إيلاف+

كورنيش بيروت... هنا تُسكب الحكايات في الأزرق الكبير

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هواة الصيد والمشي والسباحة يقصدونه دائمًا
كورنيش بيروت... هنا تُسكب الحكايات في الأزرق الكبير

ريما زهار من بيروت: حكايات كثيرة ينسجها الصيادون قرب منارة بيروت وقصص أخرى لهواة السباحة قرب كورنيشه، حكايات هؤلاء الناس بسيطة تشبههم، وتشبه أيامهم الهانئة التي يقضونها في ممارسة هواياتهم في بحر بيروت الذي يتسع للجميع ويحضن بين لجاته العميقة كل الأبناء على اختلاف انتمآتهم، فتُسكب الحكايات في الازرق الكبير حاضنًا معه ذكريات صباهم وماضيهم. كورنيش بيروت اشهر من أن يعرف، هو مقصد هواة المشي والسباحة والصيد، واصبح رمزًا قويًا من رموز السياحة في بيروت، قرب هذا الكورنيش استشهد منذ عام النائب وليد عيدو، لكن الحياة تستمر اليوم لتأخذ من ذلك الإستشهاد بعض ألوانه القانية كي يتحد ابناء بيروت.

صيادون(تصوير ريما زهار) وشكلت المنارة قرب الكورنيش ملجأ للعديد من البيروتيين لممارسة هواية الصيد، فهم هناك بالعشرات يلقون بصناراتهم في البحر علهم يصطادون ما توفر من اسماك في المنطقة.

وهذه هي حال مصطفى زعني البيروتي الذي يقصد المنارة كل يوم منذ 40 عامًا، اي منذ ان كان في سن التسع سنوات، هو يهوى صيد الاسماك والطيور، وهي هواية متأصلة في عائلته حيث ان اخوانه التسع يمارسون الهواية ذاتها، يضحك مصطفى عندما يتحدث عن عائلته ويقول ان له ثلاث زوجات وابناؤه منهن يهوون صيد السمك ايضًا، هو يأتي الى المنارة كي يريح اعصابه من خلال ممارسة الصيد بعد عمله المضني في ورش البناء، ويعتبر ان فصل الصيف هو الافضل لممارسة هوايته لكن الشتاء والعواصف لا تمنعه ن المجيء ايضًا.

مصطفى الزعني قرب مصطفى انشغل ابنه في تهيئة الغذاء المخصص لاصطياد الاسماك، هي عجينة خصوصية كما يقول لجذب اسماك البحر كي تكون طعمًا لها.
الصيادون قرب المنارة انتشروا على صخور يلزمك كي تصل اليها بعض المجازفة، لكن حكاياتهم البسيطة عن هواياتهم تشجعك على ذلك

ربيع قليلات يتحدث بدوره عن هوايات الصيد وهو يعرف طريقة صيد السمك وإعداده وطبخه، يعرف أنواع السمك الذى يعيش فى بيئته، يعرف القوانين المحلية الخاصة بصيد السمك وفصولها وأحجامها، يعرف طريقة أعداد الصنارة وتركيبها، وهو ملم بالطرق الصحيحة لحفظ بعض الأسماك، ويدرك كيف يستطيع حفظ الأسماك بالتمليح، ويقول انه يوجد الكثير من الطرق المستخدمة فى الصيد فى البيئة المحلية ويستعرض الطريقة الأكثر شيوعًا وهي القصبة العربية وتتكون من قصبة طولها على الأقل 5 امتار وحريرة وخفافة ومشبك وصنارتين، ويشترط فى هذه الطريقة أن يكون طول الحريرة الأجمالى مثل طول القصبة أو أقل قليلاً، ويشترط أيضًا أن تكون الصنارتين قريبتين من القاع ذلك لأن الأسماك في الغالب تأكل في القاع لأن هذه الطريقة تستخدم على الشط ، ومن المستحيل أن يظهر لك السمك بالقرب منك، ويضيف انه للمحافظة على الأسماك بصفة عامة ينصح بتنظيف أحشائه بعد إصطيادها مباشرة وقص أوداجها وتقشير قشورها ولكن أذا كنت تريد شي السمك على النار فلا تقشر قشورها لكى لا تحترق.

