العنوسة في الأردن غلاء مهور وتقاليد بالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عمان: المؤكد ان الزواج هو الخطوة الأهم باتجاه تكوين الأسرة لانها ركيزة أساسية لإنشاء المجتمعات والأمم مثلما هي المعقل الامن لأي امة ومبعث قيمتها وتكوين هويتها وحضارتها.
والمؤكد ايضا ان علاقة الذكر بالأنثى بالزواج هو متطلب فطري عند الشعوب والقبائل كافة كونه الواقي المنيع من الانحلال الخلقي والديني والاجتماعي.
و"العنوسة" تعني ارتفاع سن الزواج وتتنامى مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي وهي لم تعد تشمل الإناث فقط بل الذكور ايضا،لكن ثقافة مجتمعنا تركز على عنوسة الاناث كمشكلة كبيرة ومؤثرة اكثر مما تركز على عنوسة الرجال وعزوبيتهم باعتبارها خيارا حرا للذكر بينما الأنثى لا تتمتع بمثل هذا الخيار ولا ترغب فيه.
وتشير الإحصائيات الحديثة والدراسات الى ان (العنوسة) باتت ظاهرة اجتماعية تهدد وجود الأسرة اذا استمرت بالازدياد كما تهدد المجتمع ومنظومة القيم المتوارثة والسائدة ولا بد من محاصرتها والحد منها وإيجاد الوسائل المناسبة لعلاجها.
رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة عمان الأهلية الدكتور عزمي منصور قال لوكالة الانباء الاردنية ان دراسات وزارة التنمية الاجتماعية كشفت عن معدلات العنوسة في المملكة حيث تجاوزت مئة ألف فتاة تزيد أعمارهن عن ثلاثين عاما تخطين سن الزواج حتى نهاية العام الماضي 2007.
وأشارت إحصائيات جمعية العفاف الخيرية الأردنية الى ان متوسط سن الزواج في الأردن يصل الى ثلاثين سنة للذكور و 29 سنة للإناث.
وقال الدكتور منصور ان دراسات حديثة كشفت عن ان 35 بالمئة من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة وانخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا لتصل الى ثلاثين بالمئة.
بينما بلغت عشرين بالمئة في كل من السودان والصومال وعشرة بالمئة في كل من سلطنة عمان والمغرب في حين انها لم تتجاوز في كل من سوريا ولبنان والاردن نسبة خمسة بالمئة.
وكانت في ادنى مستوياتها في فلسطين حيث مثلت نسبة الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج واحدا بالمئة وكانت اعلى نسبة قد تحققت في العراق اذ وصلت الى 85 بالمئة.
واشار الى ان الارقام تتحدث عن وجود عشرة ملايين شاب وفتاة فوق سن الخامسة والثلاثين في مصر لم يتزوجوا بعد بينهم نحو اربعة ملايين ونصف المليون انثى حسب إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، وفي الجزائر هناك اربعة ملايين فتاة لم يتزوجن بعد على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين حسب إحصائيات رسمية أعلنها الديوان الجزائري للإحصاء.
وفي سورية بينت الأرقام ان أكثر من ستين بالمئة من الفتيات السوريات لم يتزوجن بعد ممن تتراوح أعمارهن ما بين 25 وثلاثين عاما.
وقال ان هذه الارقام قد يراها البعض مرتفعة ويراها اخرون انها غير مرتفعة مقارنة بالعدد الكلي للسكان،ويرى فيها البعض انها مؤشر اولي للخلل الاجتماعي السكاني الذي قد يؤدي الى اختلالات لاحقة في النظم الاجتماعية.
وبين ان هذه الارقام ومقارنة بالمجتمعات العربية قبيل تعرضها للتغيرات الاجتماعية وتحول بناها الاجتماعية فانها مرتفعة خاصة اذا عرفنا ان سمة المرحلة قبل الحضرية هي الزواج المبكر وسيادة النمط الانتاجي وليس الاستهلاكي في المجتمع.
واشار في هذا السياق الى اهمية التنشئة الاجتماعية التي تعد النشء منذ الصغر لتحمل المسؤولية وتيسير امور الزواج بعيدا عن التعقيدات ومظاهر الترف ورسوخ المفاهيم الدينية التي تحض على الزواج كحصانة للشاب وستر للانثى وسيادة الاعراف والتقاليد الاجتماعية واعتبار الزواج مصاهرة وقربى وتقوية للعلاقات الاجتماعية وعدم تعرض المجتمع للاعلام الغربي وانماط ثقافية غريبة عن ثقافته.
وعن الاسباب الاقتصادية للعنوسة قال الدكتور منصور انها تتمثل بارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وندرة فرص العمل وانخفاض وتدني مستوى الاجور والرواتب وارتفاع اسعار المساكن واجورها وارتفاع المهور وتكاليف حفلات الزفاف ولجوء بعض الاهالي الى تاخير زواج بناتهم العاملات للاستفادة من رواتبهن.
