إيلاف+

ترميم فسيفساء زجاجية عمرها 1400 عام

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عثر عليها في مدينة قيسارية الأثرية
ترميم فسيفساء زجاجية عمرها 1400 عام

أسامة العيسة من القدس: بشكل لا يخلو من الفخر، أعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية عن تمكنها أخيرا، من ترميم لوحة فسيفساء زجاجية عمرها 1400 عام كان عثر عليها في مدينة قيسارية الأثرية الساحلية، التي تعتبر من أعرق المدن الفلسطينية. وتم اكتشاف هذه اللوحة الفريدة، في ما يصطلح عليه قصر فسيفساء الطيور في قيسارية، والذي يقع على تلة رملية، شمال أسوار المدينة التاريخية. تعود التنقيبات الأثرية في المكان إلى عام 1955، وتبين أن ما عثر عليه من أرضيات فسيفسائية يرجع إلى الفترة البيزنطية، ولم تستأنف السلطات الإسرائيلية الحفريات في المكان، بعد أن غطت ما اكتشفه إلا عام 2005م، رغم إدراك الآثاريين الإسرائيليين أهمية ما اكتشفوه، لكن وكما يحدث في كثير من الأحيان، فإن المكتشفات الأثرية ذات الدلالات المسيحية أو الإسلامية، لا تكتسب أولوية لدى سلطة الآثار الإسرائيلية.

وبدعم من أحد الصناديق المانحة، أجرت سلطة الآثار الإسرائيلية حفريات جديدة في القصر الذي تبلغ مساحته نحو 3 آلاف متر مربع، ويعتقد أنه يعود لإحدى عائلات ذلك الزمن الثرية، ويحوي القصر أروقة وغرفا، وساحة تميزت بأرضيتها الفسيفسائية التي تبلغ مساحتها نحو (14.5times;16 م). ولم تكشف الحفريات عن كامل القصر، ووفقا لكميل ساري من سلطة الآثار الإسرائيلية الذي أعدّ ملخصا عن تلك المكتشفات بان القصر هدم عام 640 م.

والحفريات كشفت فقط عن ساحة فسيفساء الطيور وعن هذه الفسيفساء يقول ساري "يعتبر الفسيفساء فريدا من نوعه وهو مزخرف بشكل مميز: على الأطراف مرسومة صور مختلفة من الكائنات الحية مثل الغزال, الدب, الفيل وغيرها. أما القسم الأوسط فهو مزخرف بجميع أنواع الطيور المعروفة لنا: عصافير, بط, وز, نعامه وغيرها". ولكن خلال حفريات 2005، عثر على شيء مثير فعلا وهو أرضية طاولة من الزجاج مصنوعة من مربعات فسيفسائية زجاجية، ومطلية بماء الذهب، وعليها أشكال نباتية بالإضافة إلى رمز الصليب.

وقدر عمر هذه القطعة المثيرة بنحو 1400 عام، وبدأت عملية ترميم لها انتهت هذا الأسبوع وهو ما أعلنته سلطة الآثار الإسرائيلية. وقال يائيل جورين روسين، رئيس سلطة الآثار الإسرائيلية، إن الحديث يدور عن قطعة فسيفسائية فريدة هي الأولى من نوعها، التي يتم اكتشافها في إسرائيل، من حيث قدمها، وشكلها، وبريقها، وتقنية صنعها بشكل يدوي.

ووصفها البروفيسور جوزيف باتريك، أستاذ علم الآثار في الجامعة العبرية في القدس بأنها قطعة فنية فريدة من نوعها، حافظت على حالتها الأصلية، وألوانها الأخضر والأزرق والذهبي، وأعاد الفضل في ذلك إلى المنقبين في الموقع، الذين حرصوا على إخراجها من الحفرية سليمة. وفي بيان سلطة الآثار الإسرائيلية الذي أكد أهمية وفرادة اللوحة المكتشفة أشار إلى انه "حسب علمنا قد تكون القطعة الوحيدة في العالم التي تم اكتشافها".

وتبلغ أبعاد القطعة المكتشفة 103 x 103 سم، وذكرت السلطة أنه تم اكتشاف هذه القطعة، خلال الحفريات التي جرت في ساحة فسيفساء الطيور عام 2005، لإعداد الساحة للعرض العام أمام الجمهور، وان التنقيب جرى تحت إشراف الدكتور يوسف بورات. وتم تأريخ القطعة إلى الفترة البيزنطية الأخيرة، أي أواخر القرن السادس وبداية القرن السابع الميلادي، وهو ما يتوافق مع تاريخ بناء القصر.

وتم استخدام تقنية ما اصطلح عليه (الذهب-الزجاج) في صنع هذه القطعة، وتحوي بالإضافة إلى المكعبات الفسيفسائية الزجاجية، رقاقة ذهبية علوية. وبعد الكشف عن هذه القطعة نقلت إلى مختبرات سلطة الآثار الإسرائيلية، لترميمها بدعم سخي من أحد الصناديق الداعمة. والإعلان عن ترميم هذه القطعة، يسلط من جديد الضوء، على مدينة قيسارية التي تقع جنوب مدينة حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وارتبطت بشكل خاص بمجد هيرودس الكبير، الحاكم الادومي العربي لمقاطعة فلسطين الرومانية التي ضمت أيضا شرق الأرض وأجزاء من سوريا، وتميز بمآثره العمرانية العديدة، ومن بينها قلاعه في القدس، وصحراء البحر الميت، وشرق الأردن.

وبنى هيرودس المدينة وأطلق عليها اسم القيصر الروماني أغسطس، وتم افتتاح المدينة باحتفال كبير حضره سياسيو الإمبراطورية الرومانية وكان ذلك عام 10 قبل الميلاد. ولكن الحفريات في المكان كشفت عن قدم المدينة، وبأنها تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، واهتم بالمدينة كل من سيطروا عليها لاحقا من بيزنطيين، وعرب، وصليبيين، ويكاد يكون لها مع كل من هذه الحضارات قصة، ووفقا للتقديرات العلمية، فإن المدينة شهدت نهوضا استثنائيا خلال الفترة البيزنطية، حيث أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للبلاد.

وتعرضت المدينة في عام 1948، إلى عملية تدمير واقتلاع لسكانها العرب، وأقيمت مستوطنة يهودية على أنقاضها، ولم يبق من آثار المدينة الفلسطينية العربية إلا القليل، أهمها المسجد الذي حوله الإسرائيليون إلى بار، وبعض القبور المقدسة لدى المسلمين (الأولياء) أصبحت حمامات عامة يستخدمها زوار المكان. وتعتبر قيسارية الان مقصدا سياحيا، وفيها الكثير من المواقع، مثل المسرح الروماني، الذي يحوي بقايا غرف الممثلين، ومضمار سباق الخيل، وقصر الحاكم، ومعبد، وبقايا قلاع، وحمام عام رممته سلطة الآثار الإسرائيلية ويتكون من عدة أقسام مثل أحواض المياه الساخنة والباردة، والأفران، وقنوات المياه وغيرها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
للاسف !
عشتار -

اسرائيل سعت جاهدة وباصرار لترميم قطعة فيسفساء تاريخية اثرية واعادة تركيبتها راجعتا لتستذكر بها احياء الروح , النظارة والهيئة المتكاملة وايضا نهنئها على تفسيخ الفسيفساء الوطنية اي اللحمة بين اطياف الفصائل الفلسطينية المتحاربة حاليا ويال الاسف ! تحياتي . عشتار