة والجيش العراقيين.
لكن في الوقت الراهن فان الانخفاض في الحوادث يسمح بانتشار أجواء طبيعية.
وقال الميجر ديف اولسون ضابط الشؤون العامة بالجيش الامريكي "في حقيقة الأمر لم تقع هجمات على الاطلاق داخل بغداد امس."
واضاف "انه يوم نادر لكنها أمور تحدث."
وفي ذروة التمرد والصراع الطائفي في منتصف عام 2007 بين الغالبية الشيعية والسنة الذين كانوا يهيمنون على الساحة السياسية في وقت من الاوقات شهدت منطقة الرشيد 927 هجوما بالقنابل في شهر واحد أو بمعدل 31 هجوما في اليوم.
وقال اولسون انه في نوفمبر تشرين الثاني وقع 24 هجوما.
وينسب التراجع في أعمال العنف الى أشياء كثيرة من بينها زيادة كبيرة في عدد القوات الأمريكية وقرار زعماء العشائر السنية الانقلاب على حلفائهم في تنظيم القاعدة واعلان الميليشيات الشيعية وقف اطلاق النار.
ويقول بعض الجنود الامريكيين وزعماء المجتمع العراقي ان التغير في موقف القوات الامريكية والتركيز على كسب ود المجتمعات المحلية بدلا من القتال ضدها لعب دورا في ذلك.
وقال رجل الاعمال مؤيد حامد الذي تبرع بالبقرات التي ذبحت للتوزيع على السكان في أبو دشير والذي أصبح متعاقدا رئيسيا للقوات الامريكية وقام بترميم مدارس ومستشفيات عراقية "هؤلاء الناس يحتاجون الى مساعدة."
وقال حامد ان القوات الامريكية أرادت ان تأتي لسحق المتمردين المناهضين للولايات المتحدة في أبو دشير بقوة مفرطة. واقترح بدلا من ذلك ان يتم استخدامهم. والان 300 شخص من هذا المجتمع يحصل كل منهم على عشرة دولارات يوميا في تنظيف الشوارع وطلاء الجدران.
وقال حامد "انها مثل عجلة. عندما تبدأ في الدوران تتحرك الأمور." واضاف "كل ما عليك ان تفعله هو ان تمهد الطريق."
وأثناء ذبح البقرات كان الجنود الامريكيون يراقبون ويمزحون مع الاطفال الذين كانوا ينتظرون الهدايا.
واصطف الرجال والنساء في طوابير في هدوء للحصول على قطع من اللحم داخل أكياس بلاستيكية.
وقامت الشرطة العراقية بتفتيش الرجال لدى دخول المدرسة بحثا عن أسلحة.
وقال حامد "لم يكن من السهل البقاء في الهواء الطلق من قبل. هذه تغييرات عظيمة."