الساحة حكاية قرية لبنانية في السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مروة كريدية من الخرطوم: حطت الطائرة قبل المغرب بقليل في مطارالخرطوم الدولي، وكانت الأمور التنظيمية غامضة بالنسبة إلي، وكان بانتظارنا مرافقنا السوداني الذي رتَّب لنا الاقامة في أحد الفنادق المعروفة في العاصمة على حدّ قوله، وأثناء توجهنا الى الفندق كنت أطل من نافذة السيارة أرصد الشوارع الرمليّة والأبنية المغبرة، ثمة شعور مبدئي أننا في القرن التاسع عشر.
عبرنا المدخل التراثي عبر الباب من تصوينة تحمل لوحة جدارية كتب عليها "الساحة، قرية لبنان التراثية "، وفجأة وجدنا أنفسنا في عصر الأمراء التنوخيين والشهابيين، قرية تراثية لبنانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى بدءًا من التصوينات وصولا الى السطيحة، والتصوينة هي سور الضيعة، وهو عبارة عن جدارية تحكي حكاية القرية، أما ساحة الضيعة فيطلق عليها السطيحة بدلالاتها التراثية ويقول عنها الكاتب أنيس فريحة: "إن الذين بنوا القرى اللبنانية متراصّة...وحرصوا على أن تظل في وسط القرية تبعة كبيرة مستديرة أو مربعة أو مستطيلة، تكون لهم مكاناً للاجتماع وسوقاً للمقايضة وملعباً للصغار ومكاناً للمآتم والأعراس. هذه البقعة تعرف بالساحة".
أما العناصر التراثية القديمة فقد تخللت الجدران المبنية من الحجر الرملي، رموز مثل دواليب العربات، النورج، جواريش القمح، أجران حجر طبيعي قديم، جرة فخار، خابية زيت، بالإضافة إلى العناصر المعمارية التراثية مثل: القمريات، المزاريب، الفجوات والشرافات.
أما بعض الجدران فتألفت من المندلون الرباعي (عنصر معماري تراثي لبناني عبارة عن نافذتين مجتمعتين بقوس واحد مع حوض للنباتات ونافذة منفردة على كلا الجانبين)، الفجوات المختلفة الأحجام، النافذة القوسية، القمريات، المزاريب والشرافات.
أما في الفناء الخارجي فقد نفذت خيمة في الساحة الخارجية، من جذوع أشجار السرو الطبيعية، وقد استعملت الحبال للتثبيت والتجميل. أما فرش الساحة الخارجية فهو عبارة عن طاولات وكراسي مصنوعة من أخشاب (التك) القديمة التي أعيد تدويرها لتنسجم بشكل جيد مع الفكرة المطلوبة. هذه الأخشاب لا تحتاج إلى أي صيانة رغم تعرضها لعوامل الطقس من شمس وهواء ورطوبة.
كان كلّ شيء من حولنا رائعا غير ان التحدي كان في المأكولات فهرعنا للعشاء، فالقرية تقدم الطعام اللبناني التراثي العريق: الكبة النية والفراكة والهندبة والتبولة والحمص البيروتي والكشك وخبز التنور وخبز المرقوق والحلويات من حلاوة الجبن وزنود الست ومعمول المدّ والبقلاوة... وانتهى بنا المطاف بتناول الأركيلة العجمية الأصيلة مع فنجان قهوة أعاد لنا صوابنا...على أنغام الرحابنة وصوت الساحرة فيروز.
طلبنا مقابلة مدير المكان فجاءنا مهندس المشروع جمال مكي ليطلعنا على "الساحة "، ويكشف لنا عن انها سلسلة مشاريع متكررة موزعة بين بيروت والخرطوم والدوحة ومن المتوقع ان تفتح في دبي، كما أطلعنا على الفن المعماري المميز والزواريب التي استمدت فكرتها من الطريقة التي اعتمدت في تخطيط المدن الإسلامية حيث تميزت شوارعها الضيقة المتعرجة وبانفتاحها على "مجازات" (بعض الأماكن الواسعة قليلاً) ذات نهايات منغلقة تقوم بالوظيفة نفسها التي تقوم بها الافنية، فهي تعمل على تخزين الهواء المعتدل البرودة في الليل و تمنع تسربه مع أول هبو
وقد أضفى وجود الزواريب عنصر مفاجأة للزائر بحيث إنه يقطع نصف مسافته ليفاجأ بالفسحة المؤدية إلى عين الضيعة ومدخل القلعة، ويشده الجزء الآخر منه، حيث يصل عرض الزاروب إلى 85 سنتم فقط، ليجد أن نهايته تطل على ساحة عين الضيعة الفسيحة.
و تجول بنا مكي، في "الخان" و الخان قديماً عبارة عن مبنى واسع من طابق أو طابقين، كان يستخدم قديماً لإيواء المسافرين عبر البحر، كما كان يستعمل لتخزين المواد الغذائية المستوردة من الخارج. أما في قرية الساحة فالخان عبارة عن موتيل يضم عدّة غرف للضيوف، كلّ منها منفذة بطراز يختلف عن الآخر ليشكل عرضاً لنماذج البيوت التراثية المختلفة، وهو موجود في الطابق العلوي،و يستقبل الضيوف بخدمات قياسية.
