دمشقيون يشكون لايلاف تدهور خدمات عاصمة الثقافة العربية

دمشقيون يشكون لايلاف تدهور الخدمات في عاصمة الثقافة العربية
لاكهرباء لاهواتف ولا ماء وطفلة معاقة تسقط في الحفريات

بهية مارديني من دمشق: تنفس أهالي منطقة باب توما ومنطقة الأشلة الصعداء بمناسبة اعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، فمناطقهم تحتوي على أماكن أثرية موغلة في القدم، وهي جاذبة للسياح عربا واجانب، ومزارا للجميع، ولابد ان يكون لهم نصيب من المشاريع والتحسينات..، ولكن ما النتيجة ؟

اتصالات متوالية تستنجد "لاماء لاكهرباء لاهواتف "، وبحسب الاهالي 1800 هاتف انقطعوا مؤخرا، والحفريات منذ الشهر التاسع العام الماضي في الشارع المؤدي من منطقة باب شرقي الى مناطق الاشلة وباب توما، وحفريات اخرى بدات منذ حوالي الاسبوعين من منطقة باب توما حتى الاشلة، والدنيا شتاء والامطار تغرق الشوارع والحفريات، ليتحول التراب الى طين وانقطعت ارزاق الناس.

صاحب قبو مشغل صيانة للذهب قال لايلاف" غرق دكاني مرارا اذ يطوف بماء المجاري منذ 6-9-2007 وتزايدت الحفريات والشوارع وانقطعت المياه والكهرباء "، وفي احدى الحفريات الكبيرة وسط الشارع ظهر انبوب مياه نظيفة انكسر واغدق الحفرة بالمياه النظيفة المقطوعة عن السكان.

اهالي المنطقة تجمعوا وطلبوا منا ان ننظر الى " الريكار " المصنوع داخل احدى اكبر الحفر.."انظري انظري اليه من جانب حوالي 20 سم ومن جانب حوالي 5 سم " بهذه الكلمات بات اهالي المنطقة يصرخون.

واصطحبوني الى قبوين تطوف فيهما مياه الصرف الصحي وقالوا انظري " هذا المنزل الذي سقط "اثر ما اسموه خطأ في الحفريات.

وقالت المحامية هند قبوات وهي من سكان المنطقة" انقطع الهاتف والكهرباء والماء في منزلي والمنازل المجاورة، والمنطقة كلها حفريات منذ العام الماضي "، بدوره أكد ايليا اسبر عقل "ابو بحر" وهو يملك محلا لبيع الضفادع " انخرب بيتي منذ 15 يوم لا استطيع فتح محلي من الحفريات، وانظري الى كيفية العمل بالمشروع، ان من يعملون هم بلا خبرة انظري الى الاخطاء المرتكبة " الريكار " سيتفسخ، والمشروع بحاجة الى اعادة نظر".

واضاف احد المواطنين" محافظ دمشق جاء لفترة قليلة، ونظفوا له الطرقات واطمئن على سير العمل، والحفريات مستمرة ولدينا اكثر من عشر مدارس في المنطقة ونخشى على ابنائنا من الوقوع في الحفريات، وامس وقعت طفلة معاقة من بيت السلام للمعاقين، كما احترق احد المعامل، ولم تستطع سيارة الاطفاء الوصول الى مكان الحريق.
وتساءل مواطن اخر "هل انت فعلا صحافية ام هي الكاميرا الخفية ؟ لااحد يسـأل عن وضعنا ولا احد يهتم ".

وقال رائد عبود وهو صاحب كافيه انترنت في المنطقة "البهدلة...التراب.. يلي شايفينه من الوضع المزري "..واضاف " اغلقت الكافيه انترنت اليوم من روائح المجاري الكريهة".

"القصيدة الدمشقية" هو اسم مطعم متضرر اخر دون زبائن، وكذلك كل محلات ومطاعم المنطقة" لقد انخرب بيتنا " يردد بعض الناس.

انظري هذه جرارات زراعية يجلبها المتعهد ولكنها ليست جرارات مشاريع كبيرة.
صاحب محل شاورما فادي قال "اغلقت محلي منذ اسبوع "، بينما قال سليم صاحب محل شاورما عشتار "لم يعملوا شيء بس خربوا بيت الناس والمشروع لايتقدم رغم كل الوعود التي يقولونها الا انهم مكانك سر "، وتابع "هناك محلات مغلقة من 4 شهور، ولان الاتصالات مقطوعة فحتى الناس لايستطيعون طلب طعامهم بواسطة الهاتف ".
اما ابو الياس فقال "30 عامل ومراقب للمشروع يتجمعون لكن واحد او اثنين من يعمل بحق".

واضاف" لقد احترق معمل سكاكر الصباح ولم تستطع اية سيارة للاطفاء الدخول لاطفاء الحريق، وان تعرض اي مواطن لحادث فلا سيارة اسعاف يمكنها اكمال سيرها في الشوارع لانها انقطعت كلها واصبحنا في منطقة معزولة".

واوضح مصدر، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان اساس المشروع لمحافظة دمشق، وسلمته لمؤسسة الانشاءات العسكرية لاعادة تأهيل البنية التحتية لسوق مدحت باشا من باب شرقي حتى اخر السوق من صرف صحي وهاتف وكهرباء وترميم...

واضاف المصدر "الانشاءات العسكرية اخذت المشروع من المحافظة وسلمته الى شركة لاما التي ارادت تنفيذه فسلمته لمتعهد وعينت مدير المشروع بشار ابو سمرة والمتعهد فواز سكر، وبدأ المشروع في رمضان الماضي ولخلافات بين المتعهد ومدير المشروع نتحفظ عن ذكرها لانها دون وثائق، استبدل المتعهد باخر ليس له خبرة بالصرف الصحي، بحسب المصدر، واثر الشكاوي التي توالت على شركة لاما استبدل مدير المشروع بمدير اخر، ويتم متابعة العمل ببطىء نظرا لاكتشاف اخطاء في المشروع بسبب عدم الخبرة، بحسب وجهة نظر المصدر، الذي اكد ان انابيب المياه النظيفة انكسرت، واحيانا يتم تمديد الخطوط ثم يتم اكتشاف ان التركيب تماما يتم بشكل خاطىء.