إيلاف+

المغتربون الايرانيون وسيناريوهات من ضرب بلادهم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نزار جاف من بون: تتواتر التقارير و تتزايد التوقعات و التکهنات بإحتمال توجيه ضربة عسکرية لإيران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، و يأتي التصعيد الاسرائيلي الاخير عبر تصريح شاؤول موفاز"الايراني الاصل" بصدد(مسح إيران من الخريطة قبل إسرائيل) ذروة لتلك الإحتمالات و حتى إنها ساهمت في إشعال أسعار النفط بصورة غير عادية.
وقبل ذلك أيضا يمکن الاشارة الى الموقف الامريکي"المتشدد"من إيران و دعوتها المستمرة للمجتمع الدولي بشأن إتخاذ موقف"جدي و حاسم"من قضية التسلح النووي لإيران و حثها الدول الاوربية بشکل خاص في إتخاذ موقف موحد ضد طهران، کل هذه الامور مثلما کانت لها تأثيراتها النفسية في داخل إيران، فإن لها أيضا تأثيراتها القوية على الايرانيين المغتربين المقيمين في اوربا.


الشعب الايراني و المعارضة الايرانية في خندق واحد
تؤکد التقارير الواردة من داخل إيران بأن غالبية الشعب الايراني ترفض توجيه ضربة عسکرية لإيران، وهذا هو أيضا رأي غالبية التيارات السياسية الايرانية المعارضة من مختلف المشارب، رغم أن اوساط مطلعة بالمعارضة الايرانية تصر على ان هذه المعارضة تحبذ في قرارة نفسها توجيه مثل هذه الضربة لکي تجني من بعدها الثمار لنفسها، لکنها"أي المعارضة الايرانية"لا تجد الشجاعة الاخلاقية الکافية لإبداء مثل هذا الموقف. لکن إيلاف و من خلال إتصالها بالعديد من الاوساط الايرانية المعارضة وجدت إصرارا من من جانب معظمها على تأکيد رفض توجيه الضربة العسکرية مشيرة الى الخيار الوطني. إلا أن اوساطا مطلعة أخرى تؤکد بأن المعارضة الايرانية بوضعها الحالي لا تمتلك القوة و الامکانية الکافية للإطاحة بالنظام أو تشکيل خطر مباشر عليه، لکن هذه الاوساط تشير من جانب آخر بأنه و في حالة دعم هذه المعارضة دوليا فإن واقع الامر سيتغير و تتخذ الامور سياقا آخرا.


حاکموا النظام و أترکوا إيران و شعبها
م. توکلي(48 سنة) الايراني المقيم في مدينة ديسلدورف و الذي غادر إيران منذ أکثر من عشرين سنة، عندما سألناه عن موقفه من إحتمال توجيه ضربة عسکرية لإيران قال:"أنا ضد توجيه ضربة عسکرية لإيران، لإن ذلك سيساهم في حرق الاخضر و اليابس و يعطي لنظام الحکم المستبد صبغة وطنية شعبية بات يفتقدها، وأتصور بأن القيام بمثل هذه الخطوة سوف تکون لها تأثيراتها السلبية و حتى العکسية. برأيي أن الترکيز على النظام و رموزه و التحيق في ما ارتکبوه و يرتکبوه بحق الشعب الايراني و الشعوب الاخرى سيما في مجال دعم و مساندة الارهاب أفضل بکثير من التأکيد على ضرب إيران عسکريا. لو کان هنالك موقف و إجماع دولي بهذا الاتجاه فإن الوضع سيتغير حتما".
اوميد عزيزيان(32 سنة) المقيم بلندن، يقول بأن الکلام بشأن إحتمالات توجيه ضربة عسکرية لإيران هو في اوله و آخره مجرد کلام لن يتحقق على ارض الواقع مطلقا، سيما بعد التورط الامريکي في العراق و حتى أفغانستان، عزيزيان أکد بأن"الولايات المتحدة الامريکية عاجزة في الوقت الحاضر تماما من الاقدام على هکذا خطوة ولو قامت إسرائيل بذلك فإنها ستکون ضربة محدودة و سوف تکون في خدمة النظام الحاکم في طهران وتمنحه المزيد من الشعبية بين شعوب المنطقة، ويجب أن لا نتعجب من ان النظام الايراني يسعى جاهدا لجر القدم الامريکي أو الاسرائيلي الى الرمال الايرانية المتحرکة و من خلال ذلك سيقومان بأکبر مناورة سياسية ـ عسکرية ـ فکرية ضد المصالح المختلفة التابعة لتلك الدولتين.