وكعادة السيدات، فإن الفضول دفعني للاطلاع على كيفية تحضير الطعام... فهي تُعد وفق الأصول العريقة على أيدي لبنانيين من ابناء القرى، فيما تستجلب "المونة" -المواد الاولية- من برغل وزعتر ومربيات وسائر الأعشاب من قرى لبنان.
هرعنا الى فندقنا "الحديث" لنحزم أمتعتنا و نعود الى "خان قريتنا" لنكمل فيه ما تبقى من اقامتنا في الخرطوم !
ومن المفارقات المؤسفة،إني تعرفت إلى مفردات الضيعة اللبنانية في السودان! واني لم اكن اعلم بوجود مثيلاتها في لبنان علمًا اني لبنانية!
Marwa_kreidieh@yahoo.fr
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com
الصور: عدسة إيلاف
التعليقات
مطعم الساحة
أسامه -للعلم مطاهم الساحة بأشراف أحد أهم رجال الدين الجعفريين و موجوده منذ فترة طويلة و أكبرها و أهمها بجوار محطة و قود الأيتام على الطريق القديم لمطار الشهيد الحريري و هو مبني باستعمال معدات القرية التراثية القديمه في لبنان و يقدم وجبات بأسعار اقتصادية و بأيدي خريجي المعاهد الفندقية في لبنان. (و هي بطبيعة الحال لا تقدم المشروبات الكحولية و لا لحم الخنزير)
تحضير غزو
سامي -ان مطعم الساحة اللبناني الموجود قرب كورنيش المطار القديم في بيروت ايضا هو تابع مباشرة للحزب الالهي الشيعي وهو توظيف للاموال الايرانية السخية ولخلق فرص عمل لاتباع الحزب المذكور وعملا بالسلوك الباطني (.. تحت ستار التراث و الماكولات القروية اللبنانية )..والخبيث المعتمد في نشر ثقافة الحزن والكراهية في الاقطار الاسلامية وصولا لشحن النفوس والسيطرة على السلطة في هذه البلدان التي هي شرط اساسي لتسهيل عودة الامام المقدس رقم 12 المغيب او المهدي المنتظر ؟؟؟؟ ..اؤيد الاخ اسامة بكل ما قاله اعلاه ... انني ادق جرس الانذار واحذر السلطات السودانية والشعب السوداني الشقيق من هذا المد الصفوي والايراني السياسي والديني الذي يهدف الى الاستيلاء على السلطة ونشر المذهب الصفوي وزعزعة الاستقرار والامن كما فعلوا في لبنان وما زالوا ...
لاشك ان مارايتيه من حضارة لبنان فى السودان يوكدان السودان بلد حضارى وليس من القرون ال19
نظرة فوقية
اللهب -ذهبت و استمتعتى ووجدت بعضا من بلدك الذى لا يعود الى القرون الوسطى و عدت لتحكى القصة بصيغة متعالية للغاية ... ما الذى اتى بك الىالسودان اصلا؟ ... عجبى
اتق الله
بدر -فمطعم الساحة تابع لجمعية المبرات الخيرية التي هي برعاية السيد محمد حسين فضل الله وهذه الجمعية تعتمد على التبرعات وعلى عائد مشاريعها من مطاعم ومحطات وقود ودور نشر ومكاتب ولا يخفى على احد ان السيد فضل الله هو على خلاف فقهي مع السيد الخامنئي وخاصة في مسألة ولاية الفقيه اذ ان السيد هو مرجع والمرجع في المذهب الشيعي لا يتبع لأحد بل يتبعه مقلدوه فأذا كان الحقد على ايران فهذا شأنك واذا كان حقداً على الشيعة فلماذا لا تهديهم بالحكمة والموعظة الحسنة كما امر كتاب الله اما انت الا تنتظر مهدياً من ولد محمد يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ان ملأت ظلماً وجورا
ما علاقة السياسة؟؟؟؟
معلق -خرج التعليقات عن الموضوع اصلا - المرأة تتحدث عن الضيعة اللبنانية ومفرداتها وهو شيئ جميل ...شو دخل السياسة بالموضوع أصلا! - وربما هي لا تعرف انها المكان تابع لحزب ! خرجنا من السياحة الى ولاية الفقيه - والله مصيبة اننا كلما دخل الواحد لمكان للاستمتاع عليه ان يبحث عن المالك ؟؟؟ فالهيلتون معروف لمن ؟ والشيراتون و ريتز كارلتون وماريوت .... ماذا نفعل نجلس في بيوتنا بحجة ان اصحاب الفنادق الفخمة يهود ؟! او شيعة؟! او شو ماكان !عقلية متخلفة - الزبون في نهاية الامر يبحث عن الراحة في اي مكان خصوصا انها تتكلم عن السودان حيث الفنادق الفخمة قليلة جدا .!
يرتاده الاثرياء
سوداني -هنا في الخرطوم كل الولائم الفاخرة والرسمية تعقد فيه وهو مشهور جدا ونحن السودانيين لا نعلم انه شيعي.. لاني اجلس بيه مع الاصدقاء.. وجوّه عادي ومسلي ولا يرتاده الا الاثرياء.. فالسوداني العادي لايقدر تحمل اسعاره لانه غالي جدا ......اما الخمور فهي ممنوعة في كل فنادق الخرطوم وليس في مكان واحد !غريب !