آو ولو وساو يفتتحان مطعماً صينيا ًوسط بغداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أكلات على الطريقة الصينية في مطعم آو ولو وساو وسط بغداد
حازم الشرع من بغداد: "أكلات على الطريقة الصينية"، لوحة إعلانية لمطعم صيني، تراها في شارع متفرع من الطريق الرئيسي في منطقة الكرادة داخل بغداد.
البعض سرعان ما يندهش عندما يرى هذه اللوحة أو صاحبها "آو" بملامحه الآسيوية، وهو يخترق الشارع ليجلب مستلزمات مطعمه، ويتساءل "هل هناك أجانب في بغداد، يمكنهم السير بمفردهم دون حماية أمنية؟"
هذا تساؤل طبيعي، فرضته الظروف الأمنية في العراق، لأن الكثير من الأجانب العاملين، إضافة إلى الدبلوماسيين، والصحفيين تعرضوا لعمليات خطف، وقتل طوال الخمس سنوات الماضية التي تلت إسقاط تمثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في ساحة الفردوس وسط بغداد.
ويبدو "لو" جاداً وخائفاً من الصحفيين، بعد أن أسهمت، التغطية الصحفية المكثفة، لأول مطعم أجنبي يفتتح في العاصمة، في جذب أنظار مفتشي وزارة الصحة العراقية، ما أدى إلى إغلاق المطعم لمخالفته ضوابط الوزارة الخاصة برخصة هذه المشاريع.
عباس علي، 24 سنةً، يرتاد المطعم ساعة الغذاء لقربه من محل عمله، يقول إن "المطعم الصيني مطعم بسيط، يديره أربعة من الصينيين، يقدمون وجبات رخيصة، وكل زبائنه من البسطاء، والعاملين في المحال القريبة منه".
ويضيف علي في حديث لـ"نيوزماتيك"، أن "بعض المتشددين في الحي، يرون أن ما يقدمه المطعم غير حلال طبقاً للشريعة الإسلامية، كون الصينيين يعتنقون الديانة البوذية"، مشيراً إلى أن "محاولاتهم فشلت في ردع الزبائن عن المطعم، والاستمتاع برؤية أشخاص آسيويين لا يتكلمون سوى لغتهم، وهم يقدمون الوجبات لهم".
مطعم آو الصيني، مطعم صغير، يشبه المطاعم العراقية البسيطة في منطقة الكرادة، حيث الطباخ الغازي ومغسلة الأطباق، لا يفصلهما شيء عن موائد الزبائن، المكون من أربع طاولات، وستة عشر كرسيا، لجلوس مرتادي المطعم من الزبائن العراقيين، الذين يستمتعون بالملامح الآسيوية العاملة بالمطعم التي اختفت كثيراً في السنوات الخمس الماضية من العراق، من بين هذه الملامح، ساو ذات القوام الآسيوي النحيف، التي تبدو في منتصف الأربعينات من العمر، وتبقى منهمكة طوال الوقت في أعمال التنظيف بالمطعم.
ويبدو أن علي أكثر الناس معرفة بكيفية، خلق حوار بين "لو"، و"آو"، و"ساو" الذين لا يتقنون، أياً من اللغتين الإنجليزية، والعربية.
ويقول علي، إن "مفتشي وزارة الصحة، أغلقوا المطعم بحجة أنه صغير، ويجب أن تكون مساحته أكبر، ومنذ ذلك الوقت، أصبح الصينيون الأربعة يرتابون من الصحفيين، لاعتقادهم بأن الشهرة التي اكتسبوها هي من جلبت إليهم الأنظار، والمشاكل أيضاً".
ويصف علي لحظة إغلاق المطعم، ويقول، إن "الشمع الأحمر الذي أغلقت به وزارة الصحة مطعم "لو"، كان تصرفاً فضاً وغير شجاع"، مشيراً إلى أن "هؤلاء المفتشين أنفسهم، لا يجرؤون على إغلاق المطاعم ذات السمعة السيئة، لاعتبارات شخصية، وأمنية أحياناً"، كما يقول.
ويشير صادق سعيد 28 سنة، وهو يأكل "الديدلو"، "لحم بقر مع قليل من الفلفل الأخضر"، إلى "الأطباق، وأرضية المطعم"، ويقول إن "المطعم رغم بساطته، نظيف".
ويؤكد سعيد في حديثه لـ"نيوزماتيك"، إن "إغلاق المطعم كان يحمل إشارات دينية واضحة، لسنا في حاجة إليها"، مشيراً إلى "رغبته في إنشاء مجتمع قائم على احترام الآخر لشخصه، لا لانتمائه الديني أو القومي".
