نساء الفلوجة أكثر من تحمل عبء الحروب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الانبار: حين فقد زوجها ساقيه بانفجار عبوة ناسفة بمدينة الفلوجة، واجهت أم وليد مشقة كبيرة في توفير متطلبات العيش لعائلتها، وتحملت العناء الكثير لتكمل دراسها في معهد المعلمات المسائي حتى أصبحت معلمة لديها راتبا تعتاش عليه العائلة. وثمة نساء أخريات مثل أم وليد أوجعتهن الظروف المختلفة في تلك المدينة وبعظهن فقد أزواجهن وأصبحن أرامل حتى أصبح عدد الارامل فيها خمسة آلاف أرملة منذ نيسان أبريل 2003 وحتى شباط فبراير الحالي طبقا لاحصائية أنجزها مركز تشغيل العاطلين عن العمل بالمدينة بالتعاون مع مجلس الفلوجة المحلي.
وأضافت "من هنا جاء دوري لاتكفل بمعيشة العائلة، لم أقف عاجزة عن مواجهة قساوة العيش تقدمت بشجاعة لأخذ دور ابو وليد بالاضافة لكوني ام لاربعة اطفال جميعهم يحتاجون لاكمال دراستهم فالتحقت بمعهد المعلمات المسائي واستطعت الحصول على شهادة وبالتالي تمكنت من نيل الوظيفة كمعلمة".
وتصف عضوة في المجلس المحلي بالفلوجة دور السلطات الحكومية إزاء النساء المعوزات والارامل أنه معدوماً وعاجزاً في تقديم المعونات لهن.
وقالت كوكب الدليمي "الفلوجة مدينة شهدت معارك عنيفة بين القوات الامريكية ومسلحين ينتمون لجهات عدة، خلفت كثيراً من الأرامل، ولم يكن للحكومة العراقية اي دور تقدمه لهذه الشريحة الواسعة ولو بدينار واحد".
وأضافت أن"تلك المعارك تخلف يوميا ثمة نساء أرامل او يتيمات فقدن آباً او اشقاء وبالتالي فقدن المعيل لهن وأصبحن مجبرات على مواجهة الحياة وظروفها القاسية".
وطبقا للاحصائية التي أنجزها مركز تشغيل العاطلين عن العمل بالمدينة بتعاونه مع مجلس الفلوجة المحلي فأن أكثر 86 أمرأة تترمل شهريا في المدينة منذ نيسان أبريل 2003 وحتى شباط فبراير الحالي أي بمعدل نحو ثلاث أرامل في اليوم الواحد.
واضافت الدليمي "نحن في المجلس المحلي اقمنا مركزا خاصاً بتشغيل الارامل في مدينة الفلوجة ممن فقدن ازواجهن خلال حروب الفلوجة حصرا"
وأوضحت أن "هذا المركز نجح حتى الان بتخريج 200 أرملة بعد اشراكهن في دورة لتعليم الخياطة وبجهود فردية من قبل اعضاء المجلس بهدف اكسابهن حرفة يمكن العيش منها ".
وأكبر الهموم عند نساء الفلوجة أن لاتجد المرأة من يقف الى جانبها ويوفر لها متطلبات العيش البسيط، وكما تقول الحاجة ام ابراهيم (55 عاماً) لـ (أصوات العراق) "فقدت اثنين من ابنائي خلال حرب الفلوجة الثانية فيما قتل الثالث من قبل مسلحين مجهولين".
وزادت "اشعر حالياً اعيش وحيدة في هذا البلد بعد ان فقدت ثلاثة من اولادي لم يتركوا لي سوى زيجاتهم واولادهم لنعيش معاً بعناء لايصدق وأصبحت معيشتنا صعبةجدا".
وأضافت "لجأت للدوائر الاجتماعية من أجل الحصول على أية معونة تفيدني ولم أفلح بذلك حتى ولو كانت المعونة بدينار واحد".
و أم أحمد (41 عاما) امرأة من الفلوجة أيضا لها قصة أخرى اذا قالت "قتل زوجي بنيران القوات الامريكية خلال حرب الفلوجة الثانية التي جرت في تشرين الثاني نوفمبر 2004 ومنذ ذلك الحين لم أجد من يمد يد العون لي".
واضافت "بعد ثلاث سنوات لم المس أي دعم أو مساعدة سواءاَ من الحكومة المحلية في المدينة أو الحكومة المركزية وكل ما حصلت عليه مساعدات بسيطة من المنظمات الانسانية لم تعد تكفي لسد متطلبات العيش لاولادي الخمسة".
وذكرت أنها ماتزال تعيش متنقلة من دار لاخرى ولم تعد حالتها الصحية تساعدها على أي عمل ولو كان بسيط تحصل منه على سداد مبلغ اللدار التي تسـتأجرها ".
واذ لم تكف المنظمات الحكومية او الانسانية في تقديم الدعم والمساعدة للارامل في مدينة الفلوجة فأن مركز تشغيل العاطلين أخذ على عاتقه دوراً بسيطاًً في رعاية النساء بشكل عام والارامل بصورة خاصة.
