إيلاف+

مجمعات بشرية أشبه بالمستنقعات في بنغلاديش

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دكا: قد لا تترك الحياة للبعض مجالا لنيل الفرصة المناسبة في الحياة بعض الأحيان، فيلجأون للتسول أو البحث المضني عن عمل لا يسد رمق الأفواه الجائعة المنتظرة في المنزل.

وهذا المشهد يتكرر كثيرا في دول فقيرة، كبنغلاديش على سبيل المثال، التي يبلغ عدد سكان العاصمة فيها حوالى 12 مليون إنسان، حيث إن مدينة دكا هي من أسرع المدن نموا من حيث السكان، وأفقر المدن من حيث الناتج القومي للفرد، كما ذكرت وكالة الأنباء الإنسانية (أيرين).

والأمر لا ينطبق على سكان دكا فحسب، فأكثر من نصف مليون شخص يتوجهون يوميا نحو العاصمة للبحث عن فرصة العمل المناسبة والتي تعيلهم وعائلتهم في حياتهم الصعبة.

أحد هؤلاء الأشخاص هو شاهد الإسلام، 22 عاما، الذي انتقل للعيش في دكا قبل ثلاثة أعوام، بعد أن كان يقطن مع عائلته في قرية صغيرة في الجانب الغربي من البلاد.

إلا أن ما يجعل حياة شاهد الإسلام أصعب من غيره هو الحادث الذي تعرض له في طفولته وأدى إلى إصابته بكسر في ساقه، ولكنه لم يملك المال حينذاك لعلاجها، فأصبحت إصابته المستمرة عائقا أمام استكمال حياته بشكل طبيعي.

وبعد كل هذا، لم يجد شاهد الإسلام عملا أفضل من التسول للحصول على القليل من المال.

يقول شاهد الإسلام: "في بعض الأحيان، يقسو الناس علي كثيرا. ولكنهم لا يفهمون أن التسول هو العمل الوحيد الذي أستطيع القيام به في وضعي الحالي. فإذا ما كنت قادرا على العمل، فسأعمل بالتأكيد."

والمال الذي يحصل عليه شاهد الإسلام من التسول ليس لسد جوعه فحسب، بل هو كذلك المصدر الوحيد الذي يعيل أسرته القاطنة في قريته الصغيرة، حيث إنه يرسل شهرياً خمسة دولارات لإعانة العائلة.

وقد كان حلم شاهد الإسلام الوحيد هو العمل كمدرس في إحدى المدارس، إلا أن هذا الحلم أصبح بعيد المنال، وما من شيء يشغل باله الآن إلا جذب أنظار الناس لشراء الوجبة التالية في يومه.

يقول شاهد الإسلام: "لقد كانت الحياة أسهل بكثير في القرية، إلا أنه ما من طريقة للحصول على المال هناك. الحياة هنا صعبة وغير آمنة، أما في القرية، فالأمن يعم كل زاوية فيها."

ويعيش شاهد الإسلام حالياً في واحدة من أفقر المجمعات السكنية في دكا، إلى جانب أكثر من 45 ألف شخص أتوا من قرى بعيدة للعمل أو البحث عن لقمة العيش.

ويصل إيجار الكوخ المكون من غرفة واحدة شهريا إلى عشرة دولارات، لا تشمل المياه والكهرباء التي لا يعرفها أصلا سكان تلك المنطقة.

إلا أن شاهد الإسلام لا يملك أي خيار آخر سوى العيش في واحد من هذه الأكواخ مع شقيقته جايدة، حيث يصل ارتفاع المياه في المجمع في حال الفيضانات إلى أربعة أمتار.

يقول شاهد الإسلام: "ليس لدي أي مستقبل، فالمنفذ الوحيد الآن هو التسول، الذي ربما سأمارسه حتى آخر يوم في حياتي."

ويبقى حال شاهد الإسلام وشقيقته جايدة أفضل من غيرهما، كما يقولان، كما أن العيش في هذا المستنقع البشع هو أفضل بمائة مرة من العودة إلى القرية الفقيرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الانفجار السكانى
الى من يشجع النسل -

الانفجار السكانى هو السبب فى تعاسة هؤلاء الناس انا لا أتكلم عن الرزق و لكن عن نوعية الحياة الرزق شى و الحياة المريحة شى اخر