عيد الحب.. الورود في غزة طعام للحيوانات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجلاء عبد ربه من غزة: ثمة أشياء أخرى تخطف القلب حزناً بعيدا عن مشاعر الحب للطرف الآخر، خاصة إذا ما رأيت مشهدا يجعل من عاطفتك ورومانسيتك خليطاً بين الواقع المر الذي نعيشه والأحلام الوردية التي نتمناها.. هنا في غزة لا مكان للورود بيننا.. هي فقط للتصدير إن سُمح لها بذلك، حيث يعتاش من زراعتها أكثر من 500 أسرة تتوزع بين شمالي وجنوبي قطاع غزة.. ومع الحصار الجائر، ذبلت أزهارنا وورودنا مثلما شاخ القلب وأنبت شوكاً.. فحينما ترى الورود في غزة سقطت كبرياؤها في أفواه الحيوانات والدواب، مودعة بذلك رمزية الحب والجمال، بعد أن تهيّأت لتزيين مشاهد الحياة وتحريك مشاعر القلوب... حينها تعرف انك تقف على الأرض الغزيّة.
يقول المزارع محمد الشاعر والذي يملك خمسة دونمات لزراعة الورود بأنواعها المختلفة " عندما أعلنت الحكومة الإسرائيلية موافقتها نهاية شهر نوفمبر الماضي، السماح بتصدير منتجات الزهور من قطاع غزة إلى الأسواق الخارجية، أعاد الأمل لنا كـمزارعين في إنقاذ منتجات الـموسم الزراعي الحالي"، منوهاًً إلى أن الكميات التي تم تصديرها لـم تف بحاجة الـمزارع، وأبقت الـمشكلة تدور حول نفسها، فيما لا تزال الـمفاوضات جارية لضمان تصدير الزهور والتوت الأرضي التي ترعاها جهات أوروبية
ويضيف الشاعر لإيلاف " بعد إغلاق معبر صوفا التجاري الخاص بين غزة وإسرائيل، فمنا ببيع منتجاتنا في أسواق غزة بأسعار تقل عن كلفة إنتاجها، فالحصار أجبرنا على بيعها بأسعار لا تذكر مقارنة مع أسعارها في الأسواق الأوروبية".
وكان رئيس جمعية بيت حانون الزراعية "غسان قاسم" أعلن أن المزارعين سوف يقومون أمس باقتلاع منتجاتهم من الزهور التي تبلغ مساحتها الإجمالية 50 دونما، وذلك احتجاجا على عدم السماح لهم بتصدير الزهور إلى أوروبا بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غز، موضحا أن هذا المحصول لا يؤكل ولا يباع في الأسواق المحلية، خاصة في ظل الفقر الذي طال معظم شرائح المجتمع الفلسطيني في غزة، ما يجعل الخسارة كبيرة جدا.
وتعتبر الزهور أحد أهم الـمزروعات الفلسطينية التي تصدر إلى الخارج إلى جانب مزروعات أخرى، حيث يعتمد القطاع الزراعي على تصديرها لـموازنة الخسارة الكبيرة التي يتكبدها الـمزارعون في القطاع بسبب انخفاض الأسعار التي لا تلبي أحيانا النفقات.
وبيّن رئيس جمعيتي التوت الأرضي والزهور "محمود خليل"، أن قيمة أشتال الزهور التي تّمت زراعتها تبلغ نحو 5ر1 مليون دولار، موضحاً أن منتجات هذا الـمحصول التي تم البدء بقطفها مؤخراً يجري تسويقها في قطاع غزة كأعلاف للـمواشي، معرباً عن مخاوفه من عدم التزام الجانب الإسرائيلي بفتح الـمعابر أمام تصدير هذه الـمنتجات باستمرار.
وبدأ مزارعو قطاع غزة في زراعة الزهور منذ عام 1991م، وكانت تصدر كل عام إلى أوروبا 60 مليون زهرة، إلا أن المزارعين هذا العام لم يتمكنوا من تصدير سوى خمسة ملايين زهرة فقط، بسبب الإغلاقات والمعوقات الإسرائيلية المتكررة للمعابر ويأتي تصدير هذه الكمية الضئيلة من الزهور بعد تدخل الرئيس عباس والحكومة الهولندية لدى الحكومة الإسرائيلية.
ولم يكن بمقدور المزارع أبو خليل الأغا إلا أن يبسط بمجموعة من أزهاره التي زرعها في أحد شوارع غزة، عله يجد من يشتري تلك الزهور في عيد الحب، وهو يدرك تماماً أن ما سيجنيه من جلوسه هذا.. لا شيء سوى التعب ونفاد علبة سجائره.