وفيما يتعلق بالاسباب الاجتماعية للعنوسة قال انها تتمثل بسيادة القيم الاستهلاكية والمظاهر والمباهاة بثمن الشبكة والمؤخر وجهاز العروس ومكان الزفاف والسكن وتراجع دور الاسرة في توعية الابناء وتربيتهم على تحمل المسؤولية وتراجع التربية الدينية وانتشار الانحلال الاخلاقي الذي غذته العديد من الفضائيات ووسائل الاعلام وغياب المفهوم الصحيح للزواج على انه ليس متعة بل هو سكن ومودة ورحمة واستمرار للنوع الانساني وتراجع بعض القيم التقليدية كتقديس العائلة واحترام المصاهرة.
وقال ان هناك اسبابا نفسية للعنوسة تتمثل بالاحباط العام واللامبالاة وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية وانخفاض التقدير للذات والعقد النفسية من الجنس الاخر وفقدان الشعور بالامن والثقة بالنفس والمستقبل والخوف المرضي من الزواج وخوف ابناء المطلقين من الارتباط والميل للانفصال وعدم الرغبة في الالتزام من خلال الزواج وتفضيل استبدال الزواج باللعب او الادمان.
واكد الدكتور منصور انه لهذه الاسباب يمكن ان نفسر (العنوسة) التي باتت ظاهرة تهدد المجتمع لما لها من اثار سلبية يمكن استنتاجها من انتشار الزواج العرفي نظرا لقلة التكلفة واللجوء الى طرق بديلة غير شرعية والاغتصاب والشذوذ والازمات النفسية والادمان على المخدرات وانهيار منظومة القيم التي تشكل عامل الضبط الاجتماعي والبحث في تكنولوجيا المعلومات عن المواقع الاباحية او استغلال تكنولوجيا المعلومات لممارسة الشذوذ.
مساعد امين عام وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية لشؤون الدعوة والارشاد الدكتور عبد الرحمن ابداح قال ان اسباب (العنوسة ) تتركز بوجود علاقات محرمة وابواب خلفية مفتوحة بين الذكور والاناث بعيدا عن العلاقات الشرعية النظيفة التي تتيحها مؤسسة الاسرة والزواج الشرعي ووجود وسائل محرمة تناغي الميول والرغبات الجنسية ضمن وسائل الاعلام المختلفة.
كما ان من اسبابها التغالي بالمهور وتحميل الراغبين في الزواج مالا طاقة لهم به من التوابع على اختلاف انواعها ووجود انواع من الزواج الذي يقوم على (كف عفريت) مثل زواج (المسيار) الذي لا يحفظ للزوجة أي حق ولا يحمل الزوج اية مسؤولية وفشل الكثير من الازواج في اقامة اسرة سوية تنمو في رحابها المودة والرحمة.
ومن بين الاسباب كذلك تزايد حالات الطلاق الناجم عن الخلافات بين الزوجين ومداخلات الاهل السلبية ورغبة كثير من الاباء في استنزاف طاقة وقوة بناتهم حتى الرمق الاخير، فتراهم يؤجلون زواجهن طمعا في مالهن ورواتبهن او رغبة في اطالة مدة خدمتهن للاسرة،وهذا ما يسمى في الشريعة ب(العضل) وهو مظهر من مظاهر الانانية وقلة الدين،ووجود حالة انفصام بين ما نعلمه ونعتقده في ديننا من التشجيع على الزواج وتسهيل اتمامه وتيسيره وبين ما نمارسه عند التطبيق،فترى كثيرا من الناس يمارس عكس ذلك عند تزويج ابنته.
وقال ان عددا من الشباب يفضلون عدم الارتباط بزوجة الا بعد اتمام دراستهم الجامعية التي قد تصل الى مرحلة الدكتوراة اضافة الى غلاء المعيشة والبطالة والفقر.
واكد الدكتور ابداح انه للقضاء على هذه الظاهرة لا بد من اغلاق كل منافذ الرذيلة والفساد وتعقيم القنوات الاعلامية وحمايتها من كل ما يشينها وتسهيل امر الزواج وتخفيف المهور والحذر من كل صور الزواج الذي لا يعدو ان يكون قناعا للرذيلة والفساد مثل زواج المسيار والعناية بمؤسسة الاسرة وتحصينها من كل اسباب الوهن والانهيار واقامة العلاقات الزوجية على المحبة والاحترام.
وقال انه لا بد من دراسة اسباب ارتفاع نسبة الطلاق واثارة الوازع الديني في نفوس الاباء الذين يمنعون زواج بناتهم من الاكفياء رغبة في مالهن او في وظيفتهن وان يفهم المسلم بان الله سبحانه وتعالى يمقت الانسان الذي يخالف قوله فعله، كما ان للدولة اسهاما لا بد منه في حل هذه الظاهرة.