وكما يقول مديره عدنان عبد الفتاح مدير إن "تزايد عدد الارامل باستمرار ولظروف مختلفة يبقى عائقا في توفير المزيد من المساعدات لهن".
وأضاف أن "المشكلة الحقيقية التي تواجهنا في خدمة الارامل انه لا توجد دائرة للرعاية الاجتماعية في الفلوجة والتي من مهمتها عمل الاحصائيات بالنسبة للارامل او النساء اللواتي يحتجن للرعاية ما اثر كثيرا في عدم تقديم الدعم لهن".
وتابع " أخذ المركز على عاتقه هذه المهمة وشكل لجنة بالتعاون مع المجلس المحلي لعمل احصائية للارامل من اجل الحصول على حقوقهن المخصصة التي يفترض تقدمها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية".
وكشف عبد الفتاح أن حصيلة عدد الارامل في الفلوجة منذ نيسان أبريل 2003 وحتى شباط فبراير الحالي بلغت خمسة آلاف أرملة مسجلة رسميا في الدوائر المعنية ومنها مركز العاطلين".
وأضاف أن هذا العدد الهائل لا يتقاضين اية رواتب وغالبيتهن في اوضاع تتطلب تقديم المساعدة لهن ورعايتهن بأي شكل من اشكال الرعاعة ".
وطالب مجلس النواب والحكومة العراقية أن ينتبها الى مثل الشرائح التي هي نتاج الحروب وافرازاتها من خلال ايجاد القوانين والتشريعات التي تتكفل بمعيشتها.
من جهته قال علي غزال مسؤول المتابعة والتنسيق في جمعية الخير لرعاية الارامل والايتام في الفلوجة لـ (أصوات العراق) إن "الحرب واستمرار المعارك والعنف الذي عصف بهذه المدينة بعد الاحتلال اوجد ارضية واسعة من النساء الارامل بعدما فقدن أزواجهن بطرق شتى ماجعلهن يتحملن الظروف القاسية لسد فراغ ازواجهن وايجاد مورد معين يكفي لسد معيشة اولادهن".
وأضاف "الكم الهائل من الارامل في هذه المدينة جعلنا نؤسس جمعية خيرية تدعم الارامل بهدف تقديم اية مساعدة ممكنة".
وتابع "في الحقيقة لم يكن دورنا سوى تقديم المساعدات التي نحصل عليها من قبل منظمات انسانية خيرية للنساء المعوزات وتنحصر تلك المساعدات بالمواد الغذائية والملابس والمفروشات وتأتي على فترات بعيدة من التوزيع وبشكل غير مدروس مما يجعل الفائدة تكاد تكون معدومة".
وناشد المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بشؤون المرأة أن تقدم ما بوسعها لارامل الفلوجة الذي صار عددهن يتجاوز خمسة آلاف أرملة الى جانب عدد آخر غير قليل من المعوزات وممن ليس لهن معين لسبب أو لاخر.
وفي مقابل مناشدة غزال فأن السلطات المحلية في الفلوجة تجدد طلبها من الحكومة المركزية وتناشد مجلس النواب في أن يسن القوانين التي يمكن ان ترفع الحيف عن هذه الشريحة الواسعة من النساء على امتداد العراق.
وقال عضو في مجلس الفلوجة المحلي إن " الارقام التي وصلت اليها اعداد الارامل في المدينة أصبحت تبدو غريبة وربما تكون لها انعكاسات مستقبلية خطيرة تتنافى وسلوكيات المجتمع العراقي".
وأوضح المحامي صباح ناجي العلواني أنه في حال اهمال هذه الشريحة دون أن تلتفت له الحكومة فأن اسرا بكاملها قد تتفتت ويصيبها الشتات وبذلك تكون القسارة ثقلية وقاسية ".
ومضى يقول "المجلس المحلي في الفلوجة لم يتسلم من الحكومة العراقية اي دعم مادي لهن وباتت حملهن حملهن على مجلس الفلوجة ثقيلا َ واكثر ما نستطيع ان نقدمه هو ارشاد المنظمات الانسانية لرعايتهن وتقديم المساعدة لهن خاصة وأن أغلبهن غير قادرات على العمل".
واشار العلواني ايضا " ان الدعم الذي تحتاجه المرأة في الفلوجة لا يسد الغرض اذا لم يكن من قبل الحكومة العراقية كون الدعم يحتاج لبرنامج معد مسبقاً ".
التعليقات
الدعاء الصالح.
ماجنوم. -لأهل العراق ولكل المظلومين .
امهاتنا الحبيبات
عبدالزهرة الكوفي -مساعدة نساء الفلوجة واجب وطني وديني ويجب على كل وطني عراقي ان يساهم في رفع معاناة ست الحبايب التي شقت من اجل تربيتنا ونحن صغار الام هي الجنة ومن يساعد ام فقيرة دخل الجنة بدون حساب