مدينة واسط الأثرية المبنية منذ ثلاثة عشر قرنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واسط الأثرية في ذكرى تأسيسها قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا
واسط: تلول وخرائب ومشاهد إطلال لمدينة كانت في مثل هذا اليوم قبل قرون عديدة حافلة بكل مشاهد العمران والحياة.. إنها مدينة واسط الأثرية جنوب الكوت التي وصفها الرحالة الشهير ابن بطوطة عندما شاهدها في القرن الثامن الميلادي بقوله "مدينة حسنة الأقطار، كثيرة البساتين والأشجار، فيها أعلام يهدي إلى الخير شاهدُهم، وأهلها من خيار أهل العراق.." لكن تقادم الزمن عليها وإهمال "الخيار" لها تكاد لا تصمد بسببه اليوم حتى بقايا ضئيلة من شواهدها تلك.
يقول الباحث مثنى حسن مهدي الغرباوي للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) ) إن "مدينة واسط واحدة من المدن العراقية الموغلة في القدم، لها مكانة ثقافية وفكرية معروفة وتمتلك شهرة واسعة بوصفها أحد النماذج المعمارية والتراثية التي شيدها المسلمون الأوائل."
وأضاف " بناها الحجاج بن يوسف الثقفي على مرتفع من الأرض سنة 83 ـ 86 هـ 701 ـ 703م وكلف إنشاؤها خراج العراق لخمس سنوات متواصلات أي نحو (43) مليون درهم."
وبين أن "هذه المدينة كان لها سور كبير وأبراج وأبواب وطرقات وجسور وبيوت وأسواق وخنادق.. وكان من شواهدها مسجدها وقصرها المعروف بالقبة الخضراء المقام على مساحة 160 ألف متر مربع."
وأشار إلى أن "العمل استمر ببناء هذه المدينة من سنة ( 83 - 86 هـ) (701 - 703م) ورأى حاكمها انه من حسن الإدارة أن يتخذها مقرا لحكمه وجعل له قصرا كي يؤمن السيطرة والإشراف وسهولة التحرك العسكري إلى البصرة والكوفة، فالمدينة بنيت ما بينهما ولهذا سميت واسط."
وذكر أن "قصر الحجاج كان يضم حدائق وأحواض وبرك مياه، وكان لا يطيب للحاكم قضاء وقت راحته إلا على مقربة من هذه البرك".
وتابع "ابرز المعالم الأثرية في المدينة هي (المنارة) التي ترتفع نحو11 مترا وهي في القسم الشرقي من المدينة وتمثل بقايا بوابة المدرسة الشرابية في واسط."
واستطرد "كان يحيط بهذه المنارة جدار مشيد من (الطوف) سمكه أربعة أمتار و نصف المتر يخترقه نوع من نواظم المياه بنقاط متساوية شيدت بالأجر تشييدا محكما وعلى ارتفاع يقرب من المترين، أما عند جهات المدخل فيتراوح سمكه بين الأحد عشر والاثني عشر متراً، وان سمك الممر المؤدي إلى السور كان بحدود السبعة أمتار والنصف وسمك السور نفسه بين الأربعة والخمسة أمتار، والهدف من هذا السور هو لزيادة تحصينات المدينة".
وذكر أن "لهذا البناء الواسع بابا مرتفعا مزينا بزخارف آجرية وتقوم على جانبي هذا الباب منارتان مبنيتان بالآجر تختلف الواحدة عن الأخرى وهنالك تداخلات معمارية فريدة تؤكد إن مدينة واسط تعد من النماذج المعمارية الإسلامية المتطورة التي خلفها المسلمون الأوائل."
وأشار إلى أن "من أبرز معالم المدينة أيضا ومكوناتها التاريخية مسجدها الكبير وقصر الإمارة وقد شيد على أنقاض هذا الجامع فيما بعد جامع ثان لا يختلف عن جامع الحجاج في مساحته ومخططه وأروقته وبلاطه وزخارفه."
وتحدث الباحث الاثاري حميد الركابي من دائرة الآثار في واسط لـ (أصوات العراق) عن واقع الإهمال التي تعانيه آثار المدينة، وقال انه "على الرغم من القيمة التاريخية التي تحتويها محافظة واسط متمثلة بآثارها الواقعة على جانبي نهر دجلة القديم والذي يعرف بنهر الدجيلة (25 كم الى الجنوب الشرقي من مدينة الكوت) بقيت هذه المنطقة الأثرية مهملة من قبل الجهات المعنية خلال العقود الماضية."
ولفت الى أن "معظم سكان محافظة واسط يسمعون بمدينة واسط التاريخية أو ما تسمى محليا (المنارة) لكن لم يتسن لهم زيارتها، وبذلك فلا احد يعرف القيمة التاريخية لتلك المدينة."
واستدرك "هذا الموقع يمكن أن يحتل أهمية سياحية كبيرة لو أن يد الاعمار والرعاية والاهتمام مدت إليه ويمكن أن يكون منطقة تجذب الآلاف من السياح ليس من العراق وحده بل من مختلف البلدان."
وكشف حميد أنه "بمرور الزمن انهارت أجزاء كبيرة من باب المدينة وتلاشت معالمه وأقواسه وأعمدته وزخارفه الجميلة التي حفرت في طابوق البناء وكانت تشكل حينه نماذج للجمال والفن المعماري العربي الإسلامي."