النظام احرق الاخضر و أمريکا اليابس
السيدة أکرم صادقي(37 سنة) المقيمة بمدينة ستوکهولم بالسويد، کانت متحاملة على النظام الحاکم في طهران و على الحکومة الامريکية بنفس المقدار عندما أخبرت إيلاف:"هذا النظام منذ مجيئه للحکم من عام 1979، يقوم بحرق کل ماهو أخضر في إيران، انه يزرع الحقد و الدم و الکراهية و العنف و يبعثر أموال إيران يمينا و يسارا في أمور عبثية ليس من ورائها طائل وقد قاد البلاد الى حافة الکارثة الحقيقية انظروا ماذا يحدث في الداخل ان منجل الاسعار يحصد العوائل الايرانية الفقيرة التي تکاد تشکل أغلبية الشعب الايراني، المشاکل الاجتماعية و الاقتصادية وعلى کافة الاصعدة الاخرى تتوالى على رأس الشعب الايراني و الرئيس نجاد يهدد بمسح إسرائيل من على الخريطة فيما هو يقوم بمسح قدرات الشعب الايراني نفسه من فوق أرضه. أما أمريکا التي تهدد بضرب إيران، فإنني أتصور بأنها في صدد حرق اليابس الباقي من إيران، و مثلما النظام الحاکم في طهران أجرمت بحق الشعب الايراني، فإن الحکومة الامريکية أيضا بصدد الاجرام بحق الشعب الايراني خصوصا فيما لو هاجمت إيران.
المواجهة قادمة!


ن. نادري(55 سنة) المقيم في مدينة بون بألمانيا و يعمل کسائق سيارة أجرة فقد إبتسم بوجهنا وهو يستمع لسؤالنا بخصوص رأيه بإحتمالات توجيه الضربة العسکرية لإيران وقال:"النفط سينضب عما قريب و هذه حقيقة نعلمها جميعا، وکما تعلمون ان هناك في إيران إحتياطي کبير من النفط و أمريکا تريد أن يکون آخر برميل نفط مستخدم في العالم هناك عندها ولذلك فإن سياساتها سارت و تسير دوما بإتجاه إختلاق و إفتعال المشاکل و الازمات و من ثم التدخل من أجل مصلحتها. القصة واضحة جدا، وبرأيي فإن المواجهة حتمية و لا يمکن تحاشيها، وهي قادمة لا محالة، بالامس کان الشاه و اليوم الخامنئي و غدا من يدري لعله نصف معمم و نصف أفندي!".


الايرانيون إزدواجيون!!
م. صديقي"48 سنة" المقيم بمدينة وبرتال بألمانيا يؤکد بأن الايرانيين کانوا وبسبب من سياسة القمع التي إتبعها نظام الشاه السابق، إزدواجيون في مواقفهم إذ إنهم في الوقت الذي کانوا يرفضون نظام الشاه في داخل البيوت فإنهم بذات نفسهم کانوا يعلنون الولاء الکامل له خارج بيوتهم، صديقي أخبر إيلاف بأن هذه الوضعية السايکيولوجية للإنسان الايراني قد تفاقمت مع وصول النظام الحالي للحکم حيث أن ذات الامر بات يتکرر لکن بصورة أکثر تشوها و ضبابية وأکد"أن الکل يرغبون بذهاب هذا النظام و مجئ نظام بديل يعمل بصدق من أجل الشعب لکن المشکلة أنه لا يوجد هنالك من جهة سياسية معارضة يثق بها الشعب الايراني و وضعية الشعب الايراني في الوقت الحاضر تشبه کثيرا وضعية الشعب الالماني إبان الحرب الحرب العالمية الثانية حيث کان الشعب الالماني يتحرق لإسقاط هتلر وتخليصه من الجحيم الذي أوقعه فيها وکان من أجل ذلك يتصلون بأکثر من جهة دولية معادية لألمانيا في ذلك الوقت المشکلة ان الشعب الالماني کان صريحا و صادقا مع نفسه لکنني لا أجد الامر نفسه مع الشعب الايراني، وکما أن المعارضة الايرانية مزدوجة في مواقفها السياسية وغير صادقة في طروحاتها فيما يتعلق بمسألة توجيه ضربة عسکرية لإيران، فکذلك الامر بالنسبة لموقف الشعب الايراني من قضية النظام نفسه اولا و من قضية توجيه ضربة عسکرية له ثانيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا لإيران لا لأمريكا
نورة بنت بوظبي -

... بالامس کان الشاه و اليوم الخامنئي و غدا من يدري لعله نصف معمم و نصف أفندي!.....هناك في إيران إحتياطي کبير من النفط و أمريکا تريد أن يکون آخر برميل نفط مستخدم في العالم هناك......الايرانيون إزدواجيون! ... أعجبت بهذه الجمل الثلاث واستعير هذا العنوان الموجود في المقال اعلاه النظام احرق الاخضر و أمريکا اليابس ,, ليكون تلخيص لما قرأت .