معاناة صامتة للزوجات الشابات الفلسطينيات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد أن فقدن أزواجهن برصاص الجيش الإسرائيلي
معاناة صامتة للزوجات الشابات الفلسطينيات
نجلاء عبد ربه من غزة: زوجات فلسطينيات لا احد يؤنس وحدتهن، ولا من يحمل أعباء الحياة عنهن، يمضين ليلهن باكيات ونهارهن صابرات على جراحهن متعاليات..ولكن إلى متى؟ هناء فقدت زوجها إثر غارة إسرائيلية قالت 'زوجي شهيد، رفع رأسنا عاليا ولكنه ترك لي طفلتين كيف سأتابع حياتي من دونه وكيف سأستطيع أن اربي بناتي..لهم الله '.
مصيبة ألمّت بها وبطفلتيها.. ومع هذا، تجدها تعاني سكون الليل، فلا زوج يؤنس وحدتها، ولا مستقبل سيفتح لها ولطفلتيها أي افق.
هناء، إبنة الخامسة والعشرين من عمرها، أنجبت طفلتين من زوجها "محمد" الذي قضى نحبه برصاص الجنود الإسرائيليين، كانت صدمته أطاحت بأحلامها، فهو كما تقول ـ"إيلاف" : "لم يكن يشعرني أبداً ببعدي عن أهلي، لقد كان لي أباً وأخاً وزوجاً وصديقاً، هو الآن بين الثرى، وترك وراءه جرحا في قلبي لن يندمل".
ومع هذا فقد رفضت هناء أي عروض للزواج منها، كونها لم تنس الثلاثة أعوام التي قضتها بين أحضان زوجها، فهي كما تقول "تكفيني لمدى حياتي أن أعيش في هذا الحلم الجميل الذي قضت عليه رصاصة حاقدة من جندي إسرائيلي حاقد".
بيد أن المجتمع الفلسطيني لم يرحم هناء وأمثالها، فهن لا زلن في نظرهن فتيات صغيرات العمر، ولا يجب أن يتركن ويجابهن الحياة بمفردهن.
ومع إلحاح والد هناء على تغيير حياة ابنته، خوفاً من كلام الناس، وإصرار أهل زوجها على تزويجها من أحد شقيقي محمد، وإلا سيأخذون بناتها منها ويرغمونها على الذهاب لأهلها، إضطرت على مضضٍ أن توافق على هذا الزواج، الذي وصفته بـ "زيجة ورقية".
ورغم أن هناء تخفي بين أضلعها أحلام فتاة صغيرة من حقها أن تسعد في حياتها، وتعيش كما غيرها، إلا أنها تخشى أن تبوح معاناتها كزوجة فقدت زوجها في أوج حياتها، فتلك المعاناة في نظر مجتمعنا "محرّمة" أو ممنوعة، إلا أن إيلاف فتحت هذا الملف لإيصال الحقيقة التي غابت أو غُيّبت عن المجتمع والإعلام.
فعلى الرغم من أن "الشهيد" في فلسطين يرفع رأس أهله وذويه وزوجته، إلا أنه يترك آلاماً للزوجة وأبنائها، ففي الوقت الذي يفتقد الأطفال حنان والدهم ورعايتهم إليهم، فإن الزوجة تفقد أجمل الليالي معه، وحضناً دافئاً كان لها بمثابة الطمأنينة، كان من حقها هذا الزوج، أما الآن، وبعد أن فقدته، أصبح عليها أن تمتنع عن التفكير المطلق بتلك الحياة الخاصة، وصار عليها أن تجابه قسوة الأيام وغربة الليل دون شريك.
ولم تخفِ منى التي فقدت زوجها في قصف إسرائيلي على غزة، وهي لم تبلغ الواحد والعشرين من عمرها تلك الكارثة.
وقالت بصراحة "حنيني لزوجي ولحياتي معه، وصل ذروته، ولا اعلم كيف ممكن أن أكمل حياتي بدونه وكم هي صعبة الليالي والأيام أن تمضي من دون وجوده في حياتي وحياة ابنتي التي لم تبلغ من العمر الثلاث سنوات عندما توفي أبوها، ووجود أبيها في ذاكرتها يؤلمني ويؤلمها كثيرا، فكثيرا ما تسألني عنه ومتى سوف يعود، وهل سيطيل الغيبة، وقتها تهرب الكلمات من فمي وتتساقط الدموع الواحدة تلو الأخرى ولا استطيع أن أجيبها على كل أسئلتها، ذلك لأني مثلها انتظر لقاءه،فعندما اشتاق لرؤيته اذهب مسرعة والتقط شريط زفافي لكي اشبع عينيّ من شكله وحركاته التي كان يفعلها بكل تلقائية، وحينها ليس شريط الزفاف وحده الذي استرجعه، فأنا استرجع شريط حياتي معه قبل وفاته التي لم تبلغ الأربع سنوات واسترجع أجمل لحظات عمري التي سأعيش أتذكرها بكل تفاصيلها، والتي كنت أتمنى أن أعيش لها ولإبنتي فقط.