وأشار إلى أن "واسط وذلك الطراز المعماري الفريد اندثرا وأصبحا أطلالا بعد أن دار عليها الزمن وهجرها الناس ولم تعد هناك جهة تعيد للمدينة مجدها."
وقال "رغم إن محاولات للتنقيب في موقع المدينة كانت قد جرت عام 1936 وادت إلى الكشف عن مسجد كبير ومسجد آخر اصغر منه ومقبرة وضريح وحصن وآثار أخرى، إلا أنها لا تزال حتى يومنا هذا مطمورة تحت الأرض."
ولفت إلى أن بقايا مدينة واسط "بحاجة إلى البحث والتنقيب لمعرفة المزيد من كنوز هذه المدينة وتاريخها ومعالمها".
وأضاف "لو أن يد الرعاية امتدت لهذه المدينة لأصبحت من المعالم السياحية الجميلة التي تستقطب قوافل السياح ليس من العراق وإنما من مشارق الأرض ومغاربها". مضيفا أن "موقع واسط موقع آثري من الطراز الأول لكنه محروم من كل شيء، فليس هناك ماء ولا كهرباء ولا وجود لحماية أو حراس يحرسون هذا الموقع المهم."
وذكر المصدر الاثاري أن هناك عشرات المواقع الأثرية بعموم مناطق المحافظة تتعرض باستمرار إلى عمليات السرقة والعبث والتخريب من بينها مدينة واسط التاريخية المسماة محلياً (المنارة) مطالباً بتشكيل قوة كافية لحماية تلك المواقع من عبث السراق والمخربين.
من جهته، قال الدكتور خضير مظلوم فرحان البديري، أستاذ التاريخ في كلية التربية بجامعة واسط إن " مدينة واسط تسمى مدينة الرباط التي قامت عليها الفتوحات الإسلامية وانطلقت عبر موقعها الجغرافي مواكب الفرسان العرب باتجاه مشارق الأرض ومغاربها."
وأضاف أنه "منذ تأسيس هذه المدينة في الرابع من شباط سنة ( 83 - 86 هـ) (701 - 703م) كانت تقف على عتبة حدث كبير من أحداث التاريخ لما لعبته من دور سياسي وعسكري كبير خلال أزمنة تاريخية متعاقبة."
وأضاف أن "واسط أسهمت في توسيع رقعة الدولة العربية الإسلامية حتى وصلت إلى السند وخراسان وبلاد ما وراء النهر وأذربيجان وجرجان وطبرستان."
وقال إن "مدينة واسط حافظت على وجودها حتى عام 132 هـ 749 م حين سقطت الدولة الأموية بيد العباسيين وقدر لهذه المدينة أن تصارع "الأمواج" لكنها بقيت محصنة بأسوارها وصامدة بوجه جيوش الدولة العباسية لمدة نحو عام."
وأوضح أن " موقع واسط الجغرافي بين البصرة والكوفة ساعدها على المشاركة الفاعلة في معظم الأحداث السياسية المهمة التي حدثت في العراق آنذاك." مشيرا إلى أن "المدينة اتسعت على جانبي نهر دجلة وتطورت فيها الحياة الاجتماعية كما أنها أصبحت أحد أهم المراكز الثقافية في العالم العربي والإسلامي وورثت البصرة والكوفة في هذا المجال."
واستدرك ا إنه "على الرغم من ذلك كله لم ترتق واسط إلى حالة الزهو التي كانت عليها، وظلت أسيرة لواقعها المتخلف الذي فرضه النظام البائد على كل مدن العراق وشواهده الحضارية والتراثية في الوقت الذي كان يمكن أن تكون واسط وغيرها من المعالم الحضارية والسياحية التي تجذب قوافل السياح إليها على مدار السنة."
وتقع محافظة واسط، على مسافة 180كم إلى الجنوب الشرقي من العاصمة بغداد.
التعليقات
Thank you
Sara_iraqiraq.net -Nice report thanks for the writter
We need pictures!!
Fawaz -Please put pictures!!! at least 4!
لما العجب
بسيم القريني -دون شك ان مدينة واسط اصبحت عبارة عن خرائب بل كل العراق اصبح خرائب بفضل سياسة النظام البعثي المقبور الذي حول خزينة العراق الغنية الى تمويل اسلحته الفتاكة لاجل قتل شعبه وجيرانه وبناء القصور وتهريب المليارات البقية خارج العراق بينما الشعب لم يكن ليجد ابسط الخدمات التي توجد حتى في دول افريقيا الفقيرة! الخراب والدمار لم يكن وليد الصدفة بل هو سياسة عقود من التدمير الممنهج والمنظم على يد حزب البعث الذي لم نجي منه سوى الموت والدمار والخراب فظلاً عن الدماء والدموع.
اين
حسن -اين مديرية الاثار في بغداد ولكم حللو رواتبكم مجلس المحافظة في واسط يقع عليه اولا عبء صيانة وتطوير هذا الاثر
شكرا لكم
حيدر الوائلي -شكرا لكم على تذكرة العالم بهذا الخبر وانا مهتم به لأني من مدينة الكوت محافظة واسط ...