ابن مصطفى يحضر الطعم

من المنارة الى الكورنيش، انتشر هواة المشي وحتى ركوب الدراجات يمارسون هم ايضًا هواياتهم، احد شرطي المنطقة يقترب ليقول بأن تصوير الجهة حيث البنايات وحيث فندق الريفييرا ممنوع ونسأله السبب يجيب بان النواب يمكثون هناك، وبين حكايات النواب الشائكة وامنهم وبين حكايات هواة السباحة والصيد البسيطة مسافة كبيرة تمامًا كالمسافة التي تفصل بين تطلعات شعب لا يريد سوى العيش الهانىء وتطلعات بعض النواب الذين لا يفتشون الا على مصالحهم الضيقة.

ولهواة السباحة في الكورنيش بحرهم المجاني واذا كانت قواعد النظافة العامة غير محترمة كثيرًا في هذا البحر حيث تنتشر بعض النفايات واعقاب السجائر وحتى مخلفات زجاجية وبلاستيكية، لكن هؤلاء لا يأبهون بها فترى انهم يمشون على الرمال من دون اي تحفظات على سلامتهم العامة. بعضهم يقوم بالغطس وآخرون يمارسون هوايتهم على مهل، وعلى طول الشاطئ انتشرت لوحات بشرية تضمنت من يهوى مثلاً شرب النارجيلة على البحر وبعضهم الآخر اتخذ من بعض "الكرتونات" مظلة لتقيهمن شمس البحر،

ابو رضا السبعيني اما ابو رضا ابن السبعين عامًا( والذي لا يبدو عليه سنه) فقد استلقى على الارض يحدثنا عن انه يأتي للممارسة هواية السباحة حتى في فصل الصيف ويضيف انه من ضيعة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولا يخفي شعوره بالامتعاض من الحكومات السابقة التي دفعته الى ترك عمله باكرًا والتخفيف عن نفسه من خلال ممارسة السباحة.


محمد ووالدته محمد لم يبلغ عامه الاول، جلس قرب امه داخل "كرتونة" يتقي منها اشعة الشمس، والده يفخر بان يصور ابنه ويسألنا هل تأتون الاسبوع المقبل لتزويدي بصورة عن ابني؟

سيرينا ابنة الثمانية اشهر جلست على احدى الصخور برفقة والدها ليلتقط لها الصور، طفولتها البريئة على الصخور اضفت نوعًا من الابتهاج في صفوف الصيادين فقاموا يهتفون لها بقصد "تدليلها".

سيرينا

لوحات بشرية على طول الكورنيش لشعب يريد العيش بسلام من خلال التنفيس وممارسة هواياته، فهل تسمح الاوضاع الامنية والسياسية باستمرار ذلك، ام ان الغد سيلغي تلك الحكايات البسيطة ويرسم على طول الشاطئ الازرق لوحات دموية اخرى؟

صيادون

اسماك اصطيدت

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
في عشق لبنان
عاشق لبنان -

بيروت يا بيروت بيروت الحياه بيروت السما الصافيه بيروت هواء البحر وزرقه السماء ....كلها ملامح حياه لكن البعض يطلب الموت للبنان من خلال الحرب لبنان التنوع لبنان ثراء الموزاييك الطائفي و البشري عاش لبنان الشعب الحر

كلنا بنحب لبنان
محمد شعراوي محمد -

يا أخي استوقفتني عبارة البعض يريد الموت للبنان وهذا قول خاطيء تماما فالجميع يحب لبنان فعلا وأنا أشبهه بالرئتين لجسم الوطن العربي لن أكون مبالغا ان قلت لك أنني أشعر بالراحة النفسية لمجرد تخيل لبنان بالرغم من أنني لم أنعم بزيارته وصورة شعبه التي تتكون بخيالي شعب رمز للعزة والشموخ والاعتزاز بالنفس من أين لي بهذا التصور عن لبنان لو لم يكن الجميع يحب لبنان ماذا نقول نحن المصريون عما يكتب عنا نروح نموت بقى وعاش لبنان وعاش شعب لبنان0000 عفوا لن أقول لك أحسن الظن