رئيس المجلس البلدي لقاطع الكرادة، محمد الربيعي، والذي يقع المطعم الصيني، ضمن رقعته الجغرافية يقول لـ "نيوزماتيك"، إن "مثل هذه التصرفات التي تقوم بها بعض اللجان المحسوبة على وزارة الصحة، تعتبر كارثية على الاقتصاد الوطني".
ويتساءل الربيعي، "كيف لنا، أن نقنع المستثمرين الأجانب بالقدوم إلى العراق، إذا كانت مؤسسات الدولة تحاول، وضع العصي في دواليبهم بحجة أو بأخرى".
ويؤكد الربيعي، أنه "فور سماعه بقيام وزارة الصحة بإغلاق المطعم، باشر إجراءاته القانونية لافتتاحه من جديد"، موضحاً أنه "يهدف من وراء ذلك إلى خلق بيئة استثمارية في منطقة الكرادة، صالحة لعمل كل الطوائف والقوميات، سواء كانوا عراقيين أم أجانب، مع التشديد، على إعطاء الجميع الحق في حرية المأكل، والملبس، دون تدخل رقباء دينين، أو أية جهة أخرى".
ويتخذ كل من "لو"، و"آو"، و"ساو"، محلاً مجاوراً لمطعمهم، سكنا لهم، آملين في تحقيق حلمهم، بإقامة مشروعهم الكبير، وإنشاء مطعم صيني راقٍ يشابه المطاعم الصينية الفخمة في العواصم العالمية.
من جانبه، يرى عضو لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي، النائب عن حزب الفضيلة الإسلامي باسم شريف، أن "بعض المفتشين بوزارة الصحة يتصرفون ضمن أجندة دينية، وبشكل غير مهني لا يمت بصلة لضوابط وظيفته"، مشيراً في حديثه لـ "نيوزماتيك"، إلى أن "هناك شواهد كثيرة على حدوث مثل تلك التصرفات في بالوزارة"، لكن نائب البرلمان امتنع عن ذكر تلك الشواهد.
ويستطرد عضو حزب الفضيلة الإسلامي، ويقول إن "الدولة يجب أن تحمي المستثمر الأجنبي، لأن العراق في أمس الحاجة إليه، لتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية، ورفدها بالخبرات والمهارات، التي افتقدها جراء العزلة التي فرضت عليه بعد احتلال للكويت عام 1990".
وكانت منطقة الكرادة بوسط العاصمة العراقية بغداد، شهدت افتتاح أول مطعم صيني بعد فترة قصيرة من سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين على يد القوات الأمريكية عام 2003، لكن المطعم، عاد وأغلق أبوابه، بعد تفجر الأوضاع، واستهداف المصالح الأجنبية، من قبل الجماعات المسلحة.
التعليقات
الم يستحق هذا الخبر
susan -استغرب كل الاستغراب من انه لايوجد اي تعليق حول هذا الخبر المفرح, لو كان خبرا يمس فئه او طائفة ما لانهالت التعليقات مثل شظايا التفجيرات التي تنهش اجسام العراقيين الشرفاء المتحتدين كل الظروف لاجل البقاء واستمرار الحياة في الشارع العراقي.والله انه خبر يثلج القلب ويقشع البدن وتذرف الدموع المحبة للعراق الحبيب وشكرا لكل من يساهم بمثل هذه الخطوه. ان شاء الله تعود الحياةالى بلدنا ولابد من نهاية للوضع الحالي.
والله عفية
عراقي -والله عفية عالصينيين الى كدرو يفتحون ببغداد وانشالله يرجع عراق الى عراق الخير الى كان علية ونرجع كلنا لوطنا الحبيب بعد الغربة والتعب
يجب مساعدتهم
الفراتي -يجب على الحكومه مساعدة هؤلاء الصينيين الشجعان واعطاءهم الاموال والقروض
أشجع من العرب
وليد الحسناوي -يبدو أن الناس جاؤا من الصين وهم من البسطاء ومازال أشقاؤنا العرب يخافون أن يبعثوا من يمثلهم الى بغداد ويلطمون ليل نهار بأن إيران تحتل العراق. مرحبا بأشقائنا الصينيين وأكثروا من مطاعمكم وغدا سيأتي التايلنديون فطعامهم لذيذ أيضاً .
Nice news
sara_iraqiraq -Thanks elaph for the nice news about iraq..hope to hear always such happy news ..