يقول الطالب الجامعي مازن أحمد "العادات والتقاليد تمنعنا من شراء الورود وإهدائه لأحبابنا، فظروفنا الإجتماعية والإقتصادية إجتمعت للحيلولة دون شراء هدية كهذه"
وارجع رئيس جمعية بيت حانون الزراعية سبب تدني جودة محصول الزهور هذا العام لعدة أسباب منها منع إسرائيل إدخال مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة والمبيدات، وكذلك عدم ملائمة المعبر للتصدير لبقاء الزهور أكثر من 4 ساعات معرضة لأشعة الشمس بسبب الإجراءات الأمنية، مؤكداً فشل موسم تصدير الزهور هذا العام، بسبب انتهاء فترة الأعياد في أوروبا مثل أعياد رأس السنة وعيد الحب وعدم توفر الثلاجات الكافية لإستيعاب المحصول وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر لفترات طويلة وأيضاً عدم توفير كمية السولار اللازمة لتشغيل ماتورات المياه.
ويبلغ عدد العمال الذين يعملون في مجال زراعة الزهور 4500 عامل، وكل دونم من الزهور يكلف ما يقارب ب 8000$، حيث تجاوزت كمية الإنتاج للزهور هذا العام 60 مليون زهرة، فيما يعتبر العائد السنوي لهذا المحصول حوالي 13 مليون دولار.
وكان محافظ مدينة خان يونس، كبرى المحافظات التي تشتهر بالزراعة في قطاع غزة، قال إن 36% من سكان المحافظة الذين يعتمدون في دخولهم على الزراعة، تعرضوا لخسائر فادحة جدا، سواء على صعيد تجريف الأراضي الزراعية بفعل الاجتياحات الإسرائيلية أو الحصار الذي حرم المزارعين من تصدير منتجاتهم الزراعية إلى الضفة الغربية أو البلدان العربية والأوروبية.
ولفت المحافظ الدكتور "أسامة الفرا" إلى أن أخطر ما يوجه القطاع الزراعي هو عزوف أكثر من50% من المزارعين عن زراعة أراضيهم، بعد تكبدهم الخسائر الفادحة المتوالية التي تعرضوا لها، بفعل منع تصدير منتجاتهم، وارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة لعملية استصلاح الأرض وفلاحاتها، لافتاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء سياسة العقاب الجماعي التي يعمد إلى إتباعها بحق الشعب الفلسطيني إلى تدمير كافة مقومات الحياة وقتل أي أمل داخل الإنسان الفلسطيني في التحرر والاعتماد على الذات بعيدا عن التبعية التي يريدها.
التعليقات
مثل
نزار النهري -يقول المثل الي يجي من ايده الله يزيدة والي يزرع شوك يحصد شوك والعقل زينة
أعداء الحب والحياة .
الأوراسية -انها حرب نفسية قاتلة يوزعها الكيان المغتصب على الفلسطيني يجعله يفقد كل أمل في غد أفضل فكيف له أن ينكر مقت ضروفه ... فما يحدث في غزة يفوق كل التصور من التجويع والترهيب وتحت ناظري الأنظمة العربية التي لم يحرك لها رمشة عين من ابادة جماعية في غزة الهاشمية ... عيد الحب في غزة وفي فلسطين ككل لا معنى له لطالما الأرض مباحة عند الغاصب ... فلكم كل زهور العالم ياغزة من الورد الأحمر ذا العاطفة البركانية ومن الريحان ومن خدود القرنفل والياسمين الشامي ولكم زهرة البنفسج ذات الحب الصامت لكم الروز الجوري ذا العاطفة الثابتة لكم دمعنا الحزين الذي لم يجف فنعتصره معا على مرفأ وتجاويف قلوبنا فيا غزة أنت جزء من كفني ومن جهادي ومن روحي العليلة.
ازرعو شئ تقتاتون
fm -لا تزرعو وردا فهذا الزمن ليس زمن ورود ام انكم و مع هذه المحن لم تدركوا ذلك بعد؟ازرعو شيا تقتاتون به .يحكى لنا المجاهدين القدامى الذين ذهبو الى فلسطين انصره اخوانهم هناك فى حين من الدهر قالو ان من اهلك فلسطين هو الخيانه و فقد كانو يبيعون المجاهدين العرب مقابل دولارات بالرغم من انهم اتو لقفوا الى جانبهم.(( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
صاحب التعليق الأول .
الأوراسية -وعندنا في الجزائر مثل يقول الطنه فوت عليه وخليه يهوهو لأنو نبحوا ما يجرح ... فالشماتة ليست في من اصطفاهم الرحمان دون غيرهم بالشهادة والرباط يامن تقضمون أصابعكم غيضا خلف شاشة الكمبيوتر على أهل الرباط والعزة للمقاومة.
ماذا تنتظر منهم
نبهان بن جهلان -اعتقد ان هنية و الزهار يحرمون عيد الحب و التزين بالورد فهؤلاء لا يستطيعون سوى العيش وسط الحروب و ما يسمى بالجهاد و الموت و القتل و حتى لو انتهت الحرب فلن يعيشوا حياة مستقرة