إيلاف+

الجريد التونسي يرقص على إيقاعات مهرجاناته

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيهاب الشاوش من دوز بالجنوب التونسي: يستفيق الجنوب التونسي، هذه الأيام، من راحته الطويلة التي تفرضها عليه طبيعته الصحراوية القاسية. و تدب الحياة من جديد في سكان الجنوب و الجريد بالخصوص، الذين تحوم أنشطتهم حول الواحات و ما تنتجه.


هناك مقولة، وهي في الواقع قاعدة في هذه المنطقة، تقول ان لا شيء يضيع، و كل شيء من الواحة، يقع استغلاله، و توظيفه. فالتمر، او "دقلة النور"، تصدر او تروج في الأسواق المحلية، اما نواتها فيقع رحيها، لصناعة نوع من القهوة المحلية.


الجريد الميت، يستعمل حطبا، لصناعة الآجر المحلي، المميز لمدن الجريد. اما الدواب و الزواحف، التي تعشش او تعيش حول و داخل واحات النخيل، فهي اما تستغل للإنتاج او الاستهلاك، او لعروض المهرجانات الشتوية،التي تنعش الجهة،و تحرك دواليبها الاقتصادية و السياحية.
احد التجار الذين، افتتحوا محلا، بالقرب من شلالات تمغزة بتوزر، مستغلين جمال المكان و توافد السياح عليه، يقول لإيلاف" هنا نحن نستغل كل شيء من اجل جلب السياح، زواحف، افاعي، عقارب، صناعات تقليدية، كل شيء يصلح لجلب السياح".


وهو الرأي نفسه الذي يسوقه لنا محمد علي، احد العاملين في افران صناعة الآجر المحلي، لمدينة توزر" النخلة هي مصدر الحياة في الجريد، فكل منتجاتها تستغل، و نخن لا نستورد شيء، بل من النخلة وهذه الأرض الطينية، نصنع الآجر. لم يعد يقتصر استغلاله في الجهة بل ان مدن تونسية أخرى اصبحت تستعمله في ديكور منازلهم، لذلك فإن الإقبال عليه ارتفع خلال السنوات الأخيرة".
الأفران التي تقع على تخوم مدينة توزر درءا من خطر التلوث، ما تزال تقليدية، لكن المستقبل سيعرف انجاز مصنع حديث، لمضاعفة الإنتاج، بحسب ما يتردد بين اهالي المدينة.
و مدينة توزر هي من المدن القلائل التي ما تزال تحافظ على هندستها المعمارية، و هناك جهود حثيثة من مسؤولي المنطقة، للمحافظة على طابع المدينة، و موروثها الثقافي و الحضاري.


علي كريم، صحفي عراقي مقيم في لبنان، علق قائلا حول الهندسة المعمارية للجهة" تقريبا أشعر و كأني أتجول في النجف او كربلاء، هناك شبه كبير، في الهندسة المعمارية".


مهرجانان و نفس آخر:
الدورة 41 المهرجان الدولي للصحراء بدوز،و الدورة 30 لمهرجان الواحات، التي تستقطب كل عام عددا كبيرا من السياح و الإعلاميين ومن ابناء الجهة، تشكل رافدا اقتصاديا و ثقافيا آخر لسكان الجهة.لكن تزامن التظاهرتين قلص من فرص قضاء اكبر وقت للسياح في تونس.
السياح الذين يتوافدون على الجنوب التونسي، يتمتعون في الغالب بدخل مرتفع، كما ان تكلفة السياحة الصحراوية ارفع من سياحة البحر، و الشواطئ. و غالبا ما يتوافد سياح خليجيون على الجنوب التونسي بينهم امراء قصد الصيد او الاستمتاع باللوحات الفلكلورية و عروض الفروسية التي تقدمها الفرق الشعبية التونسية.
أمين منطقة الحائل بالسعودية يقول" هناك تقارب كبير في طبيعة الصحراء بين تونس و السعودية، و خاصة في طبيعة الصحراء و الواحات المحيطة بها".
خليل العجيمي، الذي كان سعيدا بحضور الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، قال ان عدد السعوديين الذين يتوافدون على تونس يبلغ 7500 لكن، و على حد قوله فإن مداخيلهم تصل الى ثلاث اضعاف السائح الأجنبي الكلاسيكي.
في الوقت نفسه، أكد الوزير التونسي على ضرورة توفير منتوج خصوصي للسائح السعودي و الخليجي عامة، عبر تشجيع سياحة الإقامات.
و بخصوص تزامن المهرجانات اعلن الوزير أنه قد تم التنسيق بين ولايات الجنوب لالغاء تزامن المهرجانات والتظاهرات الثقافية والسياحية الشتوية مستقبلا بما يساهم في الترفيع من نسبة الامتلاء بالوحدات السياحية وتحسين مردودية القطاع.


