إيلاف+

السماوة، جنوب العراق، تصفق لبرشلونة وريال مدريد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نيوزماتيك/ السماوة: يستغرب القارئ من خارج العراق عندما يسمع بأن العراقيين بالرغم من المآسي والحوادث التي مرت وتمر عليهم منذ عام 2003 إلا أنهم يحاولون أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي ويمارسون هواياتهم التي يحبونها محاولين نسيان ما يدور حولهم..

والدوري الاسباني لكرة القدم واحد من أهم ما يتابعه محبو الكرة من أبناء مدينة السماوة مركز محافظة المثنى، 280 كم جنوب غرب بغداد.

و مشجعو ريال مدريد وبرشلونه
في احدى مقاهي السماوة جنوب العراق قد ساهم هذا الدوري بما يحمل من مفاجآت، إلى حد كبير، في شق وحدة العائلة العراقية التي تتابع ذلك الدوري بشغف، فبعض أفراد العائلة يشجع الفريق الملكي الأبيض ريال مدريد والبعض الآخر برشلوني يشجع فريق البرشا.

كما أصبح حديث الشباب والصبية في المدارس والجامعات والمقاهي والشارع، وبعد كل مباراة يخوضها هذان الفريقان، سواء في الدوري الإسباني أو بطولة كأس أسبانيا أو بطولة دوري أبطال أوروبا، يأخذ أشكالاً شتى بين مشجعي "البرشا والريال" وكأنه حديث الساعة. ففي حال فوز البرشا أو الريال فإن مشجعي الفريقين ينتظرون الصباح على أحر من الجمر للقاء أصدقاهم والتشفي بهم لخسارة الفريق الذي يشجعون.

فيما يحاول مشجعو الفريق الخاسر التخفي والإبتعاد عن الأنظار، ولو لبعض الوقت، لتفادي سماع التعليقات والنكات التي يطلقها عليهم أصحاب الفريق الفائز في الوقت الذي يمتنعون عن الرد على هواتفهم النقالة لتفادي إرسال رسائل ساخرة يبعثها لهم أصحاب الفريق الفائز.

ماهر كريم، 23 سنة، مشجع ريالي ويطلق عليه "مجنون الريال" يقول لـ"نيوزماتيك إن "عشقي لفريق ريال مدريد لا يوصف وفي كل مباراة يفوز فيها الريال أحاول أن أخرج إلى الشارع وأنا رافع الرأس، وأبحث عن مشجعي برشلونة في كل مكان، لمحاولة الضحك عليهم".

ويضيف "أما، لا سمح الله، في حال خسارة، الريال، فإنني أقوم بغلق الهاتف النقال ولا أخرج من البيت بتاتاً وأبلغ أهلي أنه في حال سأل عني أحد فأبلغوه أنني غير موجود". ويتابع "وفي بعض الأحيان أتغيب عن العمل وأتحمل عقوبة رئيسي في العمل أهون عليّ من سماع كلمات ساخرة تغضبني ".

أما عادل الخزرجي، 24 سنة، فتحدث بعصبية وقال "من هو الريال مدريد؟ إنه فريق عادي جداً ولا يقارن بمستوى فريق برشلونة أبداً".

ويقول "صحيح إن فريق، ريال مدريد، إستطاع أن يفوز بالدوري، ولكن هذا لا يعني أنه هو الأحق، ففريق، برشلونة، يضم نجوماً كباراً عالميين قادرين على الفوز بالبطولات، ولكن الفريق هذا الموسم غير محظوظ ورافقته بعض المشاكل والإصابات".

وتوعّد الخزرجي بأن فريق، برشلونة، في الموسم القادم سيختلف تماماً عن المواسم السابقة حيث أنه في النية ضم وشراء عدد من اللاعبين الكبار ومن المحتمل تغيير مدربه فرانك ريكارد الذي كان غير موفق هذا الموسم في نيل أي بطولة أوروبية".

صاحب المقهى أبو علي، 25 سنة، يقول لـ"نيوزماتيك" أنه يتابع جدول المباريات، وخاصة مباريات فريقي ريال مدريد وبرشلونة"، ويضيف "أقوم يومها بالإستعدادات لإستقبال الجماهير من المشجعين الذين يتجمعون قبل موعد المباراة بنصف ساعة تقريباً لحجز أماكنهم في المقهى".