وحالها كحال هناء وحال جميع النساء، إرغام وإجبار من قبل أهلها وأهل زوجها المتوفى علي الزواج، وكالعادة أخ الزوج "سلفها" أولى من غيره في زوجة أخيه لكي تسلم من الإشاعات ومن ألسنة الناس والمجتمع والجيران، التي تدور حول كل إمراة صغيرة السن، مات زوجها وبقيت وحيدة، تقول منى " حينها لم يكن بوسعي غير الموافقة لأننا نعيش في مجتمع لا يمكن لفتاة في سني أن تعيش بمفردها، لكن هناك شيء سيبقى للأبد محفورا في ذاكرتي ولن تنسيني لا الساعات ولا الأيام ولا السنوات عشرته الطيبة، هو زوجي وأبو بنتي رحمة الله عليه".
مني وهناء لم يستطيعا الوقوف بوجه الأهل وكسر رغبتهم بعكس إيناس التي قالت " والله لو يأتوا لي بالشمس بيميني والقمر بيساري ما تركت ذكراك يا سعيد" بهذه الكلمات قذفتني إيناس التي لم تبلغ السابعة والعشرين من العمر، بمجرد سؤالي عن وجود رغبة في الزواج في المستقبل لكي تؤمني مستقبل أطفالك الأربعة.
وأضافت إيناس قائلة سعيد لم يترك لي من رائحته أربعة أطفال فقط، فهو ترك أجمل وأعمق إحساس عشته في حياتي فكل يوم عشته معه استطيع أن اكتب فيه مجلدات، فكل دقيقة كان لها معنى غير الدقيقة التي تسبقها وكل دقيقة تحمل في طياتها أجمل ذكرى.
ووقفت إيناس موقف رجل في مهب الريح أمام رغبات الأهل وتحدت كل ألسنة الناس، وعبرت بطريقة مقنعة عن رغبتها في سير هذه الحياة مع أطفالها الأربعة وذكريات زواجها التي لا يمكن أن تنساها وبكل عزة وشموخ مثلها كمثل "فلسطين" كما عبرت هي.
التعليقات
شعب اصيل
ابو احمد -انظروا الى تعابير تلك الصبايا الصغيرات في وصف العلاقة الزوجية لهذا الشعب العملاق انهن يحسبن الزمن بالدقيقة وبعادلن الدقائق بالدهور ما اروع هذا الكلام الصادق انه صادر عن نساء شبيهات بالملائكة ومرتبطات بازواج من نفس الجنس انهم عالم نقي رغم القهر والظلم والقساوة الا انهم عالم اقرب الى الملائكة للشهداء الرحمة وللزوجات التحية والتقدير
لكم الله
الناقد -مآسي الفلسطينيين تدمي القلوب، وبالأخص مآسي الأطفال والنساء. وزاد الطين بله الجهل والعادات والتقاليد البالية التي تفرض على المرأة الزواج بمن لا تحب ولا ترغب، فيزداد عذابها على عذاب. يظنون أن الزواج يحل مشاكل المرأة، وهذا غير صحيح، فالعزوبية والعنوسة أحيناً أفضل للمرأة من العيش مع رجل لا تطيقه. إلى متى تظل المرأة العربية عالة على الرجل، وترضخ لأوامره؟ لماذا لا يحدث هذا للمرأة الأوروبية عندما تفقد زوجها؟ لو تعلمت المرأة العربية وعرفت حقوقها، وخرجت للعمل، لاستقلت مادياً عن أهلها وأقاربها، ولما استطاع أحد أن يفرض رأيه عليها. الاستقلال المادي مهم جداً لاستقلال الرأي والقرار.لكم الله يا نساء فلسطين!
اللهم أعنهم
عبد الرحمن -اللهم أعنهم في الدنيا وأجمعهم مع أزواجهم في الجنان برحمتك يا أرحم الراحمين
دعاء
أخت في الاسلام -ربي لا تكلني الى أحد ولا تحؤجني الى أحد وأغنني عن كل أحد يامن اليه المستند وعليه المعتمد وهو الله الواحد الفرد الصمد لا شريك له ولا ولد خذ بيدي من الضلال الى الرشد ونجني من كل ضيق ونكد وأجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها آمين.
طبيعي
ابو ليلى -من الطبيعي ان تشعر النساء الفلسطينيات هكذا، فمن يعتمد العنف والارهاب، لن يجد سوى الموت
السلام
منيرو972524754859 -رايي لا للمعاناة
يا أبو ليلى ...
الأوراسية -مقاومة الغاصب حق شرعي لكل الشعوب فهل مقاومته أصبح ارهابا ؟ اتقي الله في أوجاع غزة.
abu layla
iraqi -I advice the one who called him self abulayal to change to abu ..... or abu bush
Peace Now
Bolbol -Peace now, Peace now nobody is happy with bloodshed and death, again I repeat , NOBODY