ساحة الحنيش حيث الوغى:
ساحة الحنيش هي عبارة عن ساحة وغى، أبطالها الإبل و كلاب السلوقي، والخيول.
مشاهد الصيد و عراك الإبل، تشد انتباه الحضورأكثر من غيرها، و يتفاعلون معها بالهتافات تارة و الصراخ و التشجيع طورا.
اما لوحات الفروسية و الرقص الشعبي الفلكلوري، فقد خفت بريقها، على ما يبدو.
و تبقى، مشاهد انقضاض كلب السلوقي، على فريسته الأرنب، من أقسى مشاهد الصيد، حيث يمزقها اربا اربا، و ان لم يفعل، فإن بقية المربين يطلقون كلابا أخرى للملاحقة، حتى تخر قوى الأرنب و تستسلم لأنياب الكلاب السريعة.
هذا المشهد غالبا لا يروق للسائح الأجنبي، كما هو الشأن بالنسبة لعراك الإبل، لكنه يعكس واقع ضراوة البيئة الصحراوية لسكان الجريد.
مشهد، أضحك الحضور، عندما اطلق احد الصيادين، كلب السلوقي، خلف حيوان الفنك،، لكن المشهد انقلب رأسا على عقب، عندما أصبح الفنك يطارد السلوقي، رقم ساقه المكسورة.
منشط العرض، ادلف قائلا، " هذا أصبح مشهد صيد السلوقي بواسطة الفنك و ليس العكس...".
و افاد المنشط بأن كلب السلوقي، كان يعد قبل المهرجان، اثنين، اما الآن فهو يعد بالمئات على حد قوله.
أحد الأطفال المشاركين بالعرض، قال لإيلاف" نحن نربي كلب السلوقي على الصيد، منذ الصغر، و نستعمله في العروض و المهرجانات، و الصيد. في البداية، نجعله يلاحق فارا ساقه مكسورة، ثم ارنبا، و تكون ساقه مكسورة، قبل ان نضع له ارنبا عادية، حتى يتعود على الصيد".
بقية العرض، يتضمن لوحات من فرق موسيقية، و سباق مهاري، و خيول.
هذه السنة، حضرت فرقة، من الأطفال اليابانيين، قدموا عرضا في قرع الطبول اليابانية.و كان اليابانيون كعادتهم غاية في النظام و الإنضباط و الإتقان، حيث تناسقت الحركات و النغمات.


الموسيقى والافراح بالواحات:
الموسيقى والافراح بالواحات" كان شعار الدورة 30 للمهرجان الدولي للواحات بتوزر.
العرض، الذي شهد مشاركة عديد الفرق الموسيقية الشعبية من تونس و دول عربية و مغاربية، تضمن لوحات من اعراس الجنوب التونسي التي تمتد على سبعة ايام، بلياليها.
محمد العربي الهادفي عضو لجنة المهرجان يقول" هذه السنة خصصن العرض للأفراح و الأعراس بالجريد، اما السنة الماضية فقد خصصناها للمؤكولات. نحاول في كل مرة التجديد مع المحافظة على العادات و التقاليد"
وقد أثث هذه اللوحات حوالي الف مشارك من الفرسان والفرق الصوفية والفلكلورية والنساء والاطفال فضلا عن مشاركة فنانين وشعراء شعبيين قدموا من الجهة ومن الولايات المشاركة.


حوار بين الشعوب:
في أحد نزل الجهة، انتظم على هامش مهرجان دوز، ملتقى دولي حول ldquo;السياحة الثقافية والطبيعية في الصحراء : حوار بين الشعوبrdquo; الملتئم ببادرة من كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان.
مدخل النزل، وشح، ربما صدفة، بشجرة الميلاد، لكن خلفه نصبت خيمة عربية... "الا يجسد هذا، بكل بساطة حوار الشعوب" علق احدهم، قبل ان يدلو مختصون عرب و اجانب بدلوهم في الملتقى، متحدثين عن النخيل و الصحراء و الجمال.
الملتقى تطرق الى أحد الابعاد الهامة للصحراء التي يتم العمل على تثمينها وتوظيفها وهي السياحة الثقافية والطبيعية لما أصبحت تحتله من مكانة هامة في دفع التنمية الجهوية بولايات الجنوب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا للكاتب
اسامة السويركى -

اشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع الرائع والذى تعرفنا من خلاله على طبيعة البشر فى هذا القطر العريق والتى تشبه طبيعتنا نحن ابناء سيناء بمصر فكثيرا ما تربطنا هذه الطبيعة ببعض وفى الفترة الاخيرة وبعد تاسيس الاتحاد العربى للهجن عرفتنا تلك الهجن على بعض اكثر واكثر بل ربطة البداوة بعضها ببعض من المشرق الى المغرب وجعلتنا جسد واحد فالمناسبة اتقدم بخالص الشكر لهذا المخلوق العجيب الذى جمعنا بعد فرقة طالت والشكر كل الشكر للكتاب العرب الذين يتناولون جانبا من التراث البدو فى مقلاتهم

merci mais!!!!!
lamia -

merci mais c''est un simple festival!les tunisiens ne vivent pas ainsi!

ahhhhhhhhhhhhhhhhhhh
lamia -

les enfants europeens cherchent les secoupes volantes et les extraterrestre et nous les chamaux et dromadaires et sahra.............!!quelle culture et quel avenir!