ويؤكد أبو علي، على انه بالرغم من إنه يشجع فريق ريال مدريد "إلاّ إنني لا أظهر ذلك وأحاول أن أكون محايداً لكسب رزقي وعدم خسارة زبائني".

ويضيف "يزداد عملي في يوم المباريات التي يكون طرفها فريق ريال مدريد أو فريق برشلونة ويزداد أكثر في حال التقى الفريقان سوية، ففي هذا اليوم تكون هناك حالة إستنفار".

وحول المشاهد التي تحصل في المقهى يذكر أبو علي "أحيانا يتحول التشجيع بين أنصار الفريقين إلى خلافات وضرب وشجار حتى أنه في بعض الأحيان تتدخل الشرطة لفض الاشتباكات بين المشجعين". ويستطرد "قبل أيام قليلة عندما توّج ريال مدريد بطلاً للدوري الإسباني تحولت شوارع المدينة إلى مسيرات وأهازيج وهتافات للفريق الملكي إستمرت حتى الساعات الأولى من الصباح".

ويعزو مدرب فريق السماوة لكرة القدم، مسلم علي، توجه الشباب والصبية إلى متابعة الدوري الإسباني، تحديداً، كونه يضم عدداً كبيراً من ألمع نجوم العالم، كما أن ضعف الدوري العراقي، بسبب سوء الوضع الأمني، وعدم قدرة الجماهير الكروية على حضور مباريات الدوري المقامة في ملاعبها، وكذلك حرمان الجماهير العراقية من متابعة منافسات منتخب العراق على أرضه بسبب الحرمان الدولي من اللعب على أرض العراق أجبر الشباب والصبية على التوجه لمتابعة نجومهم العالميين في الدوري الاسباني".

ويصف علي الدوري الاسباني لكرة القدم بأنه "من أهم الدوريات في العالم، وليس بغريب أن تجد الشباب العراقي يتابع منافساته، خاصة أنه يضم نجوماً عالميين كبار أمثال ميسي، وراؤول، وروبينيو، ورونالدينيو، وفان نستلروي، والكاميروني صاموئيل إيتو، والفرنسي هنري، وغيرهم".

مدير الإشراف التربوي في المديرية العامة لتربية المثنى جواد منصور محمد يؤكد لـ"نيوزماتيك " أن "متابعة الشباب والصبية لمنافسات مباريات كرة القدم حالة صحية أفضل من غيرها. فإستغلال الوقت في مشاهدة مباريات كرة القدم خير من مشاهدة الأفلام والبرامج التي تسيء إلى عقول الشباب والصبية وهم في مرحلة مهمة من حياتهم".

ويطالب محمد الجهات المعنية بتفعيل هذه الظاهرة وتطويرها لتشجيع الشباب على متابعة النشاطات التي تفيدهم ويقول "إن الرياضة تعود بالفائدة على الشباب وتنمي عقولهم ومواهبهم الرياضية وخصوصا ًكرة القدم هذه الرياضة الجماهيرية المحبوبة".

ويقترح مدير الإشراف التربوي في المديرية العامة لتربية المثنى، أن تكون هناك "شاشات تلفزيونية كبيرة تنصب في قاعات تابعة للمنتديات لتجميع الشباب وتوفير الأجواء المناسبة والصحية لهم لمزاولة هواياتهم الخاصة برياضة كرة القدم سواء في متابعة الدوري الإسباني أو غيره من الدوريات أو الرياضات الأخرى المفيدة ".

يذكر أن تشجيع الأندية الأجنبية في العراق ظاهرة قديمة، حيث يطلق على أندية دوري الدرجة الممتازة في العراق تسميات الفرق العالمية الإسبانية والايطالية والانكليزية. ويلقب بعض نجوم الكرة في العراق بأسماء نظرائهم في تلك الأندية.

وكالة نيوزماتيك

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ل العراق
الشطري -

اود الاشاره الى ان هذا الحب لايقتصر على السماوه فقط بل ان العراق الان من جنوبه حتى شماله ينقسم الى نصفين واحد يحت الريال واخر يحب برشلونه

اهل السماوه
عيسى التميمي -

حيى الله اهل السماوه الجميله فهم اهل الرياضه واهل الذوق الرفيع سلامي لجمهور برشلونه وجمهور الريال