التعليقات
وزارة التجارة
أحمد -ان امور الزواج والمهر يجب ان تصبح من صلاحيات وزارة التجارة الداخلية لانها بالفعل بيع للبنات وتجارة بهن . عيب والله عيب يجب ان نلغي المهور وكذلك ان نقيد تعدد الزوجات ( فقط في حالة مرض الزوجة اوعدم انجابها) وكذلك ان نجبر الزوج على دفع نفقة مرتفعة وكافية للمطلقة . هذه امور يجب القيام بها بغض النطر عما سيقول اشباه العلماء.
مع احترامي
ام نورة -مقالة كاملة ومتكاملة لا تعليق علية, بل شكر وثناء كبير لكاتبه وان شاء الله يكونوا الناس فهمو خطورة الوضع الذي نحن فيه.
وزارة التجارة
أحمد -ان امور الزواج والمهر يجب ان تصبح من صلاحيات وزارة التجارة الداخلية لانها بالفعل بيع للبنات وتجارة بهن . عيب والله عيب يجب ان نلغي المهور وكذلك ان نقيد تعدد الزوجات ( فقط في حالة مرض الزوجة اوعدم انجابها) وكذلك ان نجبر الزوج على دفع نفقة مرتفعة وكافية للمطلقة . هذه امور يجب القيام بها بغض النطر عما سيقول اشباه العلماء.
الموضوع معقد شوي
عابر سبيل -احنا بالعالم العربي نعاني من التخلف والجهل. حكامنا هم اساس البلا. هم اساس البلا الي احنا فيه. لا وضع اقتصادي ثابت . تقلبات. عدم استقرار. واهل البنت من جهه بدهم فلوس ومهر. والبنت بدل ما تتعاون معك( لانها من عمرك وبتتفهم ظروفك) هي اول وحده بتحط عليك ميه شرط. طبعا العريس لازم يكون حلو وغني بنفس الوقت. طيب من وين احنا بدنا نجيب هيك حكي بالعالم العربي. لازم البابا يكون حرامي كبير عشان نوفر هاي الظروف
الموضوع معقد شوي
عابر سبيل -احنا بالعالم العربي نعاني من التخلف والجهل. حكامنا هم اساس البلا. هم اساس البلا الي احنا فيه. لا وضع اقتصادي ثابت . تقلبات. عدم استقرار. واهل البنت من جهه بدهم فلوس ومهر. والبنت بدل ما تتعاون معك( لانها من عمرك وبتتفهم ظروفك) هي اول وحده بتحط عليك ميه شرط. طبعا العريس لازم يكون حلو وغني بنفس الوقت. طيب من وين احنا بدنا نجيب هيك حكي بالعالم العربي. لازم البابا يكون حرامي كبير عشان نوفر هاي الظروف
و أخيرا
سماح -مقالة ذات حبكة و محترمة ياريت كل مقالات جريدتكو كلهاهيك!
لو اني مسؤول كبير
imad -لو اني مسؤول كبير وذو ثراء اقسم انني لاعلن مكافأة لمن يتزوج مبلغ 3000 دينار على الاقل دعم ومساعدة للشباب الراغب في الزواج ويكون ذلك ضمن قيود وشروط للتاكد من جدية الزواج والعيش في بيت واحد ودعم سنوي لهم وهذا اقل شيء ممكن تعمله اي دوله بدلا من المصاريف هنا وهناك وهكذا نكون قد ساعدنا ابناءنا وتجنبنا كارثة لا يعلمها الا الله في بعدنا عن كتاب الله وسنة رسوله
مقال رائع
ابو سعود -ياليت نشوف دراسات واحصائيات دقيقه في جميع الدول العربيهلاشك ان الحكومات تتحمل جزء من المسؤليهبعدم توفيرها فرص عمل للشباب او تدني الاجور لديهاولكن المسؤليه الكبرى تقع على عادات قبليه باليهواشتراطات غير منطيقه
الحل موجود
الخديوي -زواج المتعه يمكن يحل كل المشاكل اضافه الى ثوابه الكبير فالنمنع بواحده يعطي صاحبه منزلة(الحسين) والتمتع باثنتين منزلة (الحسن) وبثلاثه منزلة (علي) وباربعه منزلة (النبي) ده الكلام مش من عندي وانمامن كتاب(تفسيرمنهج الصادقين ج2 ص493 من النص الفارسي لمؤلفه الملا فتح الله الكاشاني ناسبا ذلك الى النبي (ص) وهناك احاديث اخرى بنفس المعنى ولمن يريد المزيد فما عليه سوى الاطلاع على المرجع السابق ورسالة(حضرةمن خصه الله باللطف الابدي خاتم مجتهدي الاماميه بالتوفيق السرمدي الغارق في بحار رحمة الله الملك الشيخ علي بن عبد العال روح الله روحه)في باب المتعه.كل ده والله مش من عندي انما من المصادر التي ذكرتها. اهوه المشكله اتحلت خلاص.
إلى الخديوي
rabab -فيك الخير والله مشكور وما قصرت ..هاي الكلام